حازم أحمد فضالة ||
لماذا كنا قد ذكرنا أهمية بحر آزوف، ومقاطعة خيرسون، ومدينة ماريوبول؛ في دراستنا من جزءين، بعنوان:
مسرح العمليات الإستراتيجي الروسي وعناصره.
نشرناها في قناة (كتابة وتحليل) بتاريخ: 21-أيلول-2022.
للتفصيل أكثر ندعوكم لمراجعة الدراسة من الرابط:
(مسرح العمليات الإستراتيجي الروسي وعناصره ج1
موقع المسرح الإستراتيجي - قراءة وتحليل(https://t.me/Writing_Analysis/2319))
الذي يحدث الآن في بحر آزوف وموانئه انطلاقًا إلى بحر قزوين وموانئ باكستان، والهند والصين… هو الآتي:
1- تفعيل الخطة الاقتصادية الإستراتيجية بين (روسيا وإيران والهند)، وتهيئة شبكة خط تجاري طولها (7200) كم، اسمها:(International North–South Transport Corridor)، أي: (خط النقل الدولي شمال - جنوب)؛ للنقل البري والبحري، تصل إلى طرفي بحر قزوين، كانت قد وقعتها روسيا وإيران والهند منذ عام (2000)، وكانت إيران قد استخدمت الشبكة منذ حزيران (2022)؛ بنقل البضائع من ميناء (أستراخان الروسي) إلى بحر قزوين، لميناء (أنزلي الإيراني)، ومِنْ ثَمَّ النقل برًّا إلى الخليج، وبعدها بحرًا إلى ميناء (نهافا شيفا) الهندي.
2- تصل الشبكة من إيران (قزوين)، إلى ميناء (جوادر الباكستاني) على بحر العرب، المرتبط بمشروع أنابيب الغاز (إيران - باكستان)، ويتصل (جوادر) بمدينة (شنغهاي/ الصين) بشبكة سكك حديد، وشنغهاي هذه تمثل قلب التجارة والاقتصاد في الصين، علمًا أنَّ ميناء غوادار يرتبط بميناءَي (بندر عباس، بوشهر) الإيرانيين.
3- بالموازنة بين هذه الشبكة وبين قناة السويس؛ فإنها تختصر الوقت أفضل من السويس بالنقل (20-30) يومًا، أما الكلفة، فهي أقل من السويس بمبلغ (2500) دولار عن كل (15) طنًا من البضائع.
4- تمتد الشبكة على أكثر من عشر دول، منها: أفغانستان، الهند، باكستان، وتمر بالمحيط الهندي لنقل الطاقة والقمح إلى الهند (بومباي)، وترتبط بخطة الاتحاد الأوراسي واتفاقياته: روسيا، بيلاروسيا، قيرغيزستان، كازاخستان؛ إذ بينهم اتفاقيات جديدة تشمل أكثر من (7500) نوع من السلع!
5- سوف تبدأ السوق الإيرانية، استقبال تدفق للسلع في التبادلات التجارية، قيمتها أكثر من (700) مليار دولار، في: 21-آذار-2023، وهذا يُصَفِّر العقوبات الأميركية في عامين.
6- تفتح الشبكة تبادلًا تجاريًا واستثمارًا بمصادر الطاقة (النفط والغاز)، بين روسيا وإيران وأفغانستان.
7- الشبكة لا تمر بخطوط السيطرة والابتزاز الغربية، وهي حصرًا بين الاتحاد الأوراسي وآسيا، لكن يمكن توسيعها مع فرض حماية مشددة منعًا للابتزاز الغربي.
8- الشبكة تدعم العوامل الإستراتيجية الثلاثة لإسقاط الإمبراطورية الأميركية المتقهقرة: القطبية الأحادية، الدولار، النظام المصرفي، وكذلك تضرب المصرف الدولي؛ إذ تسعى دول الشبكة للتعامل بالعملات الوطنية، وتعزيز فكرة إنشاء عملة عالمية عوضًا عن الدولار الأميركي، ونظام مصرفي جديد عوضًا عن نظام (سويفت)، والمصرف الدولي عوضًا عن (البنك الدولي أسير أميركا).
· التوصيات للدولة العراقية
1- أوروبا قارة تفتقر إلى مصادر الطاقة، وفاقدة لعامل القدرة التنافسية في الصناعة، وفاقد للاستقلالية في قرارها السياسي، ولا يوجد قرار اقتصادي وتجاري في العالم معزول عن القرار السياسي.
2- القرار السياسي في أوروبا بيد أميركا، وحرب الغرب على روسيا في المسرح الأوكراني شاهدة على ذلك، واسألوا أصحاب الستر الصفر في فرنسا (كابوس ماكرون)!
3- تفعيل ميناء الفاو الكبير، ومن الحكمة أن تؤسس الدولة للتعاون الاقتصادي، والتعاون في مصادر الطاقة مع دول مصادر الطاقة، والصناعة التي تتمتع بعامل (القدرة التنافسية)، وليس دول النقص والاستهلاك والتضخم وزيادة أسعار الفائدة في المصارف المركزية.
4- يدخل العراق شريكًا في الشبكة التجارية (INSTC)، المذكورة آنفًا، وهي شبكة متصلة بالمشروع الصيني العالمي (الحزام والطريق)
5- يبتعد العراق عن مد أنابيب الطاقة (النفط والغاز) إلى أوروبا مرورًا بتركيا، لأنَّ تركيا تتعامل بسياسة الابتزاز واللاتوازن، ومد أنابيب طاقة العراق إلى تركيا؛ يُضعف موقف العراق ولا يقويه، خصوصًا وأنَّ تركيا الدولة الثانية وزنًا في حلف (النيتو)، وهي تبتز دولًا أوروبية! والصواب هو معادلة مُغايرة، أي: ربط تركيا بالخليج مرورًا بالعراق، ومسك المصالح التركية بيد عراقية.
6- مد أنابيب مصادر الطاقة العراقية (النفط والغاز)، يكون ورقة قوة إذا كانت تمرّ بإيران وسورية وصولًا إلى أوروبا.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha