التقارير

متى تودع أميركا الغطرسة ؟!

2341 2021-11-06

 

علي عبد سلمان ||

 

واشنطن المأزومة والمتخبطة في مواقفها خاصة تجاه الملف النووي الايراني والتي لا سبيل لها سوى العودة الى الاتفاق لانها جربت كل الخيارات واصطدمت بالحائط المسدود لذلك ارادت هذه المرة ان تتسلح باوراق ضاغطة عسى ان تسعفها في مفاوضات فيينا التي ستجري نهاية الشهر الحالي وهي السابعة من نوعها في عهد الرئيس بايدن والاولى في عهد الرئيس ابراهيم رئيسي.

ولحسن حظ طهران ان هذه الاوراق احترقت قبل ان تشهد النور. وبالطبع واشنطن لم تنزل هذه المرة لوحدها الى ساحة المواجهة لخلط الاوراق بل استعانت بالكيان الصهيوني لممارسة الضغط على سوريا عبر قصف بعض المواقع التي لن تكون بدون رد.

 وهكذا استئناف الحرب السيبرانية ضد طهران والتي تلقت الصاع صاعات مضاعفة كما استخدمت السعودية للضغط على لبنان والتي اتت بنتائج  عكسية فضحت آل سعود ومن يقف ورائهم وهم اليوم يجرون اذيال الخيبة والفشل.

اما لعبتها القذرة في العراق والتي ارادت من تزوير الانتخابات فيها دفعه باتجاه الاقتتال الشيعي ـ الشيعي فشل فشلا تاما وها هي الاحزاب والتيارات العراقية تتفاوض للاتفاق على تشكيل الحكومة.

وكان آخر اوراقها الخاسرة التي حزمت امرها لاستخدامها في مفاوضات فيينا كانت عميلة القنص الارهابية حيث قامت البحرية الاميركية في بحر عمان في خطف ناقلة النفط الايرانية الا ان ردود عملية سرقة النفط الايراني ارتد عليها بصاعين ادت الى فضيحة مدوية امام العالم حيث شهدت شعوبها كيف اندحرت البحرية الاميركية بكل ما تمتلك من قطع بحرية متطورة امام قوات الرد السريع لحرس الثورة الاسلامية وتركت ساحة المواجهة وهي تجر وراءها ذيول الخيبة والهزيمة.

كل هذا التخبط الاميركي الارعن سواء في الساحات السياسية التابعة لمحور المقاومة او الميدانية في قرصنة ناقلة النفط الايرانية انعكس عليها سلبا ووضعت نفسها في الموقف الاضعف في المفاوضات القادمة فيما خرجت طهران بموقف اقوى وهي تمتلك المزيد من اوراق القوة قبيل المحادثات وهذا يؤكد ان الكلمة لايران في المنطقة وباقتدارها المواجهة الميدانية مع اميركا في المياه الاقليمية وما يجاورها.

وحتى موعد المحادثات القادمة سيسود نوعا من الحذر والترقب والتجاذبات بين الطرفين لكسب المفاوضات خاصة وان ايران هي في الموقع الاقوى والمحق الذي نفذ كل ما جاء في الاتفاق النووي في حين ان الولايات المتحدة الاميركية وشركاءها الاوروبيين هم من اخلوا بالاتفاق ولم يلتزموا به ناهيك عن انسحاب واشنطن منه.

فالوقت بات يضيق الخناق على الولايات المتحدة الاميركية التي لا توجد امامها خيارات لتتناور عليها، فالخيار العسكري انتهى نهائيا وخيار العقوبات القصوى اصبح هو الاخر عقيما لذلك لم يبق امام اميركا سوى التراجع عن موقفها والعودة الى الاتفاق لتنفيذه والالتزام به عمليا من خلال رفع كامل العقوبات والتثبت منها عبر تحرير الارصدة الايرانية المجمدة وهكذا تصدير النفط والبضاعة وتحويل الاموال الى طهران. ولابد لواشنطن ان تقدم ضمانات مؤكدة على انها لن تنسحب من الاتفاق ثانية لان تاريخها وتعاملها مع دول العالم اثبت انها غير جديرة بالثقة ولايمكن الوثوق بها والاعتماد عليها بسبب غطرستها ودورها الاستعلائي الاستكباري. لكن سيشهد العالم قريبا باذن الله كيف ستستسلم اميركا امام الحق الايراني لامتلاكها برنامجا نوويا سلميا تحترم مصالحها الوطنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك