التقارير

السودان/ البرهان يضحي بحميدتي ويخرجه من الباب الضيق لينجو بتسليمه السلطة للمدنيين


نداء حرب ||

 

إن زيارة الوفد السوداني الذي  يترأسه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إلى الإمارات لمناقشة الوضع في السودان جاء بعد عدة زيارات قام بها الأخير لدول الخليج من قبل، ودائما ما كنا نشاهد تصريحات قادة دول الخليج وعلي رأسهم الإمارات والسعودية حول دعمهم للحكومة الإنتقالية في السودان قلبا وقالبا وهذا ما يدفع بالتساؤل حول أسباب الإهتمام المبالغ فيه من طرف دول الخليج بالسودان علما أنه يعاني من أزمة سياسية وإقتصادية حادة. وما الذي دفع البرهان إلي زيارة الإمارات في هذا الوقت بالذات دور دول الخليج العربي المهتمة تقليديًا بالمنطقة.  وتعقب هذه الزيارة الجولة التي يقوم فيها حميدتي إلى بورتسودان، داعيا إلي عدم خصخصة الموانئ وعدم بيعها لأي جهة من الجهات. إعلان التأميم وعدم خصخصة الموانئ في البحر الأحمر تعتبر بالفعل تحديا وتدخلاً عدائياً في مصالح الخليج في المنطقة، حيث يجدربالذكر هنا التوسع الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في السودان لأكثر من عقد من الزمان والهدف النهائي من هذا هو السيطرة علي المنطقة الساحلية من السودان، حيث أن دول الخليج تعتبر موقع السودان في الجزء الشمالي الشرقي للقارة الأفريقية، حلقة الوصل التي تربط بين شمال القارة وجنوبها؛ لكونه جسراً استراتيجياً، يمثل المدخل الأنسب لأفريقيا عبر بوابة البحر الأحمر، حيث يمثل السودان أهمية كبيرة لدول الخليج باعتباره بوابة مركزية لشرق ووسط وغرب القارة الأفريقية.

ويشير إلى أن هناك أهمية تجارية وأمنية أيضاً؛ لكون السودان يطل على البحر الأحمر الذي يعد إحدى النقاط المهمة في العالم، مما يمنحه ثقلاً استراتيجياً، يعززه وجود مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وقناة السويس في الشمال، اللذين يمر عبرهما ما يُقدر بنحو 700 مليار دولار من التجارة الدولية، الأمر الذي يجعل السودان وثيق الارتباط بتفاعلات النظامين الإقليمي والدولي

ومع ذلك، في سياق الوضع الإقتصادي والإجتماعي والسياسي المهين في السودان، ومع كل الضغوط التي تمارسها الدول الغربية على القوة العسكرية التي كانت المسؤولة عن أحداث 25 أكتوبر 2021، تبقي ممالك الخليج متمسكة بقرار تأييدها للسودان غير آبهة بالغرب وتطمح لمزيد من التطورات في علاقاتها مع قادة السودان وعلي رأسهم البرهان.

إن زيارة البرهان لدول  الخليج العربي هي من أجل المنفعة المتبادلة، كما أنها حماية لمصالحها الإقتصادية و الإستراتيجية، لأنها معرضة أيضًا لخطر الزوال بزوال الإستقرار في البلاد. لهذا و باهتمام مباشر وكبير ووساطة نشطة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اختار البرهان نقل السلطة إلى المدنيين كنقطة تجمع للسودان الجديد. 

وقد بدأ التحضير لهذا السيناريو من قبل من خلال إنعاش شخصية حمدوك في الأيام الأخيرة، حيث أن هذا الأخير يتضح أنه مستعد للعودة مرة أخرى بـ "توافق القوى السياسية" والعسكرية هذه المرة بعد اتفاقه مع البرهان بوساطة إماراتية سعودية. وهو ما يريده البرهان أي بعد الانتهاء من هذه الإتفاقية وتحقيقها في أرض الواقع، سيسلم البرهان السلطة بأكملها للمدنيين ويتنحي عن الحكم بهدوء ليختار له مكانا آمنا للعيش بسلام في شبه الجزيرة العربية، مثله مثل العشرات والمئات من الموظفين السودانيين الذين استعملتهم دول الخليج لتحقيق أهدافها ومصالحها. 

ستنتج عن اتفاقيات البرهان الجديدة مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية إلى إنهاء كلا من هاتين الدولتين علاقتهما مع حميدتي. حيث سيصبح  هذا الأخير عديم الجدوى و شخصية إضافية في الفضاء السياسي للسودان، والذي سيتقرر مصيره بسرعة في الأيام القادمة، وذلك بعزله من منصبه بناءا على طلب من البرهان. 

 والأداة الرئيسية للإطاحة بحميدتي هي فصل قوات الرد السريع عن الجيش السوداني، الأمر الذي سيحول قوة الرد السريع من جزء من القوات المسلحة إلى واحدات صغيرة من الجماعات المسلحة، والتي ستفقد دعمها من الأعلي. هذه العملية ستغذيها حتما الخلافات داخل قوات الرد السريع والتي ستؤدي إلى تفككه.

إن فصل قوات الدعم عن الجيش  الجيش سيكشف على الفور نقاط ضعف قوات الرد السريع، والتي كانت تضمن مصالح حميدتي التجارية. وستتعرض أمواله، ومصادر دخله، أيضًا إلى التحقيق في مصادرها وبالتالي مصادرة الدولة لكل ما يملك والحجر، وسرعان ما يتحول من زعيم في دولة إلى زعيم إقليمي وعندها سيضطر حميتي، بعد الخزي الذي سيتعرض إليه من فقدانه قوته ودعمه المالي، إلى الفرار.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك