التقارير

معادلات الرَدع وتوازنات القِوَىَ


 

د. إسماعيل النجار||

 

·        معادلات الرَدع وتوازنات القِوَىَ بين واشنطن وطهران من جِهَة وحزب الله وإسرائيل من جِهَة أُخرَىَ

 

♦️الغموض الذي يكتنف الموقف الأميركي حول ما يجري في الأسابيع الأخيرَة من ولاية ترامب يزيد من قَلَق دُوَل المِنطَقَة وتكَهُنات المراقبين.

 

🛑 ✍️ إسماعيل النجار...

 

♦ أسابيع قليلة تفصِلُ بين التكَهُنات السياسية والواقع الذي سيكون؟ خلال هذَين الشهرين في ظِل قتامَة الموقف الأميركي وغموض ألإدارة الحالية،

[ أيضاً في ظِل التغييرات المفاجئة التي قامَ بها الرئيس الأميركي والتي شَمَلَت مناصب أمنية وسياسية رفيعة داخل الإدارة الأميركية من بينها وزير الدفاع مارك إسبر وبعض مساعديه.

🔖 البارز أيضاً سَيل الإتهامات الجارف الذي يَكيلَهُ الرئيس الحالي بوجه خصمه الرابح جو بايدن من جهة إتهامه بسرقة الإنتخابات أو بتزويرها، أو قوله للعالم أن بايدن فاز بعيون الصحافة العالمية فقط،

[ الأمر الذي أكده ترامب نفسه ووزير خارجيته بومبيو هوَ أنه لن يخرج من البيت الأبيض وأنه باقٍ فيه على رأس عملهِ لأربع سنوات أخرَىَ وأنه سيستمر في متابعة مهامه كالمعتاد!

🔖 [ كل ذلك الضجيج ترافقَ مع تصريحات لوزير الدفاع الجديد [بالوكالة] بشأن إنسحاب محتمل للقوات الأميركية من الشرق الأوسَط،

[ تبَعها بعد ساعات قليلة خروج لحاملة الطائرات المتمركزة في مياه الخليج ترافقها مدمرات عملاقة إلى ما وراء مضيق هِرمِز من دون أي تفسير واضح لِما يجري!

[أيضاً بدأت القوات الأميركية البَرِّيَة الإنسحاب من مناطق شمال سورية بإتجاه الداخل العراقي، مما زادَت من الغموض الأميركي وإزدادت معها  التكهنات والتحليلات وأختلطَت الأوراق بعد إن كَثُرَت أراء الصحافيين والمراقبين حول ما يجري من خطوات مفاجِئَة؟

♦️ [ هذا الأمر زاد من قَلَق ملوك وأمراء بعض الدوَل العربيَة المرتبطة أمنياً وسياسياً مع ألولايات ألمتحدة خوفاً من أن يتم فعلاً إنسحاب أميركي  مفاجئ من المنطقة برُمَّتِها  ويتركهم خلفهُ عُراة في صحراء قاحلة تنتهشهم أسِنَّة رماح َحور المقاومة، ومواجهة مصيرهم في ذاك المحيط بهم المضطَرِب والمحموم الذي واجه بسببهم أزمات خطيرة وكبيرة كانوا من أهم الداعمين لها دَمرَت بلدانهم وقتلت الملايين من مواطنيهم الآمنين في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين وليبيا،

[ الأمر ألذي سيرتد عليهم بكل تأكيد وسيهدد أمنهم  وأساس بقاء عروشهم وأنظمتهم.

 

♦ ترامب المجنون صاحب الصيت السيء والسُمعَة القَذِرة كان ولأربع سنوات متتاليَة مصدر قلق العالم بأسرِهِ!

[ هدَدَ بتصرفاته أمن الكرة الأرضية بِرُمَّتِها ولَولا حِكمَة بعض العقلاء من القادة الكبار في القيادة الأميركية والزعماء الأوروبيين، لكانت أولى شرارت الحرب النووية قد إشتعلت بين كوريا الشمالية وبلاده بسبب كثرة الثرثرَة والتهديدات التي كانَ يطلقها رجل حلبة المصارعة الأميركي الغير مُتَّزِن.

 

♦️ دونالد ترامب ألحَقَ ضرراً كبيراً بصورة الديمقراطية والقوانين في الولايات المتحدة الأميركية،

[وبدءَ بإستنزاف كافة الوسائل الدستورية لمصالح شخصية ولضمان بقائهِ في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرَىَ، وذلك قبل أن يجتمع مجلس الخبراء الشهر القادم ويتم التصويت على إنتخاب  رئيساً للبلاد بموجب الدستور بشكل رسمي وإعلان النتيجة المحسومَة سلفاً لصالح منافسهِ جو بايدن؟

[ فقد لجَئَ إلى الإتهامات بالتزوير ورفَعَ دعاوَىَ في المحاكم، وطالبَ بإعادة فرز الأصوات، وهددَ بالشارع، والآن أصبحنا نرىَ نموذجاً مصغَراً عن ما يخطط له ترامب وما سيجري ويجري في كل يوم في شوارع واشنطن وبعض مُدُن الولايات الأميركية الأُخرَىَ.

 

♦️ [ كل هذه الأساليب التي إتبعها ترامب كوسيلة ضغط على منافسه الرابح جو بايدن تهدف إلى دفعه  للتراجع والإنسحاب من السباق الرئاسي لمصلحته تحت ضغط الخوف والتهديد بالفوضَىَ!

[لكن بايدن الرابح بفارق كبير لَن يرضَخ بكل تأكيد وهذا الأمر لَن يحصل.

 

♦ بعد الإعلان رسمياً وتأكيد فوز جو بايدن الشهر القادم بعد تصويت مجلس الخبراء سيبدأ دونالد ترمب حُكماً بلعب أوراقه الأخيرة من أجل جعل ولاية بايدن الرئاسية تمر بأسوء أربع سنوات ستَمُر على رئيس أميركي أو مَرَّت عليه؟

 

♦️ [ من أجل ذلك تَحَرَّكَ العاقلون في الحزب الجمهوري مع بعض زعماء العالم وهيئات المجتمع الدولي للضغط على ترامب  من أجل ألتنازل لمنافسهِ بايدن والتراجع عن مواقفه التي ينوي القيام بها ولا أحد يستطيع التَكَهُن بما ينوي فعله والقيام بهِ أو تقدير مخاطر نتائجه على الأمن القومي الأميركي أو العالمي.

 

♦ الديمقراطيون في أميركا يتهمون ترامب بأنه غلام المخابرات الروسية وبأنه دُميَة بين يَدَي الرئيس بوتين الذي يسعى لتفتيت أميركا على غرار ما حصلَ للإتحاد السوفياتي السابق إنتقاماً من الولايات المتحدة التي كانَ لها اليد الطولَى في الأمر سعياً خلف عودة موسكو إلى الواجهة السياسية العالمية بالتحالف مع الصين.

 

♦ ترامب الذي حصل على نتيجة غير مسبوقة ب ٧١ مليون صوت ناخب لَم يحصل عليها أي رئيس أميركي خاسر من قبل،

[ من أصل ١٤٥ مليون ناخب في البلاد، يريد اليوم تكريس نفسه الرجل الأقوَىَ وذات القوة الفاعلة الأكبَر داخل الحزب الجمهوري بهدف الهيمَنة عليه حتى بعد إنتهاء أزمَة الإنتخابات الرئاسية من أجل حماية نفسه وإتقاءً من محاكمته طالما أنه لا ضمانات لديه.

 

♦️أما من جهة التحليلات والتكهنات الأخرىَ؟

[هناك فريق وازن يقول أن الرئيس الأميركي الحالي هوَ شخص لا يؤيد الحروب ويفكر فعلياً بالإنسحاب من الشرق الأوسط وغرب آسيا  وإعادة جنوده إلى بلادهم، [ مع العلم أنه هوَ نفسهُ يعلم تمام العلم أن هذا ليسَ بالأمر السهل عليه وأنه سيلقَىَ معارضة شديدة داخل الكونغرِس من الجمهوريين أنفسهم والديمقراطيين معهم ومن بعض القيادات العسكريه الرفيعه في البنتاغون على رأسهم رئيس الأركان جميعهم على حَدٍ سَوَاء،

[ لَأَنَّ هذا القرار يحمِلُ في طياتهِ عِدَّة مخاطر جَمَّة قد تنطوي على أمن إسرائيل التي تُعتَبَر نقطة ضعف الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، وعلى مصالحها الإقتصادية وعلى ضمان بقاء الأنظمَة العربية الموالية لها على قَيد الحياة؟

[ وذلكَ في ظل وجود محوَر مقاومَة قائم كبير وقوي تقف على رأسه طهران يَتحَيَّن الفُرَص للإنقضاض على تلك الدُوَل دُفعَةً واحدة وفي مقدمتهم إسرائيل ومسحِهِم عن بِكرَة أبيهم بِلا تَرَدُد مما يشكل خطراً حقيقياً من وُجهَة نظرهم على الأمن القومي الأميركي،

[ وقد تتسبب هذه النزاعات بحربٍ عالمية ثالثة لا تُبقي ولا تَذِر.

 

♦ أيضاً هناك فريقٌ على المقلَب الآخر يقول: أن واشنطن لَن تُخلي المنطقة؟

[ وأن الإنسحاب العسكري الأميركي المفاجئ والغامض  الأهداف من سورية نحو العراق وخروج حاملة الطائرات وبعض المدمرات من السواحل الخليجية إلى البحار البعيدة خلف المضيق لهُ سببين رئيسيين الأوَل : إعادة تموضع القوات  وإنتشارها في ظل قرار ترامب بالإنسحاب حسب تصريحات الوزير الجديد المُكَلَّف من سوريا وجزء من العراق والإبقاء على قاعدتين في إقليم كردستان   الكردي في الشمال والخروج من العمق العراقي تلافياً لوقوع أية خسائر بشرية كبيرة في صفوف عسكرييهم في حال نشوب نزاع مع محور المقاومة،

 

♦️والسبب الثاني هوَ : تَغَيُر المعادلات في المنطقة جَرَّاء التزايد المستمر في القدرات العسكرية الإيرانية وحزب الله وإختلال موازين القوَىَ لمصلحة محور المقاومَة  وفرض توازن رعب مع أمريكا،

[ ولأنه في حال نشوب لأيَة حرب على ضفاف الخليج الفارسي بين الدولتين سيمنح إيران تفوقاً عسكرياً فعلياً وأرجحية نصر على واشنطن بسبب حاجة الحرب لدعم لوجستي كبير خطوط الإمداد الأميركية فيه طويلَة ومهددة،

[ كذلكَ تأخذ واشنطن بتجاربها السابقة مع إيران من خلال تَجرؤها على قصف قاعدة عين الأسد الأميركية داخل العراق إثرَ إغتيال القائدين الكبيرين الفريق سليماني وابو مهدي المهندس، أيضاً خوضها الحرب لثماني سنوات مع نظام صدام حسين حيث رفضت خلالها طهران أكثر من ٢٠ قرار لوقف إطلاق النار رغم ضعفها حينها وهشاشة قوتها،

[ من هنا تنظر واشنطن للأمر كيف سيكون الحال عليه إذا اشتعلت حرب، وإيران اليوم إزدادت قوة وأصبحت تُعتَبَر أكبر دولة إقليمية عُظمَىَ في المنطقة؟

🔖 ثانياً : التصميم والعناد الإيراني على مواجهة أميركا يُخيف واشنطن ويجعلها متهيبَة من خَوض أي حرب معها لذلك تُفضل مواجهتها بسلاح العقوبات القاسية.

 

♦ ولكن؟

 

♦️ ماذا لو قَرَّرَ ترامب في أيامهِ الأخيرَة فرض عقوبات قصوىَ على إيران وأتبعها بتوجيه ضربات صاروخية  قبل تسليم السلطة على مواقع حساسة داخل البلاد وهو قادر على فعلها بهدف توريث خلفهِ بايدن مشكلة كبيرة تزيد في أزماته أزمَة أكبَر وأخطر بتعقيداتها  تكون حائلاً بينه وبين عودته إلى الإتفاق النووي وتمنعه من رفع العقوبات عنها،

 

♦️ ماذا سيحصل حينها؟

 

🛑 حُكماً سيكون رد إيران سريعاً وقوياً ومزلزلاً على القواعد الأميركية في الخليج وعلى إسرائيل وستدخل قِوَىَ أخرى المعركة كحزب الله وسورية وغزة والعراق واليمن وستشتعل المنطقة برُمَّتِها.

 

♦ كافة الخيارات ستكون صعبَة ومُرَّة بالنسبة للشعب والحكومة الأميركية وللعالم أجمع،

[ الجميع يحبُس أنفاسهُ والأسابيع القليلة المقبلة حُبلَىَ بالمفاجئآت،

[وبكل تأكيد لَن تمُر هذه المرحلة على أميركا بخير أو على المنطقة بسلام، لطالما أن الحافلة يقودها أعمَىَ ومساعده مجنون [ترامب] + [نتانياهو].

 

♦ سننتظر ونَرَى؟

 

          [15/11/2020]

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك