التقارير

الأمل في حل المأزق السياسي في العراق باستئناف اجتماعات مجلس النواب


متابعة ـ نور الجبوري ||

 

بعد مرور عام على الانتخابات البرلمانية العراقية، يبدو أن الخلافات السياسية قد تلاشت إلى حد ما والقادة العراقيون عازمون على إنهاء حالة عدم الاستقرار السياسي في هذا البلد.

وبينما كان مجلس النواب العراقي قد علّق نشاطه قبل شهرين بعد أن احتله أنصار التيار الصدري، استأنف نشاطه بعد انتهاء مراسم الزيارة الأربعينية يوم الأربعاء. وعارض النواب العراقيون في جلستهم الأولى طلب استقالة محمد الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب وأبقوه في هذا المنصب من جديد.

وكان الحلبوسي قد استقال من منصبه في الأيام الماضية من أجل الحصول على ثقة أخرى من النواب لتعزيز شرعية رئاسته. خلال البرلمان السابق كان الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب لعدة سنوات ولديه خبرة كبيرة في هذا المجال، ونظراً لأن الوضع الحالي حساس بالنسبة للعراقيين، فإن النواب يحاولون إبقاءه ليكون قادراً على عقد اجتماعات مستقبلية، من ناحية أخرى، فإن الحلبوسي هو رئيس حزب السيادة وائتلاف التيارات السنية في البرلمان، ووجوده على رأس البرلمان يمكن أن يكون مفيدا للغاية في التصويت لانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. من ناحية أخرى، انتخب نواب عراقيون أيضا "محسن المندلاوي" نائبا أول لرئيس مجلس النواب. محسن المندلاوي ممثل كردي مستقل يمكن أن يكون لوجوده في تشكيل لجنة رئاسة البرلمان تأثير فعال في القرارات السياسية للأحزاب الكردية.

تنعقد اجتماعات مجلس النواب العراقي فيما شهدت البلاد أزمات عديدة خلال الشهرين الماضيين، وتسبب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وأنصاره، إضافة لاحتلاله مبنى البرلمان، في أعمال شغب في مدن هذا البلد، وبالتالي، يبدو أن الصدر قد ترك الساحة السياسية لأنه قرر الانسحاب. كان التيار الصدري أكبر المعارضين لتشكيل الحكومة، وخلال هذه الفترة حاول تمهيد الطريق لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة بأحداث شغب في الشوارع، وهو ما عارضته الجماعات السياسية والمحكمة العراقية العليا. حتى أن الصدر حاول تنفيذ مطالبه بمساعدة حلفائه الأكراد والسنة في البرلمان، لكن هذه الأحزاب رفضت ذلك.

·        كل شيء جاهز لتشكيل الحكومة

ومع انعقاد جلسات البرلمان بعد عدة أسابيع من الفوضى، زادت الآمال في تشكيل الحكومة في الأيام المقبلة. واستطاع الإطار التنسيقي الشيعي، الذي يشغل غالبية مقاعد مجلس النواب، الحصول على رأي مؤيد لتشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن من خلال المشاورات مع قادة الأحزاب العراقية الأخرى في الأسابيع الأخيرة. وشكل الإطار التنسيقي قبل ايام الائتلاف الجديد "ادارة الحكومة" وهو مزيج من الإطار التنسيقي والاحزاب الكردية وائتلاف السيادة وبابليون. قدم هذا التحالف محمد شياع السوداني كخيار نهائي له لمنصب رئيس الوزراء، وبهذه المبادرة يبدو أن السوداني لن يجد صعوبة في دخول قصر رئاسة الوزراء. وعرض السوداني في الأيام الأخيرة برنامج حكومته على النواب حتى يتمكنوا من معرفة المزيد عن سياساته المعلنة. وبالنظر إلى أن جميع العراقيين يريدون تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للوزراء وكذلك رئيس بعد أعمال الشغب الأخيرة، فقد تم تمهيد الطريق لإنهاء المأزق السياسي مع استمرار اجتماعات مجلس النواب.

بما أن الرأي العام والسلطات العراقية يريدون إنهاء الأزمة السياسية وكذلك التغلب على المشاكل المعيشية والاقتصادية، فهم لا يقبلون أي أعذار من السياسيين في هذا البلد، وإذا لم تحدث أحداث معينة مثل ما حدث في الشهرين الماضيين فسيجرى في الجلسات القادمة لمجلس النواب التصويت لانتخاب رئيس جمهورية ورئيس وزراء جديد. لأنه من أجل التغلب على مشاكل بلادهم، يحتاج العراقيون إلى حكومة قوية يمكنها إدارة الحكومة بدعم من جميع الفئات السياسية.

يدل انعقاد جلسات مجلس النواب على وجود اتفاق جماعي بين جميع التيارات السياسية على تشكيل الحكومة، وهذا الموضوع يغلق الطريق أمام أي مشاركة لبعض الناس عبر ضغط الشارع، وكانت الاحتجاجات الأخيرة سببها ظهور الانقسامات السياسية، مما أعطى للمتظاهرين الفرصة، وأتاح لهم تحقيق رغباتهم بطرق غير مشروعة. كما يذكّر استئناف العمل بمجلس النواب بفشل مشروع حل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.

·        تشكيل حكومة للتعامل مع المؤامرات الأمريكية

منذ استمرار الأزمة السياسية في العراق توفرت فرصة للأطراف الأجنبية لتأجيج انعدام الأمن وأعمال الشغب في الشوارع من خلال استغلال خلافات العراقيين، لذلك فإن استئناف أنشطة البرلمان يعرقل الأجانب الذين ينوون جعل العراق غير آمن. أمريكا، التي طالما استخدمت الأزمة السياسية وعدم الاستقرار في العراق لمصلحتها، حاولت في الأشهر الأخيرة أيضًا جعل هذا البلد غير آمن وتحقيق أهدافها باستخدام تمرد أنصار الصدر، ولكن بلباقة السلطة الشيعية والشعب والتيارات السياسية.. فإن هذا المشروع قد فشل.

تحاول أمريكا وحلفاؤها داخل العراق تقليص نفوذ المقاومة في الجسم السياسي لهذا البلد، لكن كلما داسوا في هذا الوحل، كلما غرقوا فيه. لأن فصائل المقاومة والشيعة الآن لها اليد العليا في البرلمان العراقي وقوتهم تزداد يوما بعد يوم ويثق الناس بهذه الجماعات أكثر. وبما أن السوداني هو أيضًا خيار الإطار التنسيقي الشيعي وله علاقة جيدة بجماعات المقاومة، فإن وجوده على رأس السلطة السياسية سيُبطل جزئيًا خطط ومؤامرات واشنطن. حاولت أمريكا إبقاء الكاظمي في السلطة حتى تتمكن من تنفيذ خططها من خلاله، لكن الأحزاب الشيعية وغيرها عارضت بشدة بقائه، وفي هذه الحالة سقط سهم واشنطن في الصخر.

مجلس النواب الذي يملك القوة الرئيسية في العراق ويعتبر صاحب القرار النهائي في اقرار وتغيير قوانين البلاد، يجد العراقيون الأمل في أن كل شيء جاهز لحل الأزمات مع استمرار اجتماعاته، ولهذا السبب، ستكون اجتماعاته باعثة للأمل في نفوس الناس.

 

مصدر : موقع الوقت

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك