عمار الولائيّ ||
العراق/ واسط
في رواية معتبرة رواها الكليني والنعماني عن جابر عن أبي جعفر عليه السّلام قال: (يا جابر الزم الأرض ولا تحرِّك يدًا ولا رجلًا حتى ترى علامات أذكُرها لك إن أدركتها أوَّلها اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك ، ولكن حدِّث به من بعدي عَنّي، ومنادٍ ينادي من السماء، ويجيئُكم الصوت من ناحية دمشق وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وستقبل اخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة فتلك السنة يا جابر اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب،فأول أرض تخرب أرض الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني . . . ) راجع الغيبة للشيخ النعماني ص ٢٧٩
وما يهمنا في هذه الرواية هو أربع مصطلحات
١- النزول: ذكر صاحب معجم (جمهرة اللغة) أنّ النُّزول لا يكون إلا من ارتفاع الى هبوط،وإنّما قالوا: نزلتُ في موضع كذا وكذا لأنّه ينزل على دابّة أو يتجاوز مَنزلة الى مَنزلة أخرى. وأنزلَ الله عزّ وجلّ الكتابَ إنزالاً ونزّله تنزيلاً شيئاً بعد شيء. وجعلتُ للرجل نُزْلاً، أي ما يقيمه لنزوله من طعام وغيره.
٢- المارقة: المُرُوق هو الخروج من الشيء، وسُمِّي الخوارج بالمارقين؛ لخروجهم عن الدين والملّة،وقد قاتلهم الإمام علي عليه السلام.
ومنه المَرَق؛ لأنه يخرج من اللّحم.
ونحن نقرأ في دعاء الندبة أنّ الإمام علي عليه السلام قاتلَ المارقين : (حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ)
٣- الروم نسبةً إلى الإمبراطورية الرومانية ويمثلهم اليوم الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا
٤- الرَّملة: ذكر ياقوت الحموي في معجمه : رملة فلسطين وهي كُورة [أي مدينة] من فلسطين.انتهى
وقضاء الرملة هو تقسيم إداري سابق في فلسطين التاريخية يعود لفترة للانتداب البريطاني (بين 1920 وحتى 1948)، مركزه مدينة الرملة يقع في الجزء الأوسط لفلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويحاذيه من الشمال قضاء طولكرم وقضاء يافا، ومن الشرق كلٌّ من قضاء رام الله وقضاء القدس، ويقع كل من قضاء الخليل وقضاء غزة إلى الجنوب منه،وفيه مطار يسمى بمطار اللِّد وكذلك ميناء يدعى بميناء (إسدود)
والآن بعد إيضاح مختصر جدا لهذه المصطلحات يأتي السؤال:من هم (مارقة الروم) ؟ والجواب: هم خارجة الروم وهم الجيش الأمريكي، لماذا افترضنا أنّهم الأمريكيين ؟؟
١- إمّا لأنهم خارجون عن الحق والدين والقوانين السماوية والوضعية وهو صحيح
٢- أو لأنّهم خرجوا من مكانهم ومحلّهم وجاؤوا إلى منطقتنا عبر القارات والمحيطات بهدف السيطرة والهيمنة على المنطقة وتطبيقًا لسياسة القطب الأوحد وهو صحيح أيضًا.
السؤال الذي يتداول الآن في هذه الأيّام ونحن نعيش انتصارات معركة (طوفان الأقصى) لاستئصال الكيان المنهار، هل تحققت هذه العلامة بعد وصول حاملات الطائرات وقوات من المارينز إلى فلسطين لمنع سقوط الكيان الزائل؟ والجواب على ذلك أنّ هذه العلامة ستكون بعد عدة علامات أهمّها:
١- مارقة تمرق من ناحية الترك ( أكراد سوريا)
٢- ويعقبها هرج الروم (الحرب العالمية)
٣- وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة(الجزيرة الفراتية في سوريا )
٤- وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرَّملة
إذن هذن العلامة لن تحصل إلّا بعد تحقق علامات قبلها وهي بمجملها تحدث قبل السفياني، وهنا يأتي السؤال الأهم : ماهو سبب نزول مارقة الروم في رملة فلسطين؟ ولماذا الرَّملة؟
١- لماذا أمريكا دون غيرها؟؟ لأنّ أمريكا نفسها تصرّح بأنّ الهدف الاستراتيجي من تواجدها في منطقة غرب آسيا أو ما تسمّيها بـ (منطقة الشرق الأوسط) هو لحماية إسرائيل! وقد صرّح جنرال اسرائيلي قبل عام قائلاً: بمجرَّد وصول الأمر إلى الحرب سنجد الجيش الأمريكي هنا مدافعًا عن اسرائيل، وهذا ما لمسناه بعد السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) أتت أمريكا بحاملات الطائرات وغواصاتها وسفنها وبجنودها وفتحت جسور جوية عسكرية لمنع سقوط هذا الكيان اللّقيط.
٢ - يبدو أنّ الصهاينة في تلك الفترة قد فقدوا صورة الردع المتآكلة التي يتحصنون بها، وعلى مايبدو هنالك مصادر تهديد وجودي لإسرائيل قبل معركة التحرير الكبرى على يد الإمام المهدي (عجّل اللّه فرجه الشريف) وتعاظُم قوة واقتدار المقاومة الفلسطينية بل ومحور المقاومة والتمهيد المهدوي عمومًا، وضعف الكيان الصهيوني حيث يقوم محور المقاومة بشن عمليات محدودة لإنهاك العدو وإضعافه أكثر والعمل على استعادة بعض الأراضي المحتلّة مما يستنجد بمارقة الروم لنجدته ومساعدته ومنع سقوطه بالكامل، سيّما أنّ مجئ هذه العلامة سيكون بعد:
أ- هرج الروم.
ب- اقتحام الترك للجزيرة الفراتية (مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية الكردية).
و من المؤكد أنّه بعد الحرب العالمية وتفكك ترسانات الأسلحة الضخمة وهلاك هذا الكم البشري سيشعر الصهاينة بالخوف على أمنهم وأنّ دولتهم أصبحت مشروعًا للزوال وللاقتحام أمام محور المقاومة والتمهيد المهدوي الذي سيقود المنطقة بعد انحسار دور مارقة الروم (أمريكا) في المنطقة.
٣- وربما يكون هذا النزول أيضًا أحد الدواعي للاتفاق على مجيء السفياني وإنهاء الأوضاع الموجودة في سوريا.
٤- انسحاب أميركا من منطقة غرب آسيا وتفرُّغها لمواجهة الخطر الروسي والصيني وانشغالها بالحرب العالمية(هرج الروم) ولذا فإنّ الكيان الصهيوني سيضعف نتيجةً لضعف حلفائه.
بقي أن نضع بعين الاعتبار بما أنّ أهل اللّغة قالوا أنّ النزول لا يكون إلا من ارتفاع فهبوط فهذا يعني أنّنا أمام احتمال نزول جنود ومرتزقة تنزل من طائرات تحط في مكانٍ ما في الرملة، أو في ميناء أسدود حيث يتم نقل القوات من المروحيات عبر حاملة طائرات (والله أعلم)، وعلى ما يبدو أنّها قوة عسكرية خاصة وليست قوات ضخمة بلحاظ أنّ ميناء أسدود ليس هو الأكبر في فلسطين فهنالك ميناء حيفا،وأنّ الطاقة الاستيعابية للقاعدة لا تتناسب مع نزول جحافل من الجيوش وحاملات الطائرات،وقد تكون هذه القوة هي عبارة عن قطع بحرية وحاملة طائرات أو مروحيات من تلك التي نجت من دمار الحرب العالمية واللّه العالم.
https://telegram.me/buratha
