لم تمض مدة طويلة حتى انهالت ملفات الفساد على اللجان التحقيقية التي تم تشكيلها في العهد الجديد لحكومة السوداني، لاسيما وان التحقيق في سرقة القرن لازال يكشف بين فترة واخرى عن مسؤولين وسياسيين متورطين من فئة (A) كانوا في الحكومة السابقة، وفي خضم ذلك فلا نستغرب من ظهور ملفات فساد وابتزاز وتعذيب بشتى انواعه من لجنة (29) التي شكلها رئيس حكومة تصريف الاعمال السابقة مصطفى الكاظمي والتي يرأسها احمد ابو رغيف.
مارست لجنة (29) شتى انواع الابتزاز لوزراء وكبار المسؤولين بذريعة مكافحة الفساد من خلال التأثير على التصويت في القرارات التي كانت تصدر من مجلس الوزراء، فضلا عن ممارسة التعذيب لجميع من القي القبض عليه بشتى انواعه، لانتزاع الاعترافات منهم وصلت الى الاعتداء الجنسي عليهم وهذا ما جاء في نتائج تحقيق لجنة ديوان الرقابة على لجنة ابو رغيف.
*الاعتداء الجنسي من اجل الاعترافات
وبالحديث عن خروقات رئيس لجنة (29) التي يرأسها أبو رغيف، ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الامريكية الذي ترجمته وكالة /المعلومة /، أن "لجنة الكاظمي استخدمت الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والتعذيب والعنف الجنسي لانتزاع اعترافات من كبار المسؤولين العراقيين ورجال الأعمال ، وفقًا لتحقيق استمر تسعة أشهر أجرته الصحيفة الامريكية.
واكد التقرير انه وبحسب معتقلين ومسؤولين عراقيين سابقين فإن " هناك انتهاكات إضافية حدثت في سجن تحت الأرض في المنطقة الخضراء في بغداد ، مقر السلطة الذي بنته الولايات المتحدة والمحصن بشدة للقيادات العراقية.
ولفت الى ان "عمليات التعذيب التي كانت تقوم بها لجنة 29 التابعة لاحمد ابو رغيف بحجة مكافحة الفساد التابعة لحكومة الكاظمي جرت بعلم القوات الامريكية في مطار بغداد.
*قضايا الابتزاز
من جانبه، يعتبر النائب المستقل باسم خشان، تورط مدير مكتب وكيل الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية احمد أبو رغيف في عمليات تهريب النفط "سابقة خطيرة جداً"، فيما لم يستبعد تورط الأخير في تلك العمليات".
ويضيف في حديث لـ /المعلومة/، إن "إصدار مذكرة قبض بحق احمد راضي الساعدي مدير مكتب أبو رغيف تعتبر سابقة خطيرة جداً"، مضيفاً أن "عمل اللجنة (29) كان لأجل غايات أخرى غير مكافحة الفساد، تتمثل في الابتزاز والتأثير على بعض الوزراء من اجل تغيير تصويتهم على بعض القرارات".
ويؤكد خشان خلال حديثه على، أن "تورط أحمد أبو رغيف في تهريب النفط امر غير مستبعد وسننتظر اعترافات مدير مكتبه بعد تنفيذ أمر القبض عليه".
*اكبر السرقات
وفي غضون ذلك يقول عضو مجلس النواب عدنان الزرفي في حوار تابعته /المعلومة/، إن "لجنة احمد ابو رغيف هي لجنة لانتزاع الاعترافات من قبل السجناء والاستحواذ على اموالهم دون حق، مشير الى انه "قد حصلت في عهدها اكبر سرقات البلاد كما هو الحال في سرقات اموال امانات الضرائب والبالغة ثلاثة تريليونات و700 مليار دينار فضلا عن اموال اخرى وهي شبيه بلجنة ناظم كزار القمعية في عهد البعث البائد".
وفي خضم كل ما تم ذكره أعلاه، فأن خروقات هذه اللجنة التي شكلها رئيس حكومة تصريف الاعمال بهدف مكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين يتحتم على الحكومة الجديدة ان تحاسب جميع أعضاء هذه اللجنة على كل ما اقترفته في الفترة السابقة.
https://telegram.me/buratha
