التقارير

عندما تكون الحكومة (بلا هوية)


محمود الهاشمي ||

 

27/5/2023

 

في جلسة جمعتنا مع احد قادة (الاطار التنسيقي  ) بعد

(اشهر قليلة ) من عمل حكومة السيد محمد شياع السوداني قلت له (لايجوز ان تبقى هذه الحكومة تعمل بلا هوية سياسية )!

لم الق جوابا حتى اللحظة ،والسبب ان (الاطار التنسيقي )الذي شكل الحكومة يضم مجموعة احزاب وكتل وتيارات ،وهذه الكتل مختلفة التوجهات وقادتها ليسوا على قلب واحد في الراي والتوجه .

لكن هذا لايلغي ان نؤكد ايضا بان مزاجهم العام (مقاوم )وبالضد من (تواجد  الاحتلال 

و(اسلامي)!وهذه (العناوين )المشتركة كافية

لكتابة وثيقة عمل يتفق عليها الجميع تضبط

(عمل الحكومة )داخليا وخارجيا .!

ان اي حكومة تعمل بلا استراتيجية سياسية

سيتداخل عملها ويضطرب وتكون سببا في

تفكك الكتلة التي شكلتها .

ان معظم نشاط الحكومة (الخارجي)يُغطى بعد انتهاء المهمة الخارجية ،ببيان (نؤيد اجراءات الحكومة )لاشك هذا لايكفي لان اداء الحكومة يجب ان يخضع لاستراتيجية

والى مشاورات دائمة ،مع الجهة التي رشحته .

لايجوز (العذر )بان رئيس الحكومة تصرف (بشكل فردي )فاداء الحكومات انعكاس لسياسة الحزب الحاكم.!

وتتحمل الكتلة التي رشحت رئيس الوزراء كافة المسؤولية ولايحق لها التنصل عن حقيقة عملها .

ان نجاح اداء الحكومة يمثل نجاحا للاحزاب المرشحة ورافعة مهمة لها في الانتخابات

امام الشعب ،وهذه المعادلة بين الحكومة والحزب الحاكم يجب ان تكون معلومة لدى كل الاطراف .

في الدورات التشريعية السابقة كانت هناك اعذار للاحزاب المشاركة بالسلطة باعتبار

ان (نظام المحاصصة )يفرض مشاركة الجميع بالحكومة وبذا يصعب محاسبة جهة بعينها ،اما في هذه الدورة (الحالية)فان (الاطار التنسيقي )هو الغالب اولا وثانيا منح رئيس الوزراء فسحة او حرية الاختيار لافراد حكومته  .!

ان اول ملاحظة رافقت عمل الحكومة الجديدة كانت بشان التساؤل عن (سر الاجتماعات الخمسة )بين رئيس الوزراء

وبين السفيرة الاميركية وفي مدى (45)يوما فقط وسبقها بثلاث اجتماعات قبل تسلمه المنصب ! لاشك ان الجواب (مبهم )فالسيد رئيس الوزراء علق على ذلك (نحن من دعونها لشؤون تحص مصلحة العراق)! واخر قال (قلق اميركي )وووالخ لقد نسوا جميعا ان هذه اللقاءات فتحت الباب للقاء باغلب  قيادات الاطار  والوزراء ورؤساء المؤسسات

والعشائر وسوح الرياضة والمطاعم ومازال الباب مفتوحا في وقت كانت هذه السفارة ببغداد (الاميركية )هدفا لصواريخ المقاومة لانها "غرفة عمليات "كل الازمات بالعراق .

وليس غريبا ان البعض من الذين التقتهم (السفيرة )مازالوا يحفظون عبارات الاعجاب التي قالتها فيهم،كدلالة على (نجاحهم ) !

المهم ان الحكومة تحركت شرقا وغربا

والتقى رئيس وزرائنا بالرئيس الاوكراني زيلنسكي اثناء (حضوره ) الى القمة العربية وبقي الاعلام يتساءل عن سبب اللقاء ،وجدواه وهل يزعج ذلك الاصدقاء الروس ام لا !وهل نحن مع جهة بالحرب ؟

مازالت حجرة العلاقات الخارجية للعراق تددهده حتى توقفت عند مشروع (القناة الجافة )حيث انقسم الاطاريون مابين داعم

للمشروع وذام له باعتبار انه اقل نفعا من (طريق الحرير )وفيه انزياح باتجاه الغرب اكثر من الشرق .! واخطر مافي هذا الانقسام ان نواب (عصائب اهل الحق )بالبرلمان هم الاكثر اعتراضا على مشروع القناة الجافة (طريق التنمية)وارتفع منسوب اتهامهم للحكومة انها تطبق (مشروعا امريكيا  ).

فيما كتلة (بدر )ومنهم وزير النقل يعتبرون

(القناة الجافة )انجازا حضاريا كبيرا .

كتلة (حقوق )الاشد اعتراضا وصولا لدعوتها الى (التظاهر )!

من الواضح ان (المعركة السياسية )بين جبهتين (الغرب والشرق )(امريكا  والصين )

ولذا فان تفسير لقاء السيد رئيس الوزراء بالرئيس الاوكراني تقع في هذا الاتجاه .!

ان اعلان(صادقون )بالوقوف ضد مشروع (القناة الجافة )واتهام الحكومة بانها تعمل باجندة اميركية يؤكد لنا ان السيد رئيس الوزراء يتحرك دون استراتيجية واضحة ولم يستشر احدا من الاطار التنسيقي في اي تحرك قام به وحتما ستكون هناك (خلافات )خطيرة بالمستقبل .ونقول (خطيرة )لان (المناكفة)تعدت اللقاءات والاجتماعات الى (منصات الاعلام )فحتما ان الاخوة بالعصائب كان لهم (راي)ب(القناة الجافة )وبشؤون اخرى وحين عجزوا عن ايجاد من يصغي لها اختاروا (الاعلام)والسؤال :-وماذا بعد ؟

الم نخبركم من قبل ان (الحكومة بلا هوية )!

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
جبارعبدالزهرة العبودي : في سورة مريم اكد اللنه سبحانه على اهمية المراة في الحياة من خلال الحمل والاولادة ...
الموضوع :
الى جماعة الجندر: من كنوز القرآن..تكريم المرأة ..!
جبارعبدالزهرة العبودي : الذين سبقوا الامام علي ليسوا بخلفاء لانهم سرقوا الخلافة من الامام علي عليه السلام فهو القائل (زفت ...
الموضوع :
عوامل ثورة الامام الحسين ع ومعطياتها - ١٢ -غياب روح المسؤولية عند الامة 
علي علي : مقال مهم يوضح انجازات لم تكن واضحة للجميع, وفق الله الكاتب من افضل ما قرات ...
الموضوع :
ماذا قدمت حكومة السوداني ؟!
علي عزيز : السلام عليكم عزيزي ورد ذكر بني معروف تقول إن إمارة المنتفق فيهم لكن لايوجد تفاصيل تاريخه حول ...
الموضوع :
عشائر قضاء سوق الشيوخ عبر التاريخ.
ستار العابدي : مثلك أقول إن التاريخ الوارد في اخبار معركة الطف كاذب ومزور وغير قابل للتصديق فعندما تراجع كتب ...
الموضوع :
لعبة العدد في القضية الحسينة..!
جابر شاهر جعفر : احسنتم شيخنا الفاضل الماسونية و الوهابية والسياسة العلمانية السنية واعلامهم المضل اخفت حقائق الإسلام المحمدي القويم وقاموا ...
الموضوع :
من العراق الى المغرب..رسالة إلى بابا عاشوراء
Azad : وهناك خيانة يقترفها مسعود منذ عام ١٩٩٢ والى يومنا هذا حيث قد جعل من الإقليم مستعمرة تركية ...
الموضوع :
مسعود البرزاني : العميل رقم ٤١
عبدالغني مرشد الحميري : سقف الحرية والجهل كحكومة ودولة مسلمة الاسلام دين لها وكتاب الله مرجعا لها وسنة رسول الله عليه ...
الموضوع :
السيد الملحد البخيتي وآليته في الجدال ونقاط ضعفه ة(البهيمية Zoophilia) أنموذجًا
مواطن : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عجيب حين تخالف ارادة الانسان معتقده هو يرتجز باليقين انه ...
الموضوع :
لوحة الشمر بن ذي الجوشن ..  
فيسبوك