التقارير

جبهات عسكرية مشتعلة وجبهات أخرىَ تنتظر دورها لتنفجر


د. إسماعيل النجار ||

 

ما إن اشتعلت نيران الحرب الروسية الأوكرانية حتى بدأت الإصطفافات الدولية تأخذ مواقعها خلف الطرفين المتحاربين، منهم مَن أعلنَ موقفهُ بشكلٍ واضح وجَلي، والبعض وقف في منتصف الطريق متأملاً منتظراً نتائج المعركة ليحسم قراره حيث يحدد بقائه في مواضع حلفه أم الإنتقال إلى الضفة الأخرىَ لإعتباراتٍ سياسية وشخصية أكثر منها قناعات ستَتَرَسخ مع هذا أو ذاك،

على رأس أولَئِك يقف محمد بن سلمان المتأرج بين موقعه وعرش أبيه من جهة وبين المحاسبة الأميركية له بقضايا القتل والإجرام والتعذيب وجرائم الحرب، وسيلحق به بعض الأذناب اللذين لا حول لهم ولا قوة كنظام البحرين،

في بداية إشتعال الحرب حاولت واشنطن تبريد جبهات عسكرية وسياسية عدَة، من أجل التفرُغ لهزيمة روسيا وكسر هيبتها، فوَعدت فنزويلا برفع العقوبات، وقدَّمَت تنازلات أمام إيران في مفاوضات الملف النووي، وفرضت على السعودية هدنة عسكرية في اليمن، وضغطت على تل أبيب لعدم إستفزاز غزة، وتركت لباريس حرية ترتيب الأمور بين بيروت والرياض، كل ذلك فعلته تماشياً مع سياساتها التبريدية في كل مكان لكي تمنع تشتت أنظارها عن المعركة الأساس التي تعنيها مع روسيا،

لكن الولايات المتحدة الأميركية ليست اللاعب الوحيد على الساحة الدولية، وليست الدولة الوحيدة التي تقرر وتفكر، إنما يوجد دولٌ كثيرة ترَىَ نفسها معنية بما يحصل وهي مضطرة أن تتموضع خلف موسكو وتنحاز لها في الحرب الدائرة بينها وبين كييڨ،

فكانَ لسوريا موقفٌ سياسيٌ واضح على لسان رئيس جمهوريتها القائد بشار حافظ الأسد، وموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المؤيد لروسيا والمعادي لأمريكا والمعارض لكل الحرب حيث تقف على مسافه واحدة منهم أي بين أوكرانيا وروسيا تحديداِ،

الهدنة اليمنية السعودية ستنتهي مع حلول العيد، وكذلك فصائل غزة لا تريد فتح معركة في شهر الله والناس صيام، والمقاومة في لبنان تستعد لكل صغيرة وكبيرة، وأي إنفجار عسكري مع القطاع الفلسطيني المقاوم والمحاصر، سيشعل حرباً لن تكون يتيمة ولن تكون فيها غزة وحيدة مقابل العدو الصهيوني، وأن دائرة النار ستتسع لتشمل لبنان وسوريا بكل تأكيد، لأن الظروف السياسية تبدلت والمزاج الفلسطيني يتجه نحو إشعال الحرب بوجه العدو الصهيوني في الضفة الغربية، وازدياد العمليات العسكرية في شوارع فلسطين إنما هو رسالة واضحة لقيادة السلطة المُهتمَة بالتطبيع الأمني مع سلطات الإحتلال، أن إتفاقية أوسلوا سقطت، والتطبيع الأمني مع العدو الصهيوني أصبح بنظر الشعب الفلسطيني خيانة عظمىَ، والشباب الفلسطيني إتخذَ قراراً بإشعال الأرض تحت أقدام الصهاينة المحتلين، وما ينتظر الكيان الصهيوني وعملائهم من دوَل الخليج سيفاجئ الجميع لأن الغد وبعده ليس كالأمس وقبله،

 

بيروت في...

                 25/4/2022

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك