التقارير

أهمية خافية!


  مرتضى مجيد الزبيدي ||   يحصل احيانا، ان ينجز الفرد شيئا، لا يعرف كل أهميته، بينما يرى الأخرون يقدرون انجازه ربما اكثر منه، وذلك يعود اما لانه اعتاد على الانجازات المهمة، يراها من واجباته واهتماماته، واما انه لا يقدر مدى أهمية ذلك على الصعيد العام.  وهكذا حال مجتمعنا العراقي عندما يقدم التضحية، لافخر ولا تباهي، تواضعا وتفانيا، ولكن في الحقيقة، قد لا نعرف أهمية الانتصار؛ على عصابات داعش الارهابية، واعلان تحرير العراق من دنسهم،  فبلد يمتاز بقوة الاعراف والتقاليد، التي جزءا كبيرا منها ذات فائدة مجتمعية واسعة، عمدت دول الاستكبار الى تسفيهها وتسقيطها، من أجل تمرير مخططاتهم البائسة، وأهمها هو دفع عناصر داعش بالدخول الى العراق، فذلك يعني ضرب التقاليد والاعراف، كون تقاليدنا ترفض الاجتياح والهوان، والشعوب تُحترم بمدى تمسكها بتقاليدها، فطرد الدواعش من الوطن هو انتصار لتقاليدنا، وحفاظا على احترامنا ومكانتنا بين الشعوب والأمم، بل ذلك اعطانا تقدير أكبر. من ناحية تأريخية، فللعراق حضارة عميقة، قد تفوق سائر بلدان العالم، ولذلك عمدت عناصر التخريب والارهاب؛ الى تهديم بعض المعالم الحضارية، وذلك يعني انهم لا يريدون للعراق حضارة؛ ليفقد قوته التأريخية، التي يتميز بها، اي يكون بلا قيمة.  وعلى الصعيد الدولي، هي عصابات تخوفت منها جميع دول العالم، ووقفت حائرة امام تمددها، إلا شعب العراق؛ حمل السلاح، وتقدم يسابق القوات الأمنية في عمليات التحرير، لم يتوجس خيفة، ودون ان يرتجف قلبه، ثم ان العراق قاتلهم نيابة عن العالم اجمع، في الوقت الذي خنعت معظم الدول، فهو باختصار كان الاشجع والأقوى، ولا إرادة تفوق إرادته وصلابته.    اما من الناحية الدينية فهم جاءوا باسم الاسلام الذي هو براء منهم، ليرسموا صورة بشعة عن الاسلام السمح، ويشوهون هذا الدين بكل ما أوتوا من قوة، لذا قتالهم يعتبر دفاعا عن الاسلام المحمدي، اين ما كان، لانهم استهدفوا كل الاسلام، وبديننا يموت المسلم شهيدا اذ كان يدافع عن ماله، عرضه، ارضه، دينه، وبقتال هذه العصابات الهمجية، اجتمعت الشروط كلها، فلا يقبل ديننا استباحة الاعراض والاراضي، بل يوجب الدفاع عن ذلك وعن النفس والدين، وحتى فتوى المرجعية الدينية العليا، لم تكن اعتباطية، بل لأهمية الأمر وضرورته، وخطورته علينا، وعلى الاسلام والمجتمع البشري بشكل عام، وكما اننا نوعز فضل الانتصار لديننا وفتوى المرجعية، فلو اننا لم ننتصر لصار الفشل على الدين لا سامح الله، أي الانتصار كان انتصار الاسلام على الجاهلية.  وحتى من الناحية الاقتصادية العالمية، فهل تخيلنا وضع الاقتصاد العالمي، لو كانت عصابات داعش المسيطرة على الثروات والمنافذ؟!  في النهاية انتصارنا ذو أهمية بالغة، وابعاد مهمة جدا، علينا ان نعرفها ونتذكرها دائما، انتصارنا لتقاليدنا واعرافنا الحميدة، انتصارنا للتأريخ والحضارة، انتصار عالمي ذو بعد استراتيجي، انتصارتا للإسلام والديانات الحقة، انتصارنا للاقتصاد، بل انتصارنا للوجود والبشرية، وللعالم اجمع، فحري بنا ان نحتفل بالنصر، كل عام وكل يوم، وحري بنا ان نحافظ عليه ونقدسه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك