التقارير

الصحافة الساخرة طريق التسقيط الأنجح


اسعد عبدالله عبدعلي ||

 

الصحافة منذ أن ظهرت للوجود احد المؤثرات الكبرى في المجتمعات وفي عالم السياسة والاقتصاد, وحتى باقي مجالات الحياة, وتوسعت الصحافة لتكون بأكثر من صورة وشكل, واليوم سنتكلم عن الصحافة الساخرة, وهي في جوهرها تركز على المحرمات والمقدس داخل المجتمع, واثارة مواضيع السياسة والدين والجنس وعرضها بشكل ساخر! وهو تقليد ظهر في فرنسا مع انطلاق الثورة الفرنسية عام 1789, وساهمت الصحافة الساخرة في إسقاط رموز الحقبة السابقة والانتفاض على النظام الملكي وحكم الكنيسة, حيث تتحول الصحافة الى اداة للنضال, ودعم الثورة والاطاحة بكل الثوابت وإسقاط الحواجز, لتنتج شكل جديد لفرنسا.

ثم انطلقت لباقي بقاع العالم, لتصبح أكثر أنواع الصحافة تأثيرا بالمجتمع, وساهمت في تغيير القناعات.

•      الحرب ضد العمامة

واغلب الصحف الساخرة تجعل من القضية السياسية قضية مركزية, وكان فيها اتجاه واضح ضد الحالة الدينية وضد الكنيسة, لذلك نلاحظ انعكاسها في البلدان العربية أنها تهاجم الدين وتهاجم العمامة وتحاول النيل دوما من العلماء وتسعى لاسقاطهم من أعين المجتمع, عبر رسوم هزلية مضحكة, وكانت بعض الصحف ما بعد 2003 يوميا تحاول إلصاق مختلف التهم بالعمامة في سعي لازالة الاحترام المجتمعي لرجال الدين, وهو ما تحقق لاحقا لفئة شبه ضائعة وصل الأمر بالكثير منها لحالة اللادين والغرق بالأفكار السطحية وهو هدف أساسي لتلك الصحافة ذات الأهداف الباطنة.

ولا يمكن نسيان الحملات التي تشنها هذه الصحف بشكل مستمر على النبي الخاتم (ص) منذ عقود, عبر رسوم هزلية مسيئة, من دون اي احترام, وبعيدة عن ما تنادي به المجتمعات الغربية من رقي وتطور, فهي تمارس ابشع انواع السفالة! لتخلق حاجز كبير بين الشعوب الغربية وبين الدين الإسلامي, وهو ما حاصل اليوم, انها اداة خطيرة جدا وتأثيرها الاجتماعي شديد.

•      نظام صدام واستغلال الكاريكاتير ضد إيران

قبل انطلاق الحرب ضد ايران, ومع الأشهر الاولى لنجاح الثورة في إيران عمدت صحف النظام العفلقي في بغداد على تسقيط رموز الثورة في إيران, عبر رسوم الكاريكاتير المسيئة, بعيد عن الاعراف الدولية والدبلوماسية والاخلاقية في احترام الجار, كان صدام مجرد الة صغيرة ضمن منظومة كبيرة لاسقاط الثورة في ايران, وفشل صدام ومن حركه في كل مساعيهم الشريرة, لكن صحافته الهزلية نجحت في التأثير في فئات من المجتمع العراقي, والى اليوم هذه الفئات المشبعة برسائل مضللة, هي تكره إيران وتنحاز لصدام واي طرف يحارب إيران, وتلك الطامة الكبرى.

•      تطبيقات الموبايل والتسقيط

وبعهد النهضة الالكترونية ووصول الموبايل الذكي, اصبح اسلوب الصحافة الهزلية يتم عبر مقاطع فيديو قصيرة مضللة, هدفه خلق قناعات خاطئة لكن يتمسك بها المتلقي ويعتبرها حقيقي لا يوجد غيرها, حيث يتم صنع محتوى هزلي للخصوم السياسيين, او للرموز الدينية بهدف إسقاطهم, او طرح قضايا غير صحيحة بشكل محتوى جذاب لا يمكن أن يرفضه المتلقي, مما أنتج أفكار غير صحيحة تصبح حقائق عند فئات كبيرة.

لذلك نهج الصحافة الهزلية انتقل لتطبيقات التواصل الاجتماعي, لينتج فوضى مخيفة تهدد القيم والموروث والثوابت.

 •      اخيرا:

الردع ليس بالمنع ولا بالتظاهر ولا بالحرب المسلحة, الحل ببساطة يكمن في رفع وعي المجتمع, عندها لن تؤثر فيه الاكاذيب, اي يصبح المواطن قادر على التشخيص ولا يقبل كل ما يطرح, اي أنه يملك منظومة فكرية تدقق كل ما يتلقاه وتحدد الصادق من الكاذب, والهدف من وراء إنتاج هذه الكذبة.

الواح طينية، اسعد عبدالله عبدعلي، منظومة فكرية

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك