التقارير

الخروقات الداعشية الاخيرة..لماذا الان؟!

1762 2021-12-10

 

عادل الجبوري ||

 

   خلال اسبوع واحد فقط، تعرضت قوات البيشمركة الكردية الى هجومين داعشيين، اسفرا عن استشهاد واصابة عدد من الضباط والجنود.

   الهجوم الاول، وقع ليلة الثاني من شهر كانون الاول-ديسمبر الجاري، على قرية خضر جيجه التابع لقضاء مخمور الواقع بين محافظات اربيل وكركوك والموصل، واسفر عن مصرع تسعة من قوات البيشمركة وثلاثة مواطنين من ابناء القرية، فضلا عن اصابة عدد اخر من الجنود والمدنيين.

   وبحسب بيان لوزارة البيشمركة في حكومة اربيل المحلية، "موقع لواء تابع لقوات البيشمركة في أطراف كركوك". 

  اما الهجوم الثاني، فقد وقع بعد اربعة على حدوث الهجوم الاول، حيث استهدف موقع اللواء ١٢٦ التابع لقوات البيشمركة بالقرب من قرية "قره سالم" في قضاء كفري، على تخوم محافظة كركوك، وادى ذلك الهجوم الى استشهاد سبعة عناصر من القوات الكردية،    

   والى جانب هذين الهجومين، كانت عدة محاور ممسكوكة من البيشمركة قد تعرضت لهجمات وخروقات داعشية خلال الشهرين الماضيين، بيد ان الاخيرين كانا الاشد والاكبر، ارتباطا بالخسائر البشرية اللذين تسببا بهما.

    ولعل هناك ملاحظات واشارات جوهرية، لابد من ايرادها والتوقف عندها للاحاطة بأبعاد وخلفيات ودوافع تلك الهجمات من حيث الزمان والمكان:

*الملاحظة الاولى، تتمثل في ان الهجمات هذه المرة بدت موجهة حصرا لقوات البيشمركة الكردية، لانها وقعت في مناطق ومواقع لا وجود فيها لقوات الجيش العراقي الاتحادية، ولا الحشد الشعبي.

*الملاحظة الثانية، هي ان ضعف او انعدام التنسيق والتعاون الامني والاستخباراتي والعسكري في بعض ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، اتاح لعصابات داعش التسلل والنفوذ بيسر وسهولة، دون ان يعني ذلك عدم تعرض بعض مواقع الجيش والحشد الشعبي لهجمات وخروقات داعشية في اوقات سابقة.  

*الملاحظة الثالثة، من حيث الزمان، بدا واضحا، تصاعد وتيرة العمليات الارهابية في المدن والمناطق المتاخمة لاقليم كردستان مع بدء العد التنازلي لحلول موعد خروج القوات الاميركية بشكل كامل من الاراضي العراقية بنهائة العام الجاري، اي فترة زمنية اقصاها ثلاثة اسابيع.

*الملاحظة الرابعة، ربما لم يكن التصعيد الارهابي الداعشي بعيدا من حيث التوقيت عن الاوضاع المضطربة والقلقة في عدد من مدن اقليم كردستان،  لاسباب ودواع اقتصادية-حياتية في جانب كبير منها، ناهيك عن اجندات ودوافع سياسية داخلية.

    كذلك، فأن ذلك التصعيد الارهابي، لم يكن بعيدا من حيث التوقيت عن مجمل الارتباك السياسي في المشهد العراقي العام، ارتباطا بالنتائج المثيرة للجدل التي افرزتها انتخابات العاشر من تشرين الاول-اكتوبر الماضي.

   واذا كان يمكن وضع الهجمات الاخيرة على مواقع قوات البيشمركة الكردية في اطار تحليلي، لايخرج عن سياق الاجندات والمخططات الاميركية الساعية الى الابقاء على التواجد العسكري وغير العسكري الاميركي ليس في العراق فحسب وانما في عموم المنطقة، وهو ما يريده ويسعى اليه بقوة الكيان الصهيوني، فأن التفجير الارهابي الاخيرة الذي وقع وسط محافظة البصرة جنوبي العراق، واسفر عن استشهاد واصابة عدد من المدنيين، يندرج في هذا الاطار، مع اهمية التأكيد والاشارة الى ان الوضع الامني في البصرة مستتب بصورة نسبية، بحيث لم تشهد منذ فترة طويلة عمليات ارهابية، ماعدا النزاعات العشائرية التي من الصعب وضعها وتصنيفها في خانة الاجندات والمشاريع التخريبية الخارجية، رغم ان هناك اطرافا قد تقوم بصب الزيت على النار بأساليب وطرق ووسائل مختلفة لتهديد السلم المجتمعي والتعايش الاهلي في العراق، وخصوصا في مدن ومناطق الجنوبوالفرات الاوسط ذات الاغلبية الشيعية.

  وفي الاسابيع او الشهور القلائل الماضية، راحت صحف ووسائل اعلام غربية واسعة الانتشار، ومعها مراكز ابحاث ودراسات ومؤسسات استراتيجية عن سلبيات وتبعات الانسحاب الاميركي الكامل من العراق، وضرورات الحفاظ على وجود يعتد بها هناك.

  وقبل اسابيع خلصت مراكز بحثية قريبة جدا من مراكز القرار السياسي الاميركي في البيت الابيض والخارجية  والبنتاغون والسي اي ايه، الى "أن أفضل الخيارات أمام واشنطن يتمثل في التوسط في أمر الانسحاب بمعنى الحفاظ على قوة صغيرة من المستشارين والمدربين، اذ لابد من دعم  عراق مستقر وصديق يخدم المصالح الأمريكية طويلة الأمد، فضلا عن أن التواجد الأمريكي طويل الأمد سيحافظ أيضا على النفوذ الأمريكي في العراق، وبالتالي يمكن أن يساعد في تخفيف النفوذين الإيراني والروسي وأشكال أخرى من النفوذ الخبيث"!.

ولعله من الطبيعي والمتوقع ان تنبري جهات وشخصيات سياسية عراقية-ومن بينها كردية بالتاكيد-الى الدعوة المياشرة او غير المباشرة الى بقاء القوات الاميركية في العراق، تحت يافطة اهمية تأمين استمرار الدعم الدولي للعراق في مواجهة تنظيم داعش. وعلى سبيل المثال لا الحصر، فأن رئيس اقليم كردستان نيجرفان البارزاني، حذر خلال اجتماع طاريء مع كبار قيادات قوات البيشمركة اثر الهجمات  الداعشية الاخيرة، من ان هجمات داعش الاخيرة تمثل مخاطر حقيقية على امن واستقرار العراق والمنطقة وحتى على الأمن في العالم"، لافتاً إلى "ضرورة تمتين دعم المجتمع الدولي والتحالف الدولي للعراق وإقليم كوردستان وان يعمل العراق وشركاءه بشكل جدي اكبر للتصدي للارهاب والقضاء عليه". ومعروف ان الاكراد على وجه العموم يؤيدون بقاء القوات الاميركية في العراق، ويعدون ذلك ضمانة اساسية لامن الاقليم.

   ومثلما اقدمت واشنطن على خلط الاوراق في اوقات سابقة من خلال التنظيمات الجماعات الارهابية المسلحة، فأنها من غير المستبعد ان تعمد الى تكرار ذات السيناريوهات في حال وجدت الظروف متاحة لها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك