التقارير

الغرب يقايض نتنياهو..!


السفير الدكتور جواد الهنداوي ||

 

رئيس المركز العربي الاوربي للسياسات وتعزيز القدرات /بروكسل

 

·        مكاسب على حساب العرب وفلسطين مقابل تريث في النووي الايراني

 

  الغرب يعني بالدرجة الاولى امريكا و فرنسا ، و قادة كلا البلدين امضوا ، في الاسبوع الماضي ، وخلال هذا الاسبوع

لقاءات و اجتماعات مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، نتنياهو .

الرئيس الفرنسي استقبل نتنياهو و اجتمع به في الامس الاول ، و اكّد له اهتمام وتفهّم فرنسا بمخاوف وبحذر اسرائيل تجاه سياسة ايران في المنطقة ، وطموحات ايران النووية . اي اسمعَ نتنياهو ما يريد ان يسمعهُ تجاه ايران .

وقبلها بأسبوع ، استقبل نتنياهو في اسرائيل وزير الخارجية الامريكية ، كما زارَ رئيس المخابرات الامريكية اسرائيل واجتمع مع رئيس الموساد و آخرين .

زيارات و لقاءات تعكس مدى القلق و الاهتمام الامريكي و الفرنسي على مصالح اسرائيل ،و تعبّر ايضاً عن التأييد و الدعم المطلق للحكومة ،التي هي اكثر عنصرية وتطرف في تاريخ اسرائيل !

وزير خارجية امريكا ، زارَ ايضاً الرئيس محمود عباس في رام الله ، فبماذا اوعده وماذا طلب منه ؟

اوعده بحرص وبالتزام الادارة الامريكية بحل الدولتيّن ، وهذا الوعد اصابه التقادم و الاندثار ، وطالبه بالقبول بالاقتراح الامريكي الداعي الى تشكيل فصيل فلسطيني مُسلّح قوامه الالاف الفلسطينيين' تتكفّل الادارة الامريكية بتدريبهم وتسليحهم وبدفع رواتبهم مقابل قيامه بالسيطرة على مخيم جنين و المناطق الساخنة في الضفة الغربية و القطاع ، وهذا المطلب ،إنْ تحقّق فهو تخطيط لحرب اهلية ، و تكليف جديد للسلطة الفلسطينية ، ستتحّول من سلطة للتنسيق الامني بينها وبين اسرائيل الى سلطة لتنفيذ البرنامج الامني لاسرائيل ، وفي ظل حكومة اسرائيلية عنصرية فاشيّة .

لا اسرائيل و لا الادارة الامريكية لديهما الوقت الآن في تبني سياسة الجزرة و العصا مع السلطة الفلسطينية ؛ يعتقدون انّ السلطة عجزت عن واجبها الامني تجاه اسرائيل ،ولم تعّدْ ذو تأثير سياسي او امني في محيطها .

يعتقدون ايضاً بأنَّ السلطة تجاوزت الخطوط الحمراء بنشاطها السياسي تجاه اسرائيل ،حين نجحت بطرح الملف الفلسطيني امام محكمة العدل الدولية ،رغم معارضة اسرائيل و طلب امريكا الى السلطة بعدم المضي في مشروع محكمة العدل الدولية. 

تتسابق اسرائيل ،وبدعم امريكا ، مع الزمن من اجل حصاد المكاسب والمنافع على حساب مصالح العرب و القضية الفلسطينية ؛ اسرائيل على موعد مشروع تطبيع مع السودان ( بخصوص الموضوع ،انظر مقال السيد واصف عواضة ،خياران امريكيان امام العرب ،احلاهما مرٌّ: الحوار نيوز ،٢٠٢٣/٢/٤ ) . تطبيع يسمح لاسرائيل بمزايا استراتيجية في ممرات مائية على البحر الاحمر وباب المندب ، وبتوسّع في القارة الافريقية .

نتنياهو موعود ايضاً ، وحسبما تناقلته بعض المصادر ، بجهود امريكية و غربية من اجل التطبيع مع المملكة العربية السعوديّة ، وهذا ما يسعى اليه ويتمناه نتنياهو ؛ تطبيع ،تراه المملكة سابق لاوانه و تحكمه عوامل داخلية و اقليمية و دوليّة . لا اظّن بأنَّ مكانة و وضع المملكة يسمحان لها بأقامة علاقات مع كيان محتل وغاصب وينتهك مقدّسات المسلمين ، ويتمادى يوم بعد يوم بتوسعه و جرائمه ضدّ الشعب الفلسطيني .

ما المطوب من نتنياهو ؟

امريكا و فرنسا طالبا نتنياهو بالتريث ازاء الملف النووي الايراني ، المطلوب هو أنْ لا يُقدِم على خطوة من شانها استفزاز ايران ، واشعال حرب في المنطقة وفي الوقت غير المناسب . الملف النووي الايراني مركون في الوقت الحاضر ، غير قابل لا للحرب و لا للسلام ، ومصيره متوقف ايضاً على مصير الحرب الروسيّة الغربية في اوكرانيا .

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك