التقارير

بعد ليلة دامية.. الشارع العراقي يشتعل


تجددت المظاهرات الاحتجاجية اليوم الاثنين في العاصمة بغداد ومدن عراقية أخرى للمطالبة بتحسين وضع الطاقة الكهربائية، بعد ليلة دامية قتل فيها متظاهران بعد مواجهات مع قوات مكافحة الشغب في ساحة التحرير وسط بغداد،

وأغلق المتظاهرون عددا من الطرق والجسور وأحرقوا الإطارات في الشوارع، مما أدى إلى إرباك واختناقات في حركة المرور.

وفي محافظة ذي قار جنوب البلاد قالت مصادر محلية إن عشرات المحتجين تجمعوا أمام محطات الكهرباء، شمال مدينة الناصرية مركز المحافظة، للمطالبة بزيادة حصة مناطقهم من الطاقة الكهربائية.

وأوضحت المصادر أن المحتجين طالبوا بتحسين مستوى الكهرباء في مناطقهم. وتشهد مدنُ محافظة ذي قار لليوم العاشر، مظاهراتٍ مطالبة بإقالة من يصفهم المحتجون بالمسؤولين الفاسدين، وتحسينِ الواقع المعيشي للمواطنين.

تحقيق

في هذه الأثناء قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إنه ليس للقوات الأمنية الحق بإطلاق النار على المتظاهرين، وطالب بإجراء تحقيق بما حدث في ساحة التحرير، والانتهاء منه خلال ٣ أيام.

جاء ذلك بعد ساعات من تشييع جثماني المتظاهرين القتيلين في ساحة التحرير (وسط بغداد) ليلة أمس وسط أجواء من الحزن والغضب.

وسقط المتظاهران كما أصيب آخرون بجروح خطيرة إثر استخدام الأمن العراقي القوة والغاز المسيل للدموع لإنهاء إغلاق عشرات المتظاهرين ساحتي التحرير والخلاني وسط بغداد.

ونشر عراقيون عبر حساباتهم مقاطع فيديو لقتلى الأمن وأحداث الليلة الماضية، في حين روى محتجون تفاصيل الأحداث، معبرين عن استغرابهم من القمع المفرط لتصعيد سلمي معتاد.

وكانت مظاهرات خرجت الليلة الماضية في ساحة التحرير ببغداد وعدة محافظات جنوبية؛ احتجاجا على انقطاع الكهرباء لأوقات طويلة، في وقت تجاوزت فيه الحرارة 50 درجة.

وفي ساحة التحرير، ردد المتظاهرون هتافات تندد بتردي الخدمات، وطالبوا بإحالة الفاسدين إلى القضاء، كما طالبوا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحل مشكلة انقطاع الكهرباء التي يعاني منها العراق منذ سنوات طويلة خلال فصل الصيف خاصة.

وفي مقابل اتهامات للسلطات بقمع المتظاهرين، قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول الاثنين إن قوات الأمن لديها توجيهات واضحة وصارمة بعدم التعرض لأي متظاهر، وإن حاول استفزازها، متهما أطرافا -لم يحددها- بمحاولة جرّ قوات الأمن للمواجهة.

من جهتها، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إن ما حدث الليلة الماضية من صدامات في ساحة التحرير يعد انتهاكا صارخًا لحقوق الإنسان ومعايير الأمم المتحدة لإنفاذ القانون وتجاوزا لحقوق التظاهر السلمي.

وطالبت المفوضية القوات الأمنية بالتركيز على حماية المتظاهرين، ومنع استخدام أي عنف مفرط ضدهم، كما دعت الحكومة إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلميين في عموم محافظات العراق.

إدانة أممية

وفي بغداد أيضا قالت بعثة الأمم المتحدة في العراق إن العراقيين يواجهون تحديات عديدة ويعيشون وضعا صعبا بسبب استمرار تردي الخدمات.

وفي بيان لها نددت البعثة بأعمال العنف والخسائر البشرية التي وقعت خلال احتجاجات الليلة الماضية في بغداد ومناطق جنوبي البلاد، وطالبت بحماية الحق في التظاهر السلمي دون قيد أو شرط.

كما رحبت البعثة بما وصفته التزام الحكومة العراقية بالتحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث ومحاسبةِ الجناة.

وتعد هذه المواجهات الدامية في ساحة التحرير، مركز الانتفاضة الشعبية، هي الأولى منذ تسلم حكومة مصطفى الكاظمي مقاليد السلطة في مايو/أيار الماضي.

وتعليقا على هذه التطورات قال مصدر صحفي إن هناك غضبا متصاعدا وخيبة الأمل ومخاوف تسود الشارع العراقي، بانتظار الموقف الرسمي لتفسير ما حدث في ساحة التحرير.

وأضاف أن هناك من يقول إن أيادي خفية تحاول إحراج حكومة الكاظمي، لكن المتظاهرين يؤكدون أن لا أحد منهم يريد أن تتكرر دوامة العنف التي شابت احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع مطالبة الحكومة بالتعامل بعقلانية مع الاحتجاجات الجديدة المطالبة بتحسين الخدمات وتوفير الطاقة الكهربائية.

ويومي السبت والأحد الماضيين، تصاعدت الاحتجاجات المطالبة بتحسين الكهرباء في مدن جنوب العراق، للتنديد بانقطاع الكهرباء التي لا توفرها الدولة إلا لساعات قليلة يومياً، خصوصاً مع تجاوز درجات الحرارة الـ50 درجة مئوية الأسبوع الحالي.

وتعد هذه المظاهرات تقليداً صيفياً سنوياً في العراق، خصوصاً مع الانقطاع المزمن للكهرباء، الذي لم تتمكن أي حكومة حتى الآن من إيجاد حل جذري له.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك