التقارير

الكوريدور الايراني تحت المجهر..و"اسرائيل" تخرج من المشهد القوقازي..!


 

محمد صادق الحسيني ||

 

من شانغهاي الى بحر الخليج الفارسي ، ومن اقصى القوقاز الشمالي الى بحر العرب ، تكرست الجمهورية الاسلامية في الاونة الاخيرة  بمثابة العقدة الجغرافية الرابطة و عماد التنمية المستقبلية الواعدة لمحور الشرق الصاعد، وكوريدور التواصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب ما يعني سقوط نظرية الحصار الغربي لايران من السواحل الخليجية مروراً بسفوح جبال زاگروس وصولاً الى مياه بحر الخزر ..!

 لم يعجب هذا المشهد  تحالف الغرب المنكسر فدفع ببعض تابعيه في الايام القليلة الماضية وتحديداً في  كل من باكو وانقرة و على خلفية حرب قره باغ  ، لفتح ثغرة في هذا المشهد  الاقليمي خدمة للكيان الصهيوني واسياده ، فما الذي حدث وما هي اسبابه!؟

قالت مصادر وثيقة الصلة بمطبخ صناعة القرار الايراني بانها اكتشفت خطة مشتركة بين حكومة الهام علييف في باكو وحكومة انقرة وبتشجيع اسرائيلي ،  كانت تقضي بالقيام  بعملية خاطفة و مفاجئة هدفها مهاجمة اقليم سيونيك الارميني الجنوبي ، وضمه لاذربايجان وهو الاقليم الذي يمر عبره الطريق السريع المعروف بالطريق ٤١ الرابط بين ايران وجمهورية ارمينيا ، ما يعني إغلاق المعبر الوحيدالحدودي الإيراني الأوروبي الرسمي.

بعد رصد هذه  المعلومات والتحركات العسكرية للطرفين والتسلل الاستخباري للأجهزة المعنية قامت طهران  بإرسال رسائل تحذيرية صارمة ومباشرة لرأس النظامين في باكو وانقرة الامر الذي احبط المخطط الصهيوني ودفنه على هذا الطريق السريع الى الابد .

المصادر المقربة من الحرس الثوري الايراني تحدثت  في هذا السياق عن استنفار شامل في قاعدتي طهران وهمدان الجويتين

وحشود ضخمة من الدبابات والمدرعات والمدفعية على الحدود الايرانية الاذربايجانية ، واستنفار عام في صفوف الجيش والحرس الثوري في  شمال غرب البلاد ، رافق العمل السياسي لحكومة طهران ما مثل بمثابة العصا الغليظة التي رفعتها ايران لاحباط المخطط المذكور   وكذلك لتأديب آذربايجان وارسال رسالة حازمة للاسرائيليين ايضاً بعدم اللعب بالنار انطلاقاً من باكو والا فانها ستجد رداً ساحقاً كما حصل لها في اربيل...!

في هذه الاثناء وجه امير عبد اللهيان يوم امس  توبيخاً شديداً لحكومة اذربايجان

محذرا  اياها من استمرار السماح للاسرائيليين للتموضع فوق اراضيها وتعريض الامن القومي الايراني للخطر.

جاء ذلك خلال تسلمه اوراق اعتماد السفير الاذربايجاني الجديد في طهران .

وطالب حكومة باكو بالتوقف عن تعريض امن السائقين الايرانيين على الخط الدولي الرابط بين ايران وارمينيا.

محذرا من اجراءات قاسية وصارمة ستتخذها طهران ضدها في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

مصادر مطلعة على المخطط الاوسع الذي يعتقد ان واشنطن هي من تقف وراءه الا وهو ، منع ايران وروسيا والصين من اكمال مشروعهم العملاق المعروف عند الروس والايرانيين بالكوريدور الاقتصادي شمال - جنوب والذي يربط اسيا الوسطى والقوقاز  ببحر العرب جنوباً عند نقطة ميناء چابهار الذي تعمل الهند على اكماله وتحديثه .

والاخر المعروف عند الصينيين بحزام واحد - طريق واحد والذي تعتبر ايران  عماده من خلال الطريق السريع الذي يمر من شمال شرق ايران الى جنوبها عبر اوتوستراد عظيم  باتجاهين   يتشكل من ١٢ خطاً ٦ ذهاباً و٦ رجوعاً، والذي هو جزء من الاستثمارت الصيني التي وردت في اطار اتفاق ال٢٥ سنة الاستراتيجي الشهير بين طهران وبكين.

ان تتمكن طهران من استكمال هذه المشاريع يعني تحولها الى قطب اقتصادي غير قابل للحصار او الكسر يدر  عليها مئات المليارات من الدولارات، كما تؤكد مصادر في مجلس الامن القومي الايراني.

  ما جرى ويجري من صراع في افغانستان حول المعادن الثمينة فيها والمياه والطاقة يجري ضمن هذا الصراع بين قوى الشرق للتنمية، وقوى الغرب الاستعماري  للتخريب والحروب المتنقلة.

ودائما هنا ايضا كما مع اذربايجان تعتبر طهران بيضة القبان ، او كما يسميها اهلها بمنعطف تلاقي التاريخ والجغرافيا بالسياسة.

من هنا كانت طهران ولازالت تؤكد للغربيين وعملائها المحليين في الاقليم بانه من غير المسموح تغيير الحدود في المنطقة كلها ، او ما تسميه بضرورة ثبات واستقرار جيوبوليتيك الاقليم.

هذا الحزم الايراني بالسياسة وبالعسكر - بعد تعلل علييف عن الانخراط بالمشروع الشرقي كما تقول المصادر المطلعة-  سيخرج باكو عملياً من  هذا المشروع   الاقتصادي العملاق، لكن الاهم انه رصاصة الرحمة التي  ستخرج "اسرائيل"  من اربيل حتى باكو ، وتالياً من المشهد الاقليمي الاسيوي القوقازي شمال ايران نهائياً.

*بعدنا طيبين قولوا الله *

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك