✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 من فلسطين إلى كابول إلى نيحيريا إلى كل مكان في العالم عندما ترى دماء وأشلاء متناثرَة فَتُّش عن أصابع الموساد الإسرائيلي وصناعتهِ ومخلفات آل سعود تعرف مَن هوَ المجرم الحقيقي.
**بالأمس القريب حصل إنفجار كبير في مدرسة متوسطة للبنين والبنات في غرب العاصمة الأفغانية كابول في منطقة (داشت بَرشي) التي يقطنها الهزارة الشيعة أسفَرَ عن إستشهاد وإصابَة ما يقارب ألمئَة طالبة في عمر الورود ولم تتبنَّى أي جهة المسؤولية عن الإنفجار.
[ لو دققَت قليلاً بحجم الجريمة، وبالتوقيت التي حصلت فيه! وبالجهة المُستَهدَفة من حيث المذهب ونوعية الهدف، يتأكَّد لك أن هذه الجريمة المُروِعَة تهدف إلى خلق فوضى وزرع الفتنة المذهبية وردود فعل في وقت تتسارع فيه وتيرة الإنسحاب الأميركي من أفغانستان وبدء حركة طالبان بالتحرُك عسكرياً نحو بعض المناطق التي لَم تعُد تحظى بحماية أميركية مباشرة بعد القرار الأميركي الحاسم بالخروج منها.
[ مَن المُستفيد من هذه العملية المدروسة ولماذا في هذا التوقيت؟
إسرائيل أول المتضررين من الإنسحاب الأميركي من أفغانستان والسعوديَة أيضاً، وهم أول المستفيدين مما حصل لزيادة التوتير بين الشيعة وشركائهم في الوطن والصاق التهمة بحركة طالبان وخلق مشكلة مع إيران في واحدة من خزعبلات الموساد الإسرائيلي السعودي في المنطقة وخصوصاً أن مفاوضات العودة الأميركية الى الملف النووي أصبحت في خواتيمها وأن السعودية إضطرَت مُجبَرَة وليست مُخَيَّرَة على تغيير مضمون خطابها إتجاه طهران وسورية في طريق عودتها من حرب الإرهاب على سورية والتحريض على إيران، وإسرائيل المُعترضَة على هذا الإتفاق بين الطرفين المتفاوضين تسعى أيضاً إلى فعل أي شيء يمكنها من خلق مشاكل دولية متنقلة من الممكن أن تعيق أو تُفشل التوقيع النهائي وعودة الأمور إلى ما قبل العام 2018.
** الإنفجار الذي لاقَى إستنكاراً دولياً لَن يلقَى تجاوباً فتنوياً في الداخل الأفغاني، وخصوصاً أن طهران جارة لأفغانستان وصديق حميم للحكومة الأفغانية ولها بصمات خيرية في دعم قيام الدولة ومحاربة الإرهاب هناك، ستتدخل حتماً لضبط إيقاع ردات الفعل وتهدئة الشيعة، وأيضاً لما لها من أعمال خيرية ساعدت من خلالها الشعب الأفغاني وقدمت له مقومات الصمود، فهي حتماً ستساعد في إمتصاص الصدمة وغضب ذوي الطلاب الشهداء والمصابين وتساعد الدولة في الكشف عن الأيادي السوداء التي ارتكبتها.
[ إن كل منطقة آسيا بغربها وشرقها تحتاج إلى وجود إيران وجهودها وحكمتها للمساعدة في معالجة الأمور كما قدمت المساعدة والإستشارة في محاربة الإرهاب، كما دعمت المقاومات اللبنانية والفلسطينية في الصمود بوجه العدو الصهيوني الغاصب، فلا بُد من دور رئيس لها في أفغانستان الجارة الحبيبة لها والتي تربطهما علاقات سياسية وثقافية وإجتماعية ببعضهما البعض لا يمكن زعزعتها من خلال أي حادث كبير أو صغير ومهما حصل.
✍️ *د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha