✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 هُوَ الإسلام الراديكالي المتصارع بشُقَّيه ألسُنِّي والشيعي والذي يقف كل طرف منهم خلف كتاب ألله ورسالة نَبِيِّه على نقيضٍ مع الآخر وصلَ إلى حَد التكفير والإقتتال بسبب الفرقَة الوهابية التكفيرية ألتي تَدَّعي بأنها هيَ السلف الصالح والتي إتَخَذَت من الشيعة عدواً مبينآ ووصلَت حركَة إصطفافاتها مع اليهود الصهاينة ضدَّهُم درجة عالية من العدائية،
وكانت الحركة الوهابية منذ نشوئها كحركة أصولية تعمل ضد المذاهب الإسلامية كافة في خدمَة الصهيونية ونَصَّبَت نفسها رأس حربَة لقتالهم نيابةً عن اليهود ودوَل الإستعمار الكُبرَىَ وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل!
** كافة التنظيمات السلفية الوهابية التي خرجت إلى الحياة كانت سعودية المنشأ وكانت تتأسَس على يَد المخابرات الصهيوبريطانية وأميركا بدعم مالي وميزانيات ضخمة من العائلة الحاكمة في المهلكة التي أسسها (عبدالعزيز) الأوَّل وكانت واحدة من أهم أهدافها هيَ محاربة الشيعة وذبحهم وتدمير كل معالم الإسلام المحمدي الصحيح حتى التاريخية منها وتغيير المناهج وتقديم صورة مغايرة عن الإسلام للعالم الحديث بُغيَة تشويه صورته في المجتمع الدولي وكرهه والحقد عليه تمهيداً للقضاء عليه بشكل كامل.
**أوَّلى هذه القِوَى المسلحة لهذا المذهب الوهابي المجرم كان جيش عبدالعزيز آل سلول الذي غزا النجف وكربلاء وارتكب المجازر وقتل الآلآف أبان حقبَة الحكم التركي وسرقوا كافة كنوز ومقتنيات الحضرة العلوية والحسينية الشريفة ونقلوها الى المملكة على ظهور الجمال التي كانت لا تُعَد ولا تُحصىَ،
**ثُمَّ تنظيم القاعدة بزعامة الشقي أسامة بن لادن الذي قضى على يَدَي مؤسسي تنظيمه. ثم داعش وجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) حالياً وحركة المجاهدين الأفغان وحركة طالبان وحركة بوكو حرام في نيجيريا وحركة إنقاذ روهينغا وغيرهم من المنظمات الإرهابية التي إرتكبت مجازر بحق المسلمين أو تسببت بها بما يندَىَ له جبين الإنسانية،
**تسببَّت المملكة السعودية الوهابية على مدىَ قرن من الزمان بإحتلال فلسطين من قِبَل اليهود، وساعدوا الإحتلالين البريطاني والفرنسي على إحتلال الشرق، ودمروا اليمن ومصر وليبيا والعراق وسوريا ولبنان وأشعلوا النزاعات في الصحراء الغربية وبثوا التفرقة بين دُوَل المنطقة العربية بأكملها وسط صمت إسلامي سُنِّي عارم (الأزهَر) وتواطئ صهيوني غربي مدروس.
**في وسَط الملعب الدولي وعلى حين غَرَّة باغتهم الإمام الخميني العظيم بإنتصار ثورته المُظَفَّرَة حيث بَرَزَت أول قُوَّة شيعية صاعدة في منطقة الشرق الأوسَط وبدأَت بالتمدُد في كل الإتجاهات حتى وصلت إلى عمق أفريقيا،
وشَكَّلَت رأس عامود التحدي للصهاينة ولإحتلالهم لفلسطين الأمر الذي أزعج أمريكا وأوروبا وقاموا بمحاصرتها بهدف إضعافها لكنهم فشلوا أمام قوة إرادة النظام الإسلامي الحُر الأصيل الذي أسسه القائد وأمام تصميم الشعب الإيراني المجاهد والفريد، وخصوصاً أن دعوة الإمام الخميني للشعوب المستضعفة لآقت صدىً واسعاً في الأوساط القومية والتحررية العربية الغير شيعية كما لآقَت صَدَىَ مدوياً لدى الشيعة في كافة الدُوَل العربية المحيطة بإيران وصولاً إلى نيجيريا.
**بَرزَ الشيعة في العالم كقوَّة عسكرية وسياسية وإقتصادية صاعدة لا يُستهان بها ويُحسَب لها ألفُ حساب، حيث أصبَحَوا من أوائل الناس المثقفين والمتعلمين وأصحاب المصالح والرساميل المالية الضخمة على مستوى الشرق نتيجة القوة الإيرانية والآفاق الواسعة التي فتحتها لهم ثورة الإمام الخميني رحمه الله،
وأثبتوا أنفسهم كقوة سياسية كبيرة ترسم المعادلات في المنطقة والإقليم بقوة السلاح، بعدما خاضوا مواجهات عسكرية على كل الصُعُد مع أميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا وزبانية الإرهاب السعودي وكسروا شوكَة الجميع.
**ففي بيروت عام ١٩٨٢ تجرَءَ الشيعة على الأميركيين والفرنسيين وأنزلوا بهم ضربتين موجعتين جعلتهم كالعصف المأكول سَرَّعَت برحيلهم عن البلاد، ثمَ دمروا سفارة الشيطان الأكبر بضربة ثالثة حولتها رُكام وخاضوا مع الجنود الأميركيين حرباً بريَة على الأرض اللبنانية إنتصر خلالها الشيعه في منطقة الإوزاعي ومحيط مطار بيروت والجامعه اللبنانية كلية العلوم في منطقة الحدث في الجهة الجنوبية لبيروت.
[ كما خاضوا معارك طاحنة بوجه إسرائيل وهزموها وأجبروها على الإنسحاب عُنوَةً من جنوب لبنان ولأول مرة من دون مفاوضات أو إبرام إتفاقيات وكان آخر هذه الدروس عام ٢٠٠٦.
[كما هزموا التنظيمات التكفيرية السعودية المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليَمَن وأزاقوهم مُر الطِعان،
وقاتلوا نظام صدام حسين لثماني سنوات وانتصروا بالرغم من دعم العالم بأسره له.
**أثبتَ الشيعة أنفُسَهُم في الشرق الأدنى والأقصى وثَبَتوا وأثبَتوا أنهم قُوَّة يُعتَد لها يُحسَب لها مليون حساب حتى باتوا المعادلة الأولى الأقوَى في المنطقة في غياب أي دور عربي سُنِّي فاعل وخصوصاً بعد إعلان الإمارات والسعودية وفاة الإسلام والعروبة في بلادهم وأستعوضوا عنها بالصهيونية والوثنية وأخذوا بالهروَلَة والتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم وباعوا القضية الفلسطينية وأهلها، حتىَ باتَ الشيعة القوَّة الأولى الصاعدة بين الإسلام السلفي الوهابي العميل المجرم، وبين الإسلام السُنِّي المستسلم المترَهِل، ونحو القمة صعوداً يسيرون بلا إبطاء وسط ذهول غربي وخوف صهيوني، حياد إسلامي سُنِّي، فأصبحت يدهم على الزناد وأُخرَى مرفوعة وحناجر تصرخ لبيكَ يا حُسَين.
✍️ * د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha