التقارير

مؤشرات على ادراك اسرائيل خطر الزوال


د. سوزان زين ||

 

مهما طال الزمن وتأخر الوعد الإلهي الحق ، فإن يوم زوال اسرائيل من الجغرافيا قادمٌ لا محالة، فوعد الله صادق غير مكذوب، وهو منصوصٌ عليه ، ليس في القرآن فقط بل في التوراة ، ومذكورٌ في التلمود، وتحدث عنه الحاخامات واليهود المتدينون والعلمانيون والسياسيون والصحفيون ، ويؤمن به المسيحيون كما اليهود والمسلمين، والأكثر من ذلك أن اليهود أنفسهم حتى الأشد تطرفاً يرون أن الاستعداد ليوم الزوال واجبٌ، والتهيؤ له ضرورة، وإلا فإنه سيأتي بغتةً، وسيكون أثره مدمراً، ونتائجه مأساوية.

ها هو رئيس وزراء اسرائيل السابق ،بنيامين نتنياهو ،صّرحَ قائلاً بانه سيجتهد كي تبلغ اسرائيل عيدها المائة ، و اضاف ” التاريخ يعلمنّا انه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي اكثر من ثمانين عاماً ، وهي دولة الحشمونائيم ”.

و في ذات السياق ، أكّدَ آخرون خطر الوجود الذي تواجهه اسرائيل ، منهم ، الجنرال شاؤول اريلئي ، حيث اوضح في مقال نشرته جريدة هارتس الاسرائيلية فشلْ الاستراتيجيات الثلاث ،التي تبنتّها إسرائيل في مسعاها لتحقيق الحلم الصهيوني ،وهذه الاستراتيجيات هي : ارض اسرائيل ،و ديمقراطية اسرائيل ، و يهوديّة اسرائيل.

ولعلَ مقال الصحافي الاسرائيلي آري شافيط في جريدة هارتس الاسرائلية وبعنوان ” اسرائيل تلفظ انفاسها الاخيرة ” دالٌ و معبرٌ عن حالة القلق والهوس الذي تعيشه اسرائيل كياناً و مستوطنين او محتليّن .

هذه التصريحات والتحليلات الاسرائيلية ، التي تنذُر بزوال الكيان تقودنا الى التساؤل عن مغزاها و هدفها ، وهل تُعّبرُ حقاً عن واقع الحال ؟

تأتي هذه التصريحات وكأنها تأكيد لما يقولهُ ويرددهُ مراراً الوليّ المجدِّد الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) عن هذه الحتمية التأريخية ، أي زوال إسرائيل وآخرها يقول سماحته:

"أن المسؤولون [الإسرائيليون] أنفسهم يحذّرون على نحو متواصل ومتتالٍ من أنّ الانهيار قريب... نحن قلنا إنّكم لن تشهدوا السنوات العشرين أو الخمس والعشرين المقبلة، لكنّهم استعجلوا ويريدون المغادرة أسرع".

هذه التصريحات والتحليلات التي تستغلها القوى الصهيونية و الغربية للإستعطاف من اجل مزيداً من الدعم العسكري والمالي والسياسي !

لكن لمْ يعُدْ خيار شّنْ الحرب امراً قائماً امام امريكا و اسرائيل ، لم يكْ امامهم غير اللجوء الى توظيف كافة الوسائل الناعمة في التأثير على ملفات المنطقة وعلى ارهاصات مشهدها السياسي .

امريكا و اسرائيل يجنيّان اليوم حصادَ ما زرعوه و نشروه في المنطقة من حروب وعنف وارهاب وظلم ،اصبحت المنطقة متخمّة بالسلاح وبالطائرات المُسيّرة و باالصواريخ وبالحركات ، ولمْ تعدْ آمنة لا لشعوبها و لا لاسرائيل ،التي هي اضعف كيان في المنطقة ، لفقدانها لقوة الردع ، رغم ما تملكه من ترسانة اسلحة تقليديّة و نوويّة .

أخيراً وليس آخرًا ، اقتنع كثير من "الإسرائيليين" بحتمية زوال كيانهم واستحالة العيش فيه باستقرار، فالرهان على محو ذاكرة الأجيال الفلسطينية الذي أحياه الاحتفال بيوم القدس فَشل فشلًا ذريعًا، والكيان المحتل يواجه مقاومة شعبية ضارية في غزة، والضفّة الغربية، والقدس، والداخل المحتل، بعيدا عن سياسات الدول العربية وعن سلطة محمود عباس المطبعة.. فزوال إسرائيل مسألة وقت ليس إلا ..

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك