التقارير

السبوتة والبحث عن السكينة..!

1189 2023-03-11

د.أمل الأسدي ||

 

الـ(سبوتة) موعدٌ روحي، وسعي نحو الأمل والفرج، اعتاد عليه العراقيون عموما وسكان بغداد خصوصا، ويقصد به زيارة الإمام الكاظم، موسی بن جعفر(ع) سبعة أسابيع متوالية، كلها في يوم السبت، فيقصد الناس ضريحه سائلين الله بحقه أن يفرج عنهم ويقضي حواحجهم، ولاسيما أنه ضريح الإمام الكاظم يعرف منذ القدم بكراماته وفضله، وقد قال الإمام  الشافعي عنه:( قبر موسى الكاظم الترياق المجرب)(١) وورد عن  الشيخ أبي علي الخلال أيضا:(ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر، فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب)(٢) وكذلك ورد في الصواعق المحرقة:(سمي بالكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم)(٣)

 فهو الإمام الشهيد الحي، المظلوم  المعذب في قعر السجون العباسية وهو العبد الصالح السخي الزاهد العابد؛ لذا كرمه الله تعالی وجعل ضريحه مقصدا للملايين من الناس  من داخل العراق وخارجه أيضا.

أما السبوتة فهي الزيارة الدائمة المدهشة، ولعلها مرتبطة بقول الإمام الصادق(ع) لبعض أصحابه:(عدّ الأيام فعدّها من الأحد حتى بلغ السبت فقال له كم عددت؟ فقال سبعة فقال:(سبت السبوت، وشمس الدهور، ونور الشهور من لا يلهو ولا يلعب وهو سابعكم ...)(٤) ومن شهد يوم السبت في الكاظمية، يشعر أن الأرض تنشقق ويخرج الناس منها لكثرتهم، ومنذ الفجر تسمع أصواتهم ووقع أقدامهم، وكل النفوس تنادي: يابو طلبة، ياباب الحوائج، قاصدينك، دگينا الباب ونريد الجواب، يا مظلوم، ياسيد بغداد، يا ابو الجوادين دخيلك، ياباب المراد اجيناك...الخ

ولايمكنك إلا أن تسرع كي تتمكن من الزيارة، فأعداد الناس تتزايد وتتزايد، ولايمكنك إلا أن تجهش بالبكاء وأنت تری وجوه الزائرين، وكيف تحركهم فطرتهم ومحبتهم، وكيف يبثون شكواهم وهمومهم لإمامهم!!

وأحيانا تختلط الدموع بالابتسامة حين تری بعض النسوة يوزعن الحلوی، فتقدم سيدةٌ قطعة الحلوی لك وتقول: اخذ مرادك، انطانا مرادنا وماقصر ويانا!!

ولايقصد الضريح ويزوره زيارة(السبوتة) الشيعة وحسب، بل يشترك الناس فيها من كل الطوائف والديانات، فقد تری سيدةً مسيحية مع جارتها المسلمة، أتت سائلةً أو  أتت شاكرةً، فضريح الإمام بات مقصدا لكل نفس تبحث عن الأمان والسكينة، لكل نفس جاروا عليها وذاقت الظلم، لكل نفس تمر بأزمةٍ وضاقت الدنيا عليها بما رحبت!! لذا تسمع قصصا عجيبة، وتری مشاهد عجيبة، ولو كانت الدولة مهتمة بالسينما والدراما لأصبح يوم السبت والسبوتة منجما للأعمال الفنية الرائعة المؤثرة، فمع كل دعاء قصة، ومع كل حاجة حكاية، ومع كل دمعة خفايا، ولاسيما حكايات الأمهات، فتجاربهن مدارس للتربية والتعليم، وكل ما تشهده يعكس العمق في التفكير والرؤية، ويجسد الفطرة السليمة التي تبث الوعي، ويبين الإخلاص في الإيمان والثبات  عليه، ويريك التوحيد  عمليا، تری"لا إله إلا الله" حاضرة عمليا، يترجمها تسليم الناس لله تعالی، وقوة اعتقادهم وصبرهم وثباتهم ومحبتهم لمحمد وآل محمد!!

فأنعم وأكرم بضريح الإمام الكاظم والجواد(عليهما السلام) وأنعم وأكرم بـالسبوتة، مظهر التوحيد الأمثل، ومصدر المحبة والاجتماع الأجمل!!

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك