متابعة ـ جدل فاضل الصحاف ||
احتفت بعض الدوائر الأميركية بأنباء دعوة 300 شخصية عراقية بلادهم إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإلغاء حظر التواصل بين العراقيين والإسرائيليين، خلال مؤتمر عقد يوم الجمعة الماضي في مدينة أربيل شمالي العراق.
وتنبع حملة دعم فكرة تطبيع العراق مع إسرائيل من دعم بعض الدوائر الأميركية التي أسهمت في عقد المؤتمر، والتي أسهمت في نشر مقالة رأي في صحيفة “وول ستريت جورنال”، وما أعقبها من حملة على وسائط التواصل الاجتماعي -خاصة تويتر- لحمل الإدارة الأميركية على إعلان دعمها لمؤتمر أربيل.
· البداية بتنظيم المؤتمر
خرجت دعوة التطبيع مع إسرائيل من مؤتمر أربيل الذي نظمه “مركز اتصالات السلام” (Center for Peace Communication)، وهو منظمة غير ربحية مقرها مدينة نيويورك، يقول موقعها إنها “تسعى إلى تعزيز علاقات أوثق بين الإسرائيليين والعالم العربي”.
ويترأس جوزيف براودي مركز اتصالات السلام، وسبق لبراودي العمل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى حيث صدر له كتاب “الإصلاح: سياسة ثقافية للشراكة العربية الإسرائيلية” عام 2019 عن كيفية حماية صانعي السلام من العرب وعدم تعرضهم للعقاب نتيجة انخراطهم في التواصل مع الشعب الإسرائيلي.
ومن ضمن أعضاء مجلس إدارة المركز، السفير دينيس روس، وهو مسؤول أميركي سابق عمل في فرق التفاوض الأميركية في مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية على مدار العقود الأخيرة. ويعمل حاليا بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في واشنطن، ويعرف بمواقفه المؤيدة للجانب الإسرائيلي. ويضم كذلك آدم غارفلينك، وهو يُعد من منظري تيار حركة المحافظين الجدد، وهو العضو المؤسس لمجلة “أميركان إنترست” (The American Interest).
وطالب المؤتمر الحكومة العراقية بالانضمام لاتفاقيات أبراهام، التي وقعتها منذ منتصف سبتمبر/أيلول 2020 كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان. وتنص الاتفاقية على الاعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات معها بعد عقود من المقاطعة واعتبارها عدوا، وذلك برعاية ومباركة أميركية رسمية.
من جهتها، تقول إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، إنه رغم معارضتها الواسعة لأغلب سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، فإنها توافق وتدعم اتفاقيات أبراهام، وتعمل على توسيعها لتشمل المزيد من الدول العربية.
· على صفحات وول ستريت جورنال
على صدر صفحة الرأي في جريدة وول ستريت جورنال، عبر رئيس صحوة العراق وسام الحردان عن آماله في لحاق العراق ببقية الدول العربية المشاركة في اتفاقية أبراهام.
وكتب الحردان، في الصحيفة المحافظة الأهم في الولايات المتحدة، يقول إن “من شأن العلاقات الكاملة مع إسرائيل أن تساعد على التكفير عن العمل الشائن المتمثل في طرد سكاننا اليهود”.
وتشير بعض التقارير إلى أن غالبية يهود العراق، الذين يقدر عددهم بنحو 150 ألف شخص، قد غادروا العراق بعد مشاركته في حرب 1948، التي اندلعت عقب تأسيس دولة إسرائيل.
وقال الحردان في مقاله “إننا اتخذنا الخطوة الأولى للاجتماع علنا في أربيل مع منظمة أميركية، مركز اتصالات السلام. وسنسعى بعد ذلك إلى إجراء محادثات مباشرة مع الإسرائيليين. ولا يحق لقوة -أجنبية أو محلية- أن تمنعنا من المضي قدما. إن قوانين مكافحة التطبيع في العراق، التي تجرم المشاركة المدنية بين العرب والإسرائيليين، بغيضة أخلاقيا”.
وأعادت شخصيات أميركية مؤثرة ممن عملوا في ملف عملية السلام العربية الإسرائيلية خلال السنوات الماضية مثل مارتن إنديك، ودينيس روس، وآخرون، نشر المقال والتغريد به.
· حملة على منصة تويتر
ويقود مدير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، حملة لدعم مؤتمر أربيل داخل واشنطن بالضغط على الإدارة الأميركية للتعبير عن دعمها لمطالب التطبيع الصادرة من بعض العراقيين.
وفي حين نأى الكولونيل، واين ماروتو، المتحدث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بنفسه عن مؤتمر أربيل المتعلق بالمطالبة بدعم التطبيع مع إسرائيل، طالب ساتلوف بلاده باغتنام الفرصة ودعم دعوات التطبيع العراقي الإسرائيلي.
وجاء في تغريدة باسم المتحدث الرسمي للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة أنه لم يكن “على علم مسبق بالحدث -اجتماع أربيل- كما أنه ليس لدينا أي معرفة بالمشاركين فيه”.
وكانت هذه التغريدات أول تعليق علني لمسؤول أميركي بشأن اجتماع يوم الجمعة الماضي، وتبدو محاولة لتهدئة الغضب في الحكومة العراقية، التي سرعان ما أدانت مؤتمر أربيل باعتباره لا يمثل آراء حكومة بغداد بشأن هذه المسألة. في الوقت ذاته، تلتزم وزارة الخارجية حتى الآن بالصمت على ما حدث في مؤتمر أربيل.
ورد ساتلوف على تغريدة موقف واشنطن بتغريدة جاء فيها “بكل احترام، فإن السؤال، أيها الكولونيل، ليس إذا ما كان التحالف على علم مسبق بمؤتمر أربيل، بل بما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم، على مستوى السياسة العامة، حق العراقيين الشجعان في التجمع دعما لهدف الولايات المتحدة المتمثل في توسيع اتفاقيات أبراهام والسلام مع إسرائيل”.
ثم طالب ساتلوف البيت الأبيض والخارجية بتأييد مؤتمر أربيل وغرد بالقول “لقد كان كل من في قاعة مؤتمر أربيل على استعداد للمخاطرة، من أجل فرصة السلام والفوائد التي سيجلبها للعراق. دور الحكومة الأميركية أمر بالغ الأهمية؛ سيعطي تأييد الإدارة للمؤتمر دفعة لحماية للمشاركين فيه. آمل أن تسمعني وزارة الخارجية والبيت الأبيض”.
من جانبه، عبر ريتشارد جولدبرغ، المسؤول السابق بالبيت الأبيض والخبير حاليا بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، عن رفضه صمت الحكومة الأميركية بعدم التعليق على مؤتمر أربيل حتى الآن، وغرد معقبا على بيان المتحدث باسم التحالف لمحاربة داعش بقوله “عار!”
أما السيناتور الجمهوري بيل هاجيرتي، من ولاية تينيسي، فقد قال “كما دعا زعماء الشيعة والسنة العراقيين أمس إلى الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، لم ندرك بعد الإمكانات الكاملة للسلام الإقليمي الذي أطلقه الرئيس ترامب لأول مرة في اتفاقات التطبيع التاريخية بين إسرائيل والدول العربية عام 2020”.
https://telegram.me/buratha