أسامة القاضي ||
دعا عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي، سعد بن ناصر الشثري، السعوديين الى الاحسان لليهود الذين يزورون بلاد الحرمين الشريفين، مؤكدا انه ليس كل يهودي إسرائيليّا، محذرا من الانخداع بالدعايات والشائعات المغرضة، معززا فتواه في التعامل بالاحسان مع اليهود بمثال عن تعامل النبي (ص) معهم، حيث كانت درع النبي (ص) مرهونة عند أحد يهود المدينة المنورة، بعد وفاته (ص).
يبدو ان هذه الفتوى جاءت للرد على الانتقادات التي طالت النظام السعودي محليا، وعربيا، وإسلاميا، بعد ان سجل نشطاء، وحاخامات، وصحفيون اسرائيليون عدة زيارات للسعودية، وبثوا صورها على حساباتهم علنا، وكان اخرها السماح لصحافي "إسرائيلي" بالدخول إلى مكة المكرمة خلال مراسم الحج، ناهيك عن فتح أجواء بلاد الحرمين الشريفين أمام الطائرات الإسرائيلية.
لا يحتاج المرء ان يكون خبيرا في السياسية ليعرف سبب هبوط الرحمة والمحبة المفاجأة على مشايخ الوهابية، والتي شملت بعطفها اليهود حصرا، فهم مازالوا يكفرون اغلب المسلمين ويحللون قتلهم وسبي نسائهم. لذلك كنا نتمنى على الشثري هذا ان يشمل بعطفة الشيعة المسلمين في السعودية ، والشعب اليمني، والشعب السوري والشعب العراقي، الذين مازالوا يُقتلون بسبب فتوى الوهابية.
كنا نتمنى على الشثري ان يوصي النظام السعودي بالتعامل بالاحسان مع الفلسطينيين الموجودين في السعودية من الذين يتبرعون لاهالي غزة المحاصرين، وكذلك اليمنيين واللبنانيين المتواجدين في السعودية والا تضيق عليهم وتحاربهم بقطع ارزاقهم.
من الواضح انه ليس كل يهودي اسرائيلي، ولكن كل الذين زاروا السعودية كانوا اسرائيليين، ويسكنون بيوتا في فلسطين إغتصبوها من الفلسطينيين بعد ان احتلوا ارضهم، ولا يمكن تبرير إقامة علاقة من المغتصبين الاسرائيليين، بقضية درع النبي (ص) التي رهنها عند يهودي، فالنبي (ص) تعامل مع اليهود على انهم مواطنون في الدولة الاسلامية، وليسوا مغتصبي ارض المسلمين، والدليل على ذلك هو عندما نقض اليهود عهودهم مع المسلمين، طردهم النبي (ص) من المدينة.
الشثري بإعتباره من مشايخ الوهابية يحاول تمهيد الارضية لتطبيع النظام السعودي مع الكيان الاسرائيلي، ولكن لا يجب ان تكون هذه المحاولة على حساب تزييف وتزوير التاريخ، خاصة الاسلامي، لذلك نقول له ولغيره، طبعوا مع الكيان الغاصب كما تريدون، ولكن حاولوا ان تبتعدوا عن الدين الاسلامي والتاريخ الاسلامي وشخص النبي الاكرم (ص)، واعلنوها، كما اعلنتها الامارات، انكم "تطبعون مع "اسرائيل" من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني"!.