التقارير

قراءة تحليلية لزيارة البابا الى العراق

1939 2021-03-05

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

تأتي زيارة البابا ، وبحسب أدعائه أنه حج الى أرض الأنبياء ، الى مسقط رأس النبي أبراهيم ، على نبينا وآله وعليه السلام ، وهذا ما صرح به . لكن لماذا في هذا التوقيت تحديداً ؟ علما أن البابا السابق قد عزم المجيء الى العراق في وقت سابق أيام حكم الطاغية الهالك صدام ، وكان ذلك في عام ٢٠٠٠ . ووقتها كان الوضع الأمني قياساً بالحاضر أفضل . وقد غمز البابا فرنسيس قبل زيارته ، البابا يوحنا بولس الثاني ، البابا السابق لعدم أهتمامه بالمسيحيين في العراق ، وذلك في محاوله منه لألقاء اللوم على يوحنا بولص الثاني ، و ( الأنتقاص ) من قداسته .

ما يعنينا زيارة البابا اليوم . نعتقد أن لهذه الزيارة شقان ، أحدهما معلن والآخر غير معلن . الشق الأول المعلن  هو أبرام مشروع ، ضاهره ديني وقد أطلق عليه مشروع أبراهام ويعنى بتلاقح الأفكار الدينية السماوية الثلاث ، الأسلامية واليهودية والمسيحية من خلال هذا المشروع ، الذي ظاهره يدعو الى السلام وتقبل العيش مع الآخر ، وصهر الديانات الثلاث في مصهر دين النبي أبراهيم  ( ع ) وهذا يذهب بنا الى الأعتقاد بأن المشروع سيعطي فسحة أضافية ، ومشروعية للأحتلال الصهيوني لأرض المقدسات بأعتبار أن الديانه اليهودية قد سبقت الديانتين المسيحية والأسلامية ، مما يعطي أحقية دينية لليهود ، وبالتالي شرعنة الأحتلال من خلال مشروع أبراهام .

والشق الثاني من المشروع يتلخص بتوثيق السلام بين هذه الأديان ، وأنا أرى فيه محاولة لتطبيع العراق بمعاهدة سلام مع الكيان الصهيوني ، الذي يتزعم كاذباً الديانه اليهودية . أن صح ما ذهبنا أليه فأن زيارة البابا تقع ضمن دائرة  مؤامرة دولية تحاول أبتزاز الشعب العراقي ، وتذهب به الى التطبيع مع الكيان الغاصب الذي يرفضه جل الشعب العراقي . 

من ضمن مفردات منهاج زيارة  البابا اللقاء مع المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني ، وهذا يذهب بنا الى تبني النظرية الثانية ، كون المكون الشيعي متمثلاً بسماحة السيد السيستاني يرفض رفضاً قاطعاً التطبيع مع قوات الأحتلال الصهيوني ، لذا نتوقع هناك مسودة عمل  سوف تطرح أمام السيد المرجع علي السيستاني بهذا الخصوص ، ( هذا أذا كان هناك لقاءاً سيتم مع السيد المرجع ) .

يفترض بقداسة البابا وهو رجل محبة وسلام كما يدعي ، أن يشير الى بلد السلام الذي لايحمل من السلام سوى أسمه ، الذي يتعرض لأحتلال قبيح من قبل الجيش الأمريكي ، والذي يدين أغلبه بدين المسيح أبن مريم عليه السلام . كان المفروض أن يشير ولو أشاره بسيطة الى أستهداف أبنائنا من قبل طيران الولايات المتحدة على الشريط الحدودي مع سوريا .

أعتقد من الأنصاف أن يتذكر رجل السلام والمحبة شعب فلسطين الذي يرزح تحت أحتلال ظالم من قبل قطعان الصهاينة ، الذين أساءوا حتى لكنيسة المهمد في بيت لحم . كان من المفروض أن يشير الى رجال المقاومة الذين دفعو حياتهم بنيران غادرة من قبل طيران القوات الأمريكية المحتله ، أؤلئك الأبطال الذين أعادو الحياة الى المسيحين قبل المسلمين عندما صدوا المجماميع الأرهابية الداعشية وحرروا مناطق المسلمين والمسيحيين على حد سواء . كان المفروض أن يتذكر شعب اليمن العزيز وهو يراق دمه على أرضه بيد أعتى قوات متسلحة بسلاح أمريكا والغرب . أن يتذكر سوريا ومايجري على أرضها من أحتلال غربي وتركي كبيرين .

رجل المحبة والسلام من المفترض أن يلتقي المرجع الأعلى في النجف الأشرف ، وأعتقد أن تم هذا اللقاء ، وهو شرف كبير لقداسته حيث سيتبرك بأرض الأنبياء الطاهره ، أقول يجب أستثمار هذا اللقاء لتبيان مظلمة الشعب العراقي على يد الجبابرة الغربيين والذين يدينون بدين المسيحية ، بحسب أدعائهم .

 نعتقد أنه لشرف كبير للزائر أن تطأ قدماه مدينة النجف الأشرف وليس للمزور كما يتوهم بعض المطبلين لزيارة البابا ، وكأنه سينزل من أعلى سماء النجف الأشرف ، والتي تعني زيارة أي شخص لها شرف ما بعده شرف .

 

٥ /  آذار / ٢٠٢١

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك