علي الخالدي||
لكل حرب نهاية،ونتائج حسم للخصومة وتسوية للخلاف ، ولا بد ان يكون فيها من منتصرين و هالكين، وهذه سنن المعارك والحروب ، والفائز الأول هو من يحدد توازن القوى و معادلات قيادة الميدان الجديدة بعد نهاية المعركة .
منذ ثمانية شهور والعالم يتابع انطلاق الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تميزت بتقدم واضح وجلي للجانب المعادي لحلف الناتو ، ألا انها هدأت قبل أيام بإلتهام اربع اقاليم أوكرانية، انضمت تحت لواء الدب الروسي، ثم عادت لتشتعل الحرب بعد محاولة ضرب الجيش الأوكراني لمحطات توليد الطاقة النووية في زابوروجيا، التي استطاع الروس حمايتها ونقل قيادتها لهم ، ورغم ذلك لم يزل لنا المنتصر غير واضح فالحرب لم تعلن النهاية، وما زالت الضربات المتبادلة بين الطرفين تحت الحزام ولم ترتقي للصدر والرقبة ثم الرأس .
الجانب الأمريكي يحاول إدخال اوربا وحلف الناتو في حرب سريعة مع الدب الروسي، والشيطان الأكبر (أمريكا) يريد قطف ثمار هذه المعركة لجانبه، بهلاك الروس والناتو معاً، فامريكا لا تريد الصدام المباشر مع الروس، لتفادي قواعدها الإصابة، لتكون مستعدة وجاهزة على فريستها اذا هوت على ساحة اوربا من خلالها ،معتمدة على الوكلاء بدعم الجيش الأوكراني.
فالمتابع للحرب يجد ان روسيا تعرضت لعدة ضربات موجعة في الأسبوعين الماضيين، ولكنها لم ترد مثل خسارة مدينة ليمان وخيرسون وكذلك تفجير انبوب #نورد_ستريم و تفجير جسر القرم،وما زال الروس يعتمدون الأسلحة التقليدية وحركة السلحفاة في المعركة .
بوتن يقرأ ما يدور في خاطر الأمريكان ، وقد لوح لأكثر من مرة باستخدام السلاح النووي في حال تعرض دولته لأي ضربة استراتيجية ، وهذا يعتبر تهديد مباشر لحلف الناتو ، لكن بوتن غير مستعجل على الحسم بهذا السلاح الفتاك فهو يعلم فيه نهاية الجميع بما فيهم بلاده ، ولا يريد ان يصل النهاية بهذه السرعة القاتلة ، فهو ما يزال لديه الوقت ولديه أوراق لا يمتلكها عدوه.
فالروس بتحالفهم مع الصين وإيران وسيطرتها على أوكرانيا، أصبح لديها سلاح أكثر فتكاً من السلاح النووي، سلاح ربما شامل للأرض وهو التجويع والموت البطيء، وذلك يبدو لنا :-
أولاً : نقص الطاقة في أوروبا، وذلك بقطع الغاز الروسي، والذي جعل جميع أوروبا تدخل حالة الهلع والرعب وتدخل إنذار نقص الوقود والمه وارتفاع أسعارها يصل لعشرة اضعاف في بعض المدن ، وهذا يعني انهم أمام امتحان الشتاء القارص، وقد أكد هذا التوقع كل من حكومة ألمانيا وبريطانيا، وبينتا خطورة ذلك وطالبتا شعوبهما بالتقنين وتحمل المسؤولية ، حتى ان روسيا لم تهتم لتفجير انبوب الغاز #نورد_ستريم الذي يصل لألمانيا، واكتفت باتهام خجول لأمريكا بالتخريب، ويبدو انه يصب في صالحها، وما زاد طين أوربا بله هو الاتفاق الأخير بين الروس ومنظمة أوبك بلس بتخفيض صادرات النفط اثنين مليون برميل يوميا .
ثانياً : استخدام اسلوب تجويع أوروبا بمنع تصدير القمح الأوكراني الذي يمثل نصف سلة الغذاء الاوربي وخمس سلة العالم، كذلك تعمد روسيا والصين على منع تصدير الأسمدة الكيماوية التي تساعد في زراعة الحبوب.
ومما تقدم نستشف ان الروس تعمدوا إلى الحرب الطويلة لهلاك أوربا، و تراهن على الانتصار فيها ، ربما تصل لعامين او ثلاث من خلال قطع الغاز والغذاء، وربما لا تتحمل بعض دول حلف الناتو هذا الجوع فتعمد للانتحار بالسلاح النووي، الذي سيدخل كل حائزيه في الأرض حالة الهجوم والدفاع،فحلف الناتو لا شك انهم سيضربون حلف الروس كالصين والصين ترد على من يدعم أمريكا كالهند وهكذا تستمر الضربات النووية بين الدول العظمى .
وقد ذكرت لنا روايات أهل البيت "عليهم السلام" قبل ظهور الإمام المهدي المنتظر عليه السلام ان هناك (قدام القائم سنة تجوع فيها الناس ) وأنه (لا بد لنار من أذربيجان لا يقوم لها شيء )، ورواية قالت (لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس)وأخرى بينت (حتى يذهب من كل سبعة خمسة)ومن خلال سياق الروايات يبدو أنه لا منتصر في هذه الحرب، وأغلبهم هالكون، ومن يخرج منها يكون ضعيفاً .
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha