✍د.محمد العبادي ||
القى الأمين العام لحزب الله كلمة مهمة يوم أمس الموافق ٢٠٢٠/٨/٧ م تمحورت حول فاجعة مرفأ بيروت ، وتأتي أهمية هذه الكلمة في الوقت الذي لازالت فيه رائحة الحرائق تنتشر في العاصمة بيروت ، ولازال كثير من الناس في عداد المفقودين وايضا لازال عداد الشهداء والمفقودين مستمرا في التصاعد .
السيد نصر الله كعادته - في توصيف الحدث وتحليله والاحاطة بتداعياته ومآلاته - كان دقيقا ، ويمكن تجزئة كلمته على العناوين التالية :
🛑 توصيف الحادثة
لقد كان توصيف الأمين العام لحزب الله دقيقا في نعت الحادثة ب ( الفاجعة والحادثة الكبرى والماساة الإنسانية ) .
لقد أتى على ذكر أعداد الشهداء وأشار إلى أعداد ملفتة من الشهداء السوريين ومن جنسيات مختلفة في هذا الحادث الأليم.
ثم أشار الى آلاف الجرحى وعشرات المفقودين ، ثم تناول ما جرى إلى معاناة آلاف العوائل التي تأثرت منازلهم ومحلاتهم بالحادث الكبير ، وتناول حتى الحالة النفسية التي كان عليها الناس من الهلع والخوف الذي وصل إلى أعماق القلوب و..و..الخ .
ثم وصل في توصيفه إلى تداعيات الحادث الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية في البلد ، وبعد ذلك قدم التعازي الى أسر الضحايا من شهداء وجرحى ومفقودين بل الى كل اللبنانيين ، ودعا للجرحى بالشفاء .
ان الحادث استهدف كل اللبنانيين ؛ هذا الحادث حسب توصيف سماحة السيد عابر للطوائف واستهدف كل اللبنانيين وهو حادث استثنائي وأن التعاطي يجب أن يكون استثنائيا ومتعاليا وأن يكون هناك تضامن وتعاطف بين الجميع وتحمل المسؤولية .
🛑 المشاهد التي حصلت بعد انفجار ميناء بيروت
🟢 الحضور والتضامن الشعبي :
لقد استنفرت الدولة بكل أجهزتها وعناوينها المختلفة للحضور في الإنقاذ وتقديم المساعدات المختلفة ،لكن ما يلفت النظر كما أشار سماحة الأمين العام لحزب الله هو تلك ( اللهفة ) الشعبية، وذلك الحضور الجماهيري في تقديم يد العون والمساعدة، وتلاحم الدولة مع الشعب في هذا الحادث .
تعاون الشعب وتعاطفه يمكن مشاهدته في إزالة الركام، وتنظيف البيوت والشوارع ، وإزالة الأنقاض وحمل وإيصال الجرحى وحملات التبرع بالدم وقد دعا حزب الله جمهوره للتبرع بالدم وتم تأمين هذا الجانب وايضا حضور المتطوعين في الميادين والساحات المختلفة .
هذا مؤشر على الحس الثقافي والوطني والإنساني لدى اللبنانيين ، وهو مؤشر أيضا على وجود ثقافة أصيلة وعميقة داخل نفوس الناس تتعالى على الخلافات والجزئيات عند المنعطفات.
🟢 حزب الله يضع امكاناته تحت خدمة الدولة
أشار سماحة السيد نصر الله إلى ان حزب الله بكل امكانياته وهيئاته وافراده وقدراته البشرية والمادية هي حاضرة في خدمة الدولة اللبنانية ، والحكومة اللبنانية ، وقد أشار إلى أن الحزب يملك تجربة في مسألة الإيواء أو في مشروع الايواء وأعلن إلى أن الحزب منفتح على مساعدة العوائل التي فقدت مساكنها ، ولا يجوز أن تكون عائلة ما في الشارع.
🟢 الموقف الدولي والإقليمي: أفرز الحادث عن وجود تعاطف دولي واقليمي وعن تعاطف وتعامل مرجعيات وأحزاب حيث وقفت إلى جانب لبنان في محنته .
وأعلنت كثير من الدول عن إرسالها لمساعدات ، وايضا جاءت وفود إلى لبنان وأبرزها هو مجيء الرئيس الفرنسي إلى لبنان ، والحزب ينظر إلى هذه الزيارة والى كل زيارة بإيجابية طالما هي تصب في مصلحة لبنان والى مساعدة ولم الشمل اللبناني .
🟢 الموقف المسبق لبعض الإعلام المحلي والعربي من الحادثة
أشار الأمين العام لحزب الله إلى بعض الإعلام الذي حسم روايته مسبقا في اتهام حزب الله من الساعة الأولى لحصول حادثة ميناء بيروت .
هذا الاعلام يعتمد الكذب المتعمد، وهو يسير على طريقة ( اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ).
أنه اعلام يعتمد على تزييف وقلب الحقائق، ومعروفة المحطات التي تبث السموم والفرقة وتقود الناس إلى الحرب الأهلية.
من الضروري أن يلتفت الناس إلى كذب هذه القنوات الإعلامية، وقد دعا السيد الشعب اللبناني إلى معرفة ومحاسبة هذه القنوات وجدانيا ، لانها لاتمارس عملها المهني وتعمل على تمزيق وحدة الصف اللبناني ، ولها تاريخ في الكذب وقد راهن السيد نصر الله على وعي اللبنانيين في هذا الموضوع .
🟢 النفي القاطع لأي صلة لحزب الله بالمرفأ
نفى الأمين العام لحزب الله نفيا قاطعا ومطلقا في ( ان لا شيء لنا في المرفأ لامخزن سلاح ولاصاروخ والبندقية ولاقنبلة.. ولانترات ...على الإطلاق لاحاليا ولا في الماضي ولا في المستقبل ) .
لقد نفى الاتهامات التي توجهها بعض المحطات الإعلامية المغرضة وبعض المواقف التي ركبها بعض السياسيين منذ الساعات الأولى في تدني أخلاقي وتصفية للحسابات السياسية .
لقد كان سماحة الأمين العام لحزب الله يتحدث بلغة الواثق عن ان التحقيقات ستكشف الكذب والتجني الظالم ضد حزب الله ،لانه يعرف تمام المعرفة مدى نزاهة وبراءة وصدقية المقاومة وثقة الشعب بها ، وهي اشمخ من ان ينال منها بعض المحرضين والساعين لحرب أهلية وقد فشلوا وسيفشلون ، ولن يحصلوا على شيء سوى الخيبة والخسران المبين .
🟢 الدعوة لتولي الجيش التحقيق في الحادث، أو اشراكه في عملية التحقيق .
لقد دعا السيد نصر الله إلى إجراء تحقيق شفاف وعادل ونزيه في تحديد المسؤوليات وأن لا يسمح بحماية أحد تحت مسمى التوازنات الطائفية والمذهبية والسياسية .
وحتى يكون التحقيق شفافا وعادلا دعا إلى أن يتولى الجيش مهمة التحقيق، لأنه مورد اتفاق وثقة جميع اللبنانيين .
أو أن يتم إشراك الجيش في التحقيقات الجارية حاليا .
🟢 من رحم المأساة تولد الفرص
لقد كان السيد نصر الله يتحدث بالمنطق القرآني القائل( ان مع العسر يسرا ) فهو يقول من رحم المأساة تولد الفرص ، والتعاطي الدولي مع الحادثة فرصة يجب أن يستغلها اللبنانيون .
نعم ( ما من بلية إلا ولله فيها نعمة تحيط بها ) .
سيد المقاومة يبعث الامل في النفوس من وسط الفاجعة ، ويريد أن يتحول هذا التحدي والألم إلى فرصة جديدة للانطلاق والتخلص من الازمات وكسر الحصار الظالم المفروض على لبنان .
لقد كانت كلمات سماحة السيد نصر الله بمثابة البلسم لتضميد جراح اللبنانيين ؛ فقد بعث الحياة والأمل بكلماته من رحم الموت واليأس، وهذه هي إحدى صفات القائد الكبير والمعلم الملهم .
ــــــ
https://telegram.me/buratha
