التقارير

تصعيد بحر عمان بين واشنطن وإيران..قراءة في النتائج والتداعيات


 

هادي بدر الكعبي ||

 

أولا/ المقدمة:

بث التلفزيون الإيراني شريطاً مصوراً لحادثة بحر عمان التي ظهر فيها تدخل القوات البحرية الإيرانية التابعة للحرس الثوري، وإحباط محاولة أميركية لمصادرة ناقلة نفط محملة بنفط إيراني.

وصدر الإعلان، اليوم، عن الحرس الثوري والتلفزيون الرسمي الذي ذكر أن الولايات المتحدة صادرت ناقلة تحمل نفطاً إيرانياً معداً للتصدير ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، وقادتها الى جهة مجهولة.

وأضاف بأن بحرية الحرس الثوري قامت بإنزال جوي على متن الناقلة وصادرتها، مشيراً إلى أن القوات الأميركية حاولت مجدداً إعاقة مسار الناقلة باستخدام مروحيات وسفينة حربية، لكنها فشلت مجدداً.

ونحن نحاول الاقتراب من معرفة النتائج الإيجابية التي اكتسبتها إيران في هذه العملية،فضلا عن بيان التداعيات المحتملة التي من شأنها التأثير على الواقع الإيراني لاحقا.

 ثانيا/ النتائج الايجابية:

1- ردع القوى الراغبة في احتجاز ناقلات النفط الايرانية وإيصال رسائل سياسية لها بأن إيران تمتلك أوراق ضغط قوية ومؤلمة ربما تؤثر على حركة الملاحة الدولية.

2- منع التأثير على الاستقرار الاقتصادي في إيران سواء باستهداف ناقلات النفط أو غيرها من المجالات التي لها أهمية كبيرة في دعم الاستقرار في إيران.

3- أظهرت إيران بأنها لن تستسلم لأي إجراء يتخذ ضدها يحاول إلحاق الأذى بمصالحها وحقوقها،بل إنها استطاعت ان تفرض قواعد اشتباك على أمريكا وليس العكس.

4-  كشفت إيران بأنها لم ولن تتغير مواقفها إزاء العنجهية الأمريكية بعد مرور أكثر من أربعة عقود فضلا عن عدم التهاون بحفظ السيادة والهيبة والحقوق الإيرانية.

5- تحدثت بعض المصادر إلاعلامية عن حدوث تدريبات عسكرية قد بدءت يوم أمس الثلاثاء في الكيان الصهيوني بين قوة خاصة من المارينز الأمريكي المعروفة ب(تاسك فوريز 51)و وحدة كامندوز إسرائيلية معروفة بوحدة (شايطيت 13) لأجل مواجهة سيناريوهات تحاول فيها إيران الاستيلاء على قنصلية أمريكية أو إحدى السفن في المنطقة.

وقد حاولت تلك المصادر تضخيم الموضوع بشكل لافت لأجل تحقق جملة من الأهداف ومنها:

أ- استعراض القوة ضد إيران.

ب- بيان مستوى التعاون بين الكيان الغاصب وأمريكا.

ت- شن حرب نفسية ضد إيران.

ث- تعزيز الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني الذي بات يعيش قلقا دائما من أي مواجهة محتملة مع محور المقاومة.

و بغض النظر عن مصداقية مثل هذه الأخبار فإن إيران باعلانها اليوم عن إحباط قوات الحرس الثوري محاولة قرصنة أمريكية لسرقة حمولة نفط إيرانية في منطقة بحر عمان استطاعت ان تفشل مفاعيل الحرب النفسية ضدها وتمنع سرقة النفط الإيراني.

6- ربما تتمكن إيران من خلال عملية اليوم من تسجيل أوراق ضغط لصالحها بالضغط على المجتمع الدولي لأجل ضرورة الاسراع بتسوية الملفات العالقة بينها وبين المجتمع الدولي.

 ثالثا/ التداعيات المحتملة :

1- يمكن اعتبار محاولة أمريكا قرصنة ناقلة النفط الايرانية هي لغرض إقحام الدول الكبرى والإقليمية أكثر في مواجهة إيران بهدف ممارسة الضغط عليها ودفعها إلى ممارسة مرونة تفاوضية تسمح لأمريكا بتجاوز بعض الشروط التي وضعتها إيران اتجاه الكثير من الملفات العالقة بينهما.

2-  قد تعمل أمريكا نتيجة الضغط على الجهات الدولية والإقليمية الفاعلية بعد حادثة اليوم على تدويل حماية الملاحة البحرية في المنطقة كون إيران بات تشكل خطرا على تلك الملاحة وتحاول فرض أوراق ضغط يمكن أن تستفيد منها في الكثير من الملفات.

3- ستعمل أمريكا على محاولة اعادة التفكير في مسالة الإبقاء على الحضور العسكري وانتشاره من قبل بعض الدول الكبرى التي لديها مصالح اقتصادية كبيرة في المنطقة بحجة التهديدات الإيرانية إلى الملاحة البحرية في المنطقة.

4- تعمد أمريكا من خلال استهداف ناقلات النفط الايرانية على زيادة التوتر وعدم الاستقرار الإقليمي في المنطقة مما ينعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة ككل وبما فيها إيران.

5- تسعى أمريكا من وراء العملية الحصول على نتائج عكسية تكون بصالحها عبر تبني أمريكا استهداف احتجاز السفن النفطية الايرانية المارة في البحار الدولية وحرمانها من تصدير النفط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك