التقارير

الديمقراطية الأمريكية في أفغانستان وكلفتها بدءاً من عام الغزو ٢٠٠١


 

أ.د علي حكمت شعيب *||

  

بعد مضي عشرين سنة على حرب أفغانستان التي شنتها أمريكا لسحق حركة طالبان التي اتهمتها بإيواء شبكة القاعدة المسؤولة عن هجمات ١١ أيلول ٢٠٠١م. في أمريكا.

يستحسن أن نستحضر بشكل موجز تلك الحرب وأهدافها وكلفتها البشرية والمادية والمعنوية.

 فوفقاً لدراسة أجرتها جامعة براون ونشرتها في نيسان الماضي ٢.٢١م.

فإن الحرب على افغانستان قد بلغت:

كلفتها المالية 2.26 تريليون دولار أي ألفين ومايتين وست وعشرين مليار دولار أمريكي.

وذلك من دون احتساب كلفة ما ستنفقه أمريكا لاحقاً على الرعاية الصحية لجنودها الجرحى والمعاقين في تلك الحرب أو الفوائد المترتبة على استدانة تلك القروض لتمويلها.

أما الكلفة البشرية فهي (241000) قتيل أي ما يقارب ربع مليون قتيل منهم ما لا يقل عن واحد وسبعين ألفاً من المدنيين.

والآن تجدول أمريكا انسحابها من أفغانستان وفق جدول زمني ينتهي في أيلول القادم ٢٠٢١م.

وذلك تنفيذاً لوعد رئيسها بايدن:

"يجب إنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا"

في الوقت الذي تستعيد فيه بسرعة حركة طالبان، التي كانت السبب الرئيسي للغزو الأمريكي، سيطرتها على مقاطعات البلاد في مشهد عدّه المراقبون شبيهاً بسقوط سايغون بعد فشل الحرب الأمريكية على فيتتام في سبعينات القرن الماضي.

أما الكلفة المعنوية فلقد حصدت أمريكا المزيد من العدائية عند الشعب الأفغاني وعند شعوب العالم الذين راقبوا تجربتها هذه، الأمر الذي حدا بجوزف ناي وأمثاله من المفكرين الأمريكيين الى الترويج لمفهوم الحرب الناعمة القائمة على الجذب والاستقطاب بدلاً من الحرب الصلبة التي تخلق العداء وتستنفد المال.

·        النتيجة:

الحرب قد فشلت والدماء قد سفكت والأموال قد هدرت وكذبة الديمقراطية الأمريكية قد انفضحت وصورة أمريكا الناعمة قد اسودّت.

هذا مصداق بيّن للاستكبار والهيمنة الأمريكية على العالم المشفوع بالحماقة والإهلاك للحرث والنسل من قبل دولة لم يشهد التاريخ مثيلاً لإجرامها.

مشهد نقدمه الى كل المطالبين والمنبهرين بالنموذج الأمريكي.

فهل من يعقل أو يعتبر.

*أستاذ جامعي / الجامعة اللبنانية ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك