التقارير

يومٌ مع حسينية البو شجاع بغداد/الكرادة/1964م

2489 2022-08-30

د.أمل الأسدي ||

 

في بيوتنا التي تتنفس محبة محمد وآل محمد، تجد الحياة فيها مختلفةً، فهي بسيطة جدا، وعميقة جدا!! وهناك شهران يختلفان عن غيرهما في بيت الشيخ جاسم الشيخ محمد الأسدي، شهر رمضان الكريم، وشهر المحرم الحرام،ربما تكون - الآن- حسينية البو شجاع هي الأكثر تذكرا لوجهه، فقد شهدت أنفاسه وتسبيحاته، وحفظت صوته وهو  يدعو جمعا من الصائمين في كل يومٍ من أيام شهر رمضان المبارك، إذ لابد أن  يفطروا في بيته! شهران من العام لايعمل فيهما، ويدخر لهما  ما يسد  ويكفي من المؤن، فلا ينظر إلی النهر ولايتطلع الی رحلةٍ جديدة إلی البصرة! وأكياس التمر والتمن عنبر، والنومي بصرة، واللوز وفستق العبيد وتمر الهند والبيض وأكياس الفحم، كلها تنتظر دورها  في بيتٍ هويته:((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ...))  وفي هذا  البيت سيدةٌ ترجو أن يرزقها الله ولدا، فتركض خلف عمها: عمي جاسم عمي جاسم، مادام الليلة، ليلة القاسم عليه السلام، اخذ هاي الگلاصات وياك للحسينية ، خل يوزعون بيها شربت، واذا جاني ولد راح اسميه قاسم! فأجابها:ان شاء الله عمي حمل الصينية بيده،وقبل أن يعبر الشارع استعجله( حجي لفتة)، ذلك الرجل  الذي يشارك الناس أفراحهم وأحزانهم وأفكارهم ودعواتهم! دخلا إلی حسينية (البو شجاع)  التي يعشقها كل الكبار حينها، وهما علی ثقة تامة بقضاء الحوائج، فهم من زمن الفطرة والتسليم المطلق، ولاسيما في هذا المكان المحبوب، فلم تكن علاقة الناس بهذه الحسينية،علاقة الفرد  بالمكان العبادي الذي يصلي فيه، ويدعو الله فيه وحسب؛ بل كانت ركنا رئيسا  في حياتهم، وصوتا حاضرا، وبيتا جامعا لكل التفاصيل والتدابير الحياتية!! مساءً عاد ( الشيخ جاسم) وبيده( صينية الگلاصات) وقد مُلئَت بالأماني الأكيدة التحقق!  فالإيمان الراسخ، والنية السلمية، والمحبة الصادقة، والأيادي الكريمة، لايردها الله ورسوله وأهل بيته! كان ذلك  في عام 1964م، والآن، ستمر كلماتي هذه علی الدكتور قاسم الأسدي،فتشربها عيناه وتترجمها ابتسامةً ودعاءً لجدنا الذي نستذكره وأمامنا ( صينية الگلاصات) نفسها مع السيدة التي نذرت وأوفت!!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك