التقارير

السودان ..بين السلطة والانسانية


عبد الخالق الفلاح ||

 

باحث واعلامي

 

الأوضاع الإنسانية في السودان متردية ومزرية إلى أبعد حد كما هي في الكثير من البلدان التي ابتليت بحكام عسكر، لا هم لهم سوى السلطة، وشبح الموت يحلق فوق الرؤوس ليلا ونهارا ليقتل الناس بدم بارد وبلا ذنب ، وقوافل الاغاثة الإنسانية الدولية لا تجد ممرات آمنة تتحرك فيها وليتلف بسببها كل ما تحمله من مواد اغاثة عاجلة للمتضررين بشدة من هذه الاوضاع الحياتية الصعبة ، والاجواء السياسية مشبعة بروح العداء الشديد إلى حد القطيعة التامة بين الفرقاء المتصارعين علي السلطة مما يجعل الأفق السياسي مسدودا أمام كافة الحلول والتسويات المطروحة عليهم وليرجع الموقف في كل مرة بأطرافه الى المربع الاول من جديد ، والدولة السودانية مشلولة ومتوقفة عن القيام بدورها في خدمة شعبها وهو يمر باسوأ ازمة في تاريخه ، واقتصاد السودان يكاد يكون مدمرا بفعل فراغ السلطة وغياب اجهزة اتخاذ القرار ومع تسيب الأمن وتفشي الفوضى وتوقف الأعمال وتعطل دورة الحياة ، والوسطاء الدوليين على وشك ان يرفعوا ايديهم عن السودان ويتركوا الموقف برمته لأصحابه حتى وان غرقوا مع بعضهم في حرب أهلية تلتهمهم جميعا ، لأكثر من شهر ونصف الآن وأزمات الحكم في السودان تسوء وتتعقد وتنذر بالمزيد من العواقب والتداعيات المدمرة ولا احد من كل هؤلاء المسئولين الكبار يحاول ان يستوعب الخطر او ان يتعلم الدرس... وسوف يتضاعف تيار النزوح والهروب الجماعي ليتجاوز مئات الآلاف إلى الملايين.. و تزداد مشكلات دول الجوار سوءا وتفاقما وقد تضطر إلى إغلاق حدودها لوقف نزيف الهجرة القادمة إليها... فما الذي كان يدعو إلى هذا كله ؟ واين كانت عقولهم وضمائرهم ؟ ولحساب من حدث للسودان كل ما حدث؟

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك