حازم أحمد فضالة ||
انخفضت أسهم المصرف السويسري (كريدي سويس)، أكثر من (30%)، في: 16-آذار-2023، أي: بعد إفلاس ثلاثة مصارف أميركية، أولها (سيليكون فالي)، يوم الجمعة: 10-آذار-2023، المختص بتمويل المشاريع التكنولوجية، ويشكل هذا القطاع التكنولوجي قمة الهرم للمشاريع الصناعية والتكنولوجية التي تفوقت بها أميركا؛ فاضطُرَّ (كريدي سويس) إلى اقتراض (54) مليار دولار من المصرف المركزي السويسري، في محاولة منه لتجنب الانهيار.
نرى أنَّ تدحرج الانهيارات المصرفية، بدأ يتسع، إذ بدأ بمصارف أميركية محلية على مستوى الولايات، فمصرف (سيليكون فالي) يمتلك (200) مليار دولار، وهو ليس من المصارف العملاقة مثل: (جَي بي مورغان تشيس - JPMorgan Chase)، (سيتي بنك - City Bank)، (بنك أوف أميركا - Bank of America)، (ويلز فارغو - Wells Fargo)… فهذه المصارف العملاقة أرصدتها (تريليونات)؛ فإذا تواصل انهيار المصارف المحلية، فإنه سيصل حتمًا إلى هذه المصارف (وهو المسار المنطقي للانهيار الأميركي والغربي المرتقب).
بدأ الركود في الغرب يتصاعد بعد حربهم على: روسيا وإيران والصين؛ في المسرح الأوكراني، وتبع هذا الركود (التضخم)، بسبب خسارة أوروبا قيمة الغاز الروسي (العصب الرئيس في الانتعاش الأوروبي)؛ لأنه بأسعار تسمح للمصانع الأوروبية أن تتفوق بعامل (القدرة التنافسية)، لكن أوروبا خسرت هذا التفوق، وظل الغرب يدعم الحرب، عوضًا عن دعم الاقتصاد وإصلاحه، فاضطر إلى (زيادة سعر الفائدة في المصارف)، (لمواجهة التضخم، وهذه العملية لها علاقة خلافية مغايرة مع (قيمة السندات)؛ إذ مع زيادة سعر الفائدة تنخفض قيمة السندات. المهم أنَّ سعر الفائدة في مصارف الغرب (ومحورها)؛ آخذ بالزيادة!
راجع دراستنا:
أولًا: القانون الأميركي (خفض التضخم) وابتلاع أوروبا
(ما بعد حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني)
في: 13-تشرين الثاني-2022.
ثانيًا: زيادة أسعار الفائدة في مصارف الغرب
(ضمور الجدوى الاقتصادية وخواء القدرة التنافسية)
في: 16-كانون الأول-2022.
التوصيات للدولة العراقية:
1- التوقف عن شراء سندات الخزانة الأميركية، لأنَّ العراق تجاوز سقف (40) مليار دولار منها، والمنطقي اليوم البدء بتسييلها وسحبها؛ فالانهيارات المصرفية الغربية لا تقتصر على الأصول المالية، بل تطول حتى المشتقات المالية (Derivatives).
2- نؤكد توصياتنا بشأن تخفيض التمثيل الدبلوماسي في الغرب ومحوره، وزيادة التمثيل في دول منظمة شنغهاي وبريكس، والقارة اللاتينية، وماليزيا، والجزائر ومالي وتشاد ونيجيريا، ودول المحور…، وخزين الذهب، ودعم العملة الوطنية واعتماد سلة عملات مختلفة، وشروط التعاقد مع شركات الغرب ومصانعه، فالغرب ذاهب نحو الانهيار المالي والإفلاس:
راجع دراستنا في أدناه:
(العالم الجديد ما بعد حرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني (ج3- الأخير) (ماذا تريد أميركا - التوصيات) في: 31-تشرين الأول-2023.
3- أميركا تُغرِق أوروبا في مستنقع حربهم في أوكرانيا كل يوم أكثر، وتحاول إشعال رقعة حرب إستراتيجية في الدول: اليابان، أستراليا؛ لمواجهة الصين، وكذلك ستضحي بتايوان وتعيدها إلى الصين (واقع حال) لكن بحرب على تايوان، وتجر كوريا الجنوبية إلى حرب مع كوريا الشمالية (وأميركا تعلم أن النصر محسوم لكوريا الشمالية حليفة الصين وروسيا وإيران)؛ من أجل ذلك نوصي الحكومة العراقية أن لا تُخطئ ثانية، وتقحم نفسها في المحور الأميركي؛ مثلما فعلت (وزارة الخارجية) بتصويتها ضدًّا من روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على قرار غير مُلزِم بشأن حرب أوكرانيا، في: 23-شباط-2023!!
4- تقدم الدولة العراقية، طلب الانضمام إلى منظمة شنغهاي وبريكس (مستقبل العالم الجديد): عملة عالمية جديدة، نظام مصرفي عالمي جديد، مصرف دولي جديد الذي يجب أن تنضم إليه الدولة العراقية وهو: (المصرف الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية - Asian Infrastructure Investment Bank) ومقره العاصمة الصينية (بكين)، لأن الانهيار المالي الأميركي الغربي يعني: (إفلاس البنك الدولي).
5- إعادة النظر في قانون الموازنة العامة الاتحادية (2023)، لما يتضمن من حجم مرعب في (العجز المالي: 63 تريليون دينار)! الذي لا يمكن تسديده إلا بالاقتراض الخارجي، واليوم الاقتراض خارجي تضاعفت قدرته عشرة أضعاف على إفلاس الدولة، علمًا أنَّ الموازنة (2023) ثبتت حجم اقتراض أجنبي جديد بلغ (9.964) مليار دولار!! وكذلك نوصي بإعادة النظر في إقرار المشاريع الإستراتيجية الخدمية والاستثمارية، وآلية الإنفاق عليها؛ باعتماد الدفع بالنفط والغاز عوضًا عن (النقد).
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
