التقارير

دعوات تاسيس الدولة الشيعية تلتهب في العراق


بين الحين والأخر، تسيطر ملفات مختلفة على الفضاء السياسي والشعبي في العراق، حيث يتصدر ملف معين البرامج السياسية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقف السياسية، وتتوقف ديمومة وفترة مكوث الملف مسيطرا على الفضاء العام او اختفائه سريعا، تبعا لحجم الملف وخطورته وحجم مؤيديه وإمكانية تحوله لمشروع سياسي.

ومؤخرًا، بدأت تسيطر فكرة "التقسيم او الدولة الشيعية"، على الفضاء العام السياسي والشعبي، وهي سابقة من نوعها، فلطالما خرجت احاديث عن "الإقليم السني" بين الحين والأخر وفي فترات مختلفة مع كل ازمة سنية سياسية مع الشركاء، لكن ظهور احاديث عن "الاستقلال الشيعي"، يعد استثنائيا، خصوصا وان القيادات الشيعية طالما عارضت فكرة التقسيم ووصفته بانه "مشروع إسرائيلي صهيوني"، الامر الذي يجعل ظهور دعوات بـ"دولة شيعية" محل استغراب.

ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن "الاستقلال الشيعي والاستئثار بالثروات النفطية"، فهي دائما ما كانت مرتبطة من دعوات على مستوى سياسي من الخط الثاني او الثالث وغالبا ما كانت مرتبطة مع الازمات مع إقليم كردستان او عدم تمويل محافظات الوسط والجنوب بالاموال التي تستحقها كما يعتقد أصحاب هذه الدعوة، ولاسيما البصرة التي ظهرت الكثير من الدعوات لجعلها إقليم، لكن الطرح هذه المرة مختلف نوعا ما.

انطلقت القصة على ما يبدو من تصريح لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في احدى البرامج التلفزيونية، عندما تم التطرق لقصة الإقليم السني، ليجيب بان الشيعة "سينفردون بالنفط" اذا اجبروا على التقسيم، ليذهب هذا التصريح كخارطة طريق وفكرة ملتهبة تنتقل على الالسن والاذهان السياسية والشعبية.

هذا الامر دفع الى خروج النائب حسين مؤنس عن كتلة حقوق، الذي بدأ يروج لهذه الفكرة وضرورتها، لكن الملفت في تصريح مؤنس، وكذلك ما بدأ يتم تداوله على مواقع التواصل، ليس الحديث عن إقليم، بل "تقسيم"، وانشاء "دولة شيعية" بعلم واسم مختلفين، تحت اسم "دولة العراق الشيعية"، ويتم استبدال الله اكبر في العلم العراقي بعبارة "علي ولي الله".

وللتخلص من فكرة ان "التقسيم مشروع صهيوني"، اعتبر مؤنس انه لن يحدث تقسيم للعراق، لأن العراق اساسًا هو محافظات الوسط والجنوب التسعة، وهي من ستنعزل بصفتها العراق، عن الكرد والسنة، لتكون هذه المحافظات هي العراق لوحدها..

في ملخص سريع لاهم المحطات في هذه القصة، هو ظهور دعوات شيعية للتقسيم وهذا شيء يمكن اعتباره استثنائيا، اما الامر الاخر فهو غياب الحديث عن تأسيس إقليم بل الذهاب الى "التقسيم واستقلال الدولة الشيعية"، واعتبار ان العراق هو المحافظات الشيعية التسع فقط، اما المحطة الثالثة هو الشكوك والتفاعل المضاد مع هذه الدعوات واعتبارها انها مشروعا إقليميا او هو الخطوة التالية لمعالجة فكرة "الهلال الشيعي".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك