التقارير

ارض العراق..كيف تم التفريط بها؟!


 

جعفر الحسيني ||

 

مساحة العراق الرسمية والحقيقية كانت :

٤٣٨٤٦٦ كم٢

وذلك منذ قيام الدولة العراقية عام ١٩٢١ الى عام  ١٩٧٥ ، أي حتى توقيع صدام اتفاقية ٦ اذار ١٩٧٥ المشؤومة مع شاه ايران ،  والمعروفة باتفاقية الجزائر ، والتي تنازل فيها صدام له عن اراض عراقية ٠

جدير بالذكر ان مطالب الشاه بالارض العراقية ، لم تكن جديدة انما تعود الى عام ١٩٤٩ ، ولكن الحكومات العراقية المتعاقبة ( الملكية والجمهورية ، الرجعية والثورية - حسب تسميات ايام زمان ) رفضتها وبحزم ٠ حتى ان رئيس الوزراء العراقي عبد الكريم قاسم، رد على الشاه بالمطالبة بإقليم عربستان ، ووصل الامر إلى اشتباكات محدودة على الحدود بن البلدين لكنها لم تتطور إلى حرب واسعة ٠ وعندما بدأت مفاوضات شاملة بين البلدين - عام ١٩٦٤ - ظل المفاوض العراقي ولاربع سنوات يرفض اي مساس بالارض العراقية ٠ وبذلك حافظ الاخوان عارف (عبد السلام وعبد الرحمن ) على ارض العراق ولم يفرطا بشبر منها  ٠

يقول الصحفي الامريكي راندل : ( صُدم الدبلوماسيون والسياسيون المحنكون بحجم التنازلات التي اضطر صدام الى تقديمها ، ولاسيما بالتنازل الاهم الذي يريده الشاه اكثر من غيره ٠٠اي اعادة ترسيم الحدود في شط العرب عند خط الوسط في الحدود العميقة ) ( أمة في شقاق - ص ٢١٨ ) ٠ والغريب ان تقريرا للمخابرات الامريكية تحدث بان صدام ومبكرا كان مستعدا لتقديم ذلك التنازل للشاه وتحديدا في تشرين الاول ١٩٧٢ أي قبل اندلاع القتال مع الحركة الكردية ( راندل - ص ٢١١ ) ، بينما برر هذا التنازل - بعد عقده الاتفاقية - امام اجتماع سري لمجلس قيادة الثورة ، بان السلاح الجوي لم يعد يملك سوى خمس قنابل ثقيلة وان المدفعية تملك بالكاد الف طلقة ( كونسلمان - سطوع نجم الشيعة ص٢١٣ ) ٠

وبالقفز على تسلسل الاحداث فان الحركة الكردية عادت اقوى بعد اربع سنوات من توقيع الاتفاقية ، بينما خسر العراق ارضه الى الابد !!!!

ثم تتابعت بعدها التنازلات ، للكويت والاردن والسعودية ، حتى بلغت مساحة الاراضي العراقية التي تنازل عنها صدام ٣٣٩١ كم٢ ، اي بقدر مساحة مملكة البحرين حوالي خمس مرات ، وما يساوي ثلث مساحة لبنان !!!!!!

قيل عن ستالين انه لم يدخل في مفاوضات مع دول اخرى الا وربحها ٠ اما صدام ففي كل حروبه ومفاوضاته وتحالفاته كان العراق هو الخاسر ٠٠٠ والكارثة انه بعد كل مغامرة من مغامراته ، كان يهب الدولة التي حاربها ، كل ماتريد من اراضي العراق وثرواته ٠

والانكى ان هذه التنازلات تمت باتفاقيات دولية ، ومن ثم فمن المستحيل استعادة الارض العراقية التي تنازل عنها الطاغية ٠

 فقد كانت مساحة الكويت - يوم احتلالها من قبل صدام في ٢ آب ١٩٩٠ - هي ١٦٥٠٠ كم٢ ٠ اما اليوم فمساحتها هي ١٧٨١٨ كم٢ ٠

وهكذا فان صدام وهب الدولتين المجاورتين ( ايران والكويت ) بعد قادسية صدام وام المعارك ( المجيدتين ) كل مايريدان من مطالب ٠ فبعد ان كانت خسائر العراق - في قادسية صدام - المليون بين قتيل وجريح ( السامرائي - حطام البوابة الشرقية ص١١٥ ) ، وتحديدا ٣٥٦ الف قتيل و ٦٣ الف مفقود وثلاثة اضعاف العددين من الجرحى والمعوقين ( د صبحي ناظم توفيق - مقابلة مع آر تي ) ٠  ارسل صدام ست رسائل الى الرئيس الايراني رفسنجاني - عام ١٩٩٠ - وفي كل رسالة يعرض فيها تنازلا جزئيا ، ويكون رد الرئيس الايراني سلبيا ٠ ثم كانت الرسالة الاخيرة والتي اعترف فيها باتفاقية الجزائر معلنا التزامه بها ( فاروق الشرع - الرواية المفقودة ص ٢١٦ ، وللاطلاع على النصوص الحرفية للرسائل المتبادلة بينهما راجع كتاب عبد الحليم خدام - التحالف السوري الايراني والمنطقة ص ٢٤٦ - ٢٧١ ) ٠

الشيء بالشيء يذكر ان الدستور الفرنسي ينص على عدم جواز التنازل عن الاراضي الفرنسية مطلقا ، ويعاقب القانون الفرنسي الرئيس بالاعدام اذا ارتكب ذلك ٠ وبعد الغاء عقوبة الاعدام فان العقوبة على ذلك اصبحت السجن المؤبد ٠

وقد رد حافظ الاسد على الرئيس الامريكي بيل كلنتون حين عرض عليه استعادة الجولان باستثناء الجانب السوري من بحيرة طبريا : كيف يمكنني التخلي عنها ٠٠٠هذه املاك شعبي ( بثينة شعبان - عشر سنوات مع حافظ الاسد  ص ٢٦٥ ) ٠ ويعلق بيل كلينتون في مذكراته ( ص ٩٠٣ ) : لم يتح لي الاسد ان انهي عرضي ، فقد اهتاج ٠٠٠

ان مساحة العراق الحالية هي :

٤٣٥٠٧٢ كم٢

والواقع ان هناك اكثر من رقم متداول لمساحة العراق ، وكان على الحكومات المتعاقبة ان تصارح الشعب العراقي بالحقيقة ، وان تُعلن الرقم الرسمي لمساحة العراق الحالية او لما تبقى منها ٠٠٠ مع انني اشك بان بعضهم يعرفون ذلك !!!!!

ثمة ارقام خطيرة اخرى آن الاوان أن يعرفها الشعب العراقي ، واتركها لمقالة اخرى !

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك