متابعة ـ شغاف كاظم الموسوي ||
· لا تشبه الماضي وداعش سرق منها الأضواء..
بعد مرور عشر سنوات على مقتل مؤسسها أسامة بن لادن، لا تشبه القاعدة كثيرا المجموعة الإرهابية التي ضربت الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001، لكنها لا تزال تشكل تهديدا حتى في ظل هيكل قيادي مختلف تماما، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
بعد مقتل بن لادن في باكستان على يد قوات أميركية خاصة، خلفه المصري أيمن الظواهري في قيادة التنظيم، لكن ظهوره "أضعف وأقل جاذبية" من سلفه.
واضطر الظواهري إلى الاختباء في منطقة يعتقد على الأرجح أنها قرب الحدود الأفغانية الباكستانية، وسط تكهنات حول ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة، في حين أن التنظيم تحول الآن إلى شيء مختلف.
وقال باراك مندلسون الخبير بشؤون الإرهاب في كلية هارفرد في بنسلفانيا لوكالة فرانس برس إن "القاعدة الآن هي ظل لما كانت عليه في السابق، وأكبر نجاح للظواهري كان إبقاء القاعدة على قيد الحياة".
وأوضح مندلسون أنه بدلا من أن تكون قيادة القاعدة "مركزا لصنع القرار"، أصبحت الآن أقرب إلى "مجلس للمستشارين" الذي يجمع العناصر في جميع أنحاء العالم ويساعدهم.
وشهد الظواهري البالغ من العمر 69 عاما عمليات القاعدة ابتداء من الدول المغاربية وصولا إلى الصومال وأفغانستان وسوريا والعراق.
ويقول تقرير صدر مؤخرا عن مشروع مكافحة التطرف "ثنك تانك" إنه "تحت إشراف الظواهري، أصبحت القاعدة لا مركزية بشكل كبير، حيث أصبحت السلطة بشكل أساسي في أيدي القادة المنتسبين للقاعدة".
وفي نهاية العام الماضي، تحدثت عدة تقارير غير مؤكدة عن وفاة الظواهري بسبب مرض في القلب، وهي الأحدث خلال سنوات من الشائعات عن وفاته بالفعل.
وآخر ظهور للظواهري كان عبر مقطع فيديو يتحدث فيه عن محنة أقلية الروهينغيا المسلمة في ميانمار. لكن عدم وجود أي تاريخ محدد في الفيديو جعل من الصعب تأكيد أو نفي ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة إلى الآن.
ويلاحظ محللون بالفعل الفترة الطويلة التي قضاها الظواهري في القاعدة منذ انضمامه إلى المجموعات الجهادية في مصر قبل أربعة عقود.
وطرحت تساؤلات بشأن تشكيل قيادة القاعدة في أغسطس الماضي، بعد مقتل عبد الله أحمد عبد الله، الرجل الثاني في التنظيم بعهد الظواهري، والمعروف باسمه الحركي أبو محمد المصري، على يد عملاء إسرائيليين في طهران حسبما ورد.
وإذا كان الظواهري لا يزال على قيد الحياة، فهذا يعني أن القاعدة يقودها رجل على الأرجح في حالة صحية صعبة، وعلى الرغم من كونه أحد مخططي هجمات 11 سبتمبر 2001، إلا أنه يفتقر إلى كاريزما سلفه.
وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن الظواهري، ووضعته على قائمة الإرهابيين المطلوبين، لكن محللين يقولون إن المسؤولين لا يبدون قلقين للغاية بشأنه، ولا يبذلون جهودا لمطاردته.
وقد يعزى عدم اهتمام واشنطن إلى ضعف أهمية القاعدة كمركز لصنع القرار، بالتزامن مع صعود تنظيم داعش المنافس.
وداعش الذي سيطر في ذروته على مساحات واسعة من العراق وسوريا، سحب بشكل ملحوظ الاهتمام بتنظيم القاعدة من وسائل الإعلام، وبرز على الشبكات الاجتماعية.
وبدلا من توحيد قواهما، تقاتلت القاعدة مع داعش في العديد من مناطق القتال في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولا تزال القاعدة تواجه تحديا للبقاء.
ومهما كان مصير الظواهري، فإن عصره يقترب من نهايته، ويشير خبراء إلى مرشح واضح واحد كخلف محتمل له في المستقبل، وهو زميله المصري سيف العدل.
والعدل هو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية، وانضم إلى جماعة الجهاد الإسلامي المصرية في الثمانينات، واعتقل وأطلق سراحه فيما بعد وسافر إلى أفغانستان للانضمام إلى القاعدة في عهد الظواهري.
ووفقا لثنك تانك "لعب العدل دورا حاسما في بناء القدرات العملياتية للقاعدة وسرعان ما صعد إلى التسلسل الهرمي، وكان له أيضا دور مركزي في تدريب خاطفي الطائرات الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر".
وذكر تقرير للأمم المتحدة عام 2018 أن العدل يقيم في إيران. وبعد ما تردد عن مقتل المصري في طهران، أعادت إيران نفيها توفير ملاذ لعناصر القاعدة.
وقال مندلسون "هناك احتمال حدوث مفاجأة، وربما يكون هناك انتقال للجيل المقبل".
فرانس برس
28 أبريل 2021
https://telegram.me/buratha