حازم أحمد فضالة ||
نفذت أميركا جريمتها الكبرى، باغتيال قادة النصر: الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما (رضوان الله عليهم)، على أرض مطار بغداد الدولي، بقصف المُسيَّرات الغادرة لموكبهما، في: 3-كانون الثاني-2020، بعد منتصف الليل، ومن أجل قراءة ما حدث بعد ذلك، نقدم تسلسل قصة الحدث تسلسلًا منطقيًا.
قصة القصف الباليستي الإيراني لقاعدة عين الأسد الأميركية:
1- نشر قائد العمليات الخاصة في (كتائب حزب الله)، تحذيرًا عامًا، في يوم السبت، الموافق: 4-كانون الثاني-2020، قال فيه: «على الإخوة في الأجهزة الأمنية العراقية، الابتعاد عن قواعد العدو الأمريكي، لمسافة لا تقل عن ألف متر ابتداءً من يوم غد الأحد». كان هذا إيذانًا (بالاستنتاج) بعملية القصف، فالقائد الميداني الذكي، يقرأ رد الفعل على وفق حجم الجريمة.
2- شمَخَت الصواريخ الباليستية للجمهورية الإسلامية، يوم: 8-كانون الثاني-2020؛ لتقصف قاعدة عين الأسد للاحتلال الأميركي في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، بأكثر من (10) صواريخ باليستية، في الساعة (1:34) فجرًا، وهو وقت الاغتيال الأميركي الغادر نفسه لقادة النصر ورفاقهم (رض).
3- د. هشام الهاشمي بين التهافت والانفعال:
د. هشام الهاشمي (خريج معهد صحافة الحرب والسلام - IWPR)، بدأ ينشر سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر، يقوِّم بها الضربة الباليستية، سنعرضها ونناقشها:
أولًا: د. هشام: «هل اكتفت ايران بالرد على مقتل الفريق سليماني، بقصف قواعد مشتركة امريكية-عراقية "قاعدة عين الاسد/ الانبار، وقاعدة في اربيل" بعدة صواريخ، دون وقوع اصابات بين الجنود والمعدات والمباني الأمريكية والعراقية... »
تاريخ التغريدة: 8-كانون الأول-2020، الساعة: 11:39AM.
ثانيًا: د. هشام: «… التسريبات توكد انها هناك تنسيق بين ايران والعراق، وايران وقطر… مع امريكا، لتنفيذ الضربة دون اي ضرر بالقوات الامريكية على مستوى القوات والمعدات.»
تاريخ التغريدة: 8-كانون الأول-2020، الساعة: 12:15PM.
ثالثًا: د. هشام: «بحسب الصور الأولية، الصواريخ التي استخدمت في استهداف قاعدة عين الأسد في غرب الانبار، هي من نوع فاتح 110 وفاتح 313 وفاتح مبين، والتي من المفترض انها فخر للصناعة الصاروخية الإيرانية لصواريخ قصيرة المدى، لكن اخطائها اكثر من صوابها، وصوابها الصحيح كان بلا أثر.»
تاريخ التغريدة: 8-كانون الأول-2020، الساعة: 2:19PM.
تقويمنا لتحليل د. هشام الهاشمي الذي قيل إنه قال عن هذه الصواريخ: «گيزرات»:
أولًا: د. هشام، كان قد أعلن نتائج الضربة الإيرانية؛ قبل أي تصريح رسمي، وقبل أي تقرير صحفي، بل حتى قبل أن تُكمل أجهزة الاستخبارات عملية المسح الميداني لمسرح القصف، ولم يستعِن بأي خبير عسكري؛ لذلك كان تحليله تهافتًا قبليًا، لا يرقى إلى أي درجة علمية في التحليل.
ثانيًا: نسي د. هشام، أنَّ هذه الضربة الإيرانية الأولى من نوعها بعد الحرب العالمية الثانية، تُوَجَّه على قاعدة عسكرية أميركية بحجم عين الأسد، تضم أكبر رادار عسكري في غرب آسيا، فكشفت تحليلات د. هشام شخصًا منفعلًا مصدومًا، خاليًا من أدوات القياس، بعيدًا عن السرد المنطقي لعملية القصف العاصف.
ثالثًا: لا توجد مصادِر طبية متخصصة في (الجملة العصبية وجراحة الدماغ)، أخبرت د. هشام أنها فحصت أكثر من (1000) جندي أميركي، فلم تجد إصابات قاتلة! إذ سنكشف تهافت د. هشام وانفعاله غير الناضج، في أدناه.
4- اعترافات دقيقة للصحافة الأميركية والأجنبية، تفضح كذبة: (لا إصابات بشرية أو ضرر معدات):
أولًا: وكالة (CNN) الأميركية، كانت أول صحافة تدخل قاعدة عين الأسد بعد القصف؛ إذ وصلت الصحفية (Arwa Damon)، وصورت حجم الدمار الباليستي الذي سحق القاعدة، وكلام الجنود الأميركان المذعورين، وشهادتهم أنهم لم يختبروا قصفًا مدمرًا مثله من قبل.
ثانيًا: نشرت وكالة (CNN)، وصحيفة (الواشنطن بوست)، بتاريخ: 24-كانون الثاني-2020، وجود (34) مصابًا من القوات الأميركية، بإصابات: (Traumatic Brain Injuries) أي: (إصابات صادمة في الدماغ)، وهذا النوع من الإصابة (قاتل)؛ لأنه ليس (ارتاج دماغ - Brain Concussion).
ثالثًا: نشرت وكالة (ABC News) بتاريخ: 29-كانون الثاني-2020، وجود (50) مصابًا من القوات الأميركية بإصابات: (Traumatic Brain Injuries) أي: (إصابات صادمة في الدماغ)، والعدد هنا زاد (16)، وهي السياسة أميركية للإعلان السلس عن قتلى الجيش الأميركي في قاعدة عين الأسد!
رابعًا: نشرت وكالة (رويترز)، بتاريخ: 10-شباط-2020، أنَّ عدد القوات الأميركية المصابة بالدماغ (Brain Injuries) أكثر من (100) مصاب، هذا يعني أكثر من مئة عسكري أميركي قُتِل حتى لحظة نشر رويترز!
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha