التقارير

الكرادة والفطرة الحسينية..مع الشيخ خيري هادي الأسدي(1960- 1983)

1747 2022-08-07

د.أمل الأسدي ||   هنـــاك  في الكرادة،حيث عبق الكرم  وعباءة العقيدة التي تركها الأجدادُ  للقادمين من أولادهم،هناك نشأ الشيخ خيري هادي  الأسدي،سليل ذاك البيت الذي يذوب في حب  الحسين!! ابن  التنور الذي لاينطفئ والرغيف الساخن  والمضيف الضاحك دائما في وجوه الوافدين، وُلد الشيخ الأسدي  عام 1960م  وركضت الأيام سريعا،وكأنّ الأمر لحظات تُقلَّب  فيها الصور!! فما بين صورته بجنب جده،الی صورته في  حضرة "سيد ادريس(ع) " الی صورته وهو شابٌّ وسيم، وقور،هادئ؛ ولأنه كان ذكيا وكان من بيئة أهلته للعلم والذوبان في العقيدة؛اتجه للدراسة الحوزوية  رغم صغر سنه!! كان الشيخ خيري الأسدي أحد طلبة الشيخ عارف البصري(رحمه الله) وقد عُرف بحذاقته وتفوقه،فأصبح خطيبا مفوها وكان يلقي المحاضرات في  جامع الإيمان وحسينية الزوية وحسينية ألبو شجاع،وقام بتأليف كتيب صغير عنوانه"نهج العدالة" وقد اجتمعت حوله  مجموعة من الشباب الواعي التواق إلی العلم والمعرفة،ولكن البعــث الطائـفي  كان  يعادي العلم والفكر والإنسانية، كان يتفنن في إخماد فرحة الأهل بأولادهم، كان يلاحق  كل جذوة وكل أثر!!  وبينما كان رجال العلم والمحبة يقيمون محفلا بمناسبة ذكری المولد النبوي الشريف، كان أزلام البعث يتربصون بهم،ويتابعونهم، ولم تمض إلا أيام  قلائل وتم اعتقال الشيخ خيري الأسدي،في يوم  من أيام الله(يوم الجمعة) عام 1981م ، فغابت البسمة عن منزلهم،وماتت السكينة،واشتعلت نيران الانتظار واللهفة، واستيقظ الخوف والرعب والخشية علی إخوته!! صباحاتٌ كثيرةٌ مرت علی أمه  وهي تنتظر عودته،وليال  طويلة مرت علی والده وهو يحلم برؤيته!! حتی عام 1983م  إذ أبلغوا  أهله بأنه تم إعدامه ودفنه!!  أعدموه وغيّبوه ولم يكفّوا عن أسرته؛بل استمروا في ملاحقتهم،فنالوا مزيدا من الظلم،مزيدا من القهر والحزن،مزيدا من الآهات!! رحل الشيخ خيري الأسدي ولما يزل حاضرا،رحل وسقط الصنم وكُشفت الحقائق وتعرت الوجوه!! رحل والأنفاس تتسارع راكضة علّها تجد شيئا من أثره!! رحل ...وعلی الرغم  من قسوة الفراق، لم تصدق أمه أنه  لن يعود!! إذ بقيت  تنتظره حتی جاء أجلها  عام 2007م وهي  تردد: ابني ما مات ابني بعده عايش وهسة يجي!! فالسلام علی  الأرواح التي ذابت في عشق الحسين(ع)، ونهج الحسين(ع)، ونهضة الحسين(ع)... السلام علی كلماتكَ التي سطّرتها عن يقين يا شيخ الشباب: ـ سأظل أقول"حسين"ولن أندم ويبقى"الحسين"في قلبي والله أعلم لو كان قلبي يدرك حبي"للحسين"لتحطم أحببته بروحي ودمي فهل يوجد في الدنيا من "الحسين"أعظم؟ أقولها بكل اقنتاع"حسين" هذا صوتي، في حياتي وموتي: حسين،حسين، حسين...
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك