التقارير

ناظم كزار؛  المدني الذي منح رتبة لواء ..!  

6498 2020-04-20

متابعة ـ علي عبد سلمان

 

 (مدير الامن العام العراقي الاكثر دموية) واحد من اكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ العراق فمن هو وما سر قصر الرحاب (قصر النهاية) وكيف كانت نهاية ناظم كزار.....

ولد ناظم كزار لازم العيساوي عام 1940 من اسرة تنحدر من لواء العمارة وتحديداً قضاء الميمونة ووالدته من عشيرة ال ازيرج (العمارة) تركت اسرته العمارة عام 1937 وعمل والده في صنف الخيالة (كتيبة خيالة سعد) ومقرها في خان بني سعد اكمل الابن ناظم الدراسة الابتدائية في المدرسة المامونية ببغداد والدراسة المتوسطة في الغربية المتوسطة والدراسة الاعدادية في الثانوية المركزية ثم تحول الى الدراسة المسائية ليعمل ويساعد والده في اعالته اسرته حيث عمل ناظم مراقبا على خط الانتاج في معمل سكائر عبود اما الاب فقد كان مديرا لمعمل شهداء الجيش التابع لوزارة الدفاع وكان الاب برتبة (نائب ضابط) وفي عام 1958 تخرج ناظم من الاعدادية وبمعدل عالي وتم قبوله في كلية الطب !

تم فصله من كلية الطب لاسباب سياسية بعدها انتقل الى كلية الهندسة التي فصل منها ايضا مع 14 من زملائه هذا كله مع بداية العهد الجمهورية خريف عام 1958 م التحق بعدها ب معهد الهندسة الصناعي العالي ( الجامعة التكنولوجية لاحقا) والذي تخرج منه عام 1963 ، تم اعتقال ناظم كزار وحكم عليه بالسجن ل 10 سنوات بعد انقلاب عبد السلام عارف على شركاءه ، وتنقل خلال تلك الفترة ما بين عدة سجون سجن السليمانية والموصل والفضيلية واصيب خلال تلك الفنرة بالتهاب رئوي حاد وقبل سجنه كان ناظم كزار قد ضرب بالكرسي حاكم التحقيق علاء الخياط وادماه وذلك اثناء جلسات التحقيق معه مما زاد من مدة محكوميته بعد ان تولى الرئيس عبدالرحمن عارف الحكم تم اطلاق سراح ناظم ومجموعته وناظم گزرار لم يتزوج وبقي اعزب وأطلق عليه رفاقه في الحزب لقب (ابو حرب) ، بعد انقلاب 17 تموز 1968 شغل كزار منصب عضو قيادة شعبة الاعظمية ...

جرى اختياره مديراً للأمن العام وتم منحه رتبة لواء وهو بذلك اول مدني يمنح رتبه لواء ! واوكلت اليه مهمة حماية امن الثورة وتصفية خصومها واختار لهُ مساعد من اهالي الحلة هو حسن المطيري كان احمد حسن البكر رافضاً للاختيار ولكن نائبه صدام اصر على هذا الاختيار !

وقد اختار كزار قصر الرحاب الملكي الذي شهد مجزرة مقتل الملك فيصل الثاني واسرته اختاره ليكون مقراً لتعذيب خصومه وفي هذا المكان وعلى يد كزار تم تصفية العشرات بل المئات من خصوم البعث كان كزار أول من جلب أحواض الأسيد (التيزاب) الى مبنى قصر النهاية لإذابة أجساد المعتقلين ، وهو أول من استورد آلات تقطيع الأطراف من (ألمانيا الشرقية) !

كان يستخدم أساليب لا تخطر على البال ,من بينها استخدام مطارق الحديد الثقيلة في تكسير وتهشيم عظام المعتقلين ، واستخدام الطبر الحاد في تقطيع مفاصلهم ..

حبس المعتقلين عن التبول بعد شد أعضائهم بصورة محكمة ، وإجبارهم على شرب عدة زجاجات من ( البيرة) بالاضافة لقلع العيون وقطع الاذان واللسان !

كما كان يقوم بجلب مرضى السل لغرض البصاق في أفواه المعتقلين ، لنقل المرض الى أجساد المعتقلين !

صفى كزار جسديا أكثر من ٢٠ ألف شخصً منذ أن تولى منصبه مديرا للأمن العام 1969 الى نهاية حزير 1973 .. من مختلف القوى السياسية حتى من البعثيين انفسهم !

محاولتهِ الانقلابية ونهايته 👇

بدأ ناظم كزار بتدبير إنقلاب داخل حكم البعث في يوم (٣٠ حزيران ١٩٧٣) بعدما بات يشعر بالقلق من صعود صدام السياسي والأمني المفاجئ، ومحاولته الهيمنة والإستفراد بمقاليد السلطة خصوصاً بعد سيطرة التكارتة على أمور الحزب ومقدرات الدولة، وإن الرئيس أحمد حسن البكر كان أضعف من الوقوف بوجه طموحات صدام المتنامية ولكون صدام كان يطلق على كزار انتقاصا مِنْهُ لقب (ال شروگي) ! لذا قرر كزار القيام بأنقلاب ليتسلم هو مقاليد الامور وقد استغل كزار سفر الرئيس البكر إلى بولونيا وبلغاريا، وكان من المقرر أن يعود إلى البلاد في يوم السبت 30 حزيران 1973، لكن طائرته تأخرت لمدة ثلاث ساعات عن موعدها المحدد، وتبين في ما بعد أن تأخر طائرة البكر كان بسبب استمرار المباحثات بين الرئيس العراقي والرئيس البولوني، كما حدث تأخير آخر في مصيف فارنا البلغاري، حيث توقفت طائرة البكر للتزود بالوقود، ولان الحكومة البلغارية نظمت للبكر عند وصوله إلى المصيف استقبالا رسمياً حضره نيابة عن الرئيس البلغاري جيفكوف، نائب رئيس وزراء بلغاريا تسولوف. ويبدو أن تسولوف أصر على أن يزور البكر المصيف والتجول في المدينة، ثم حضور حفل استقبال قصير في الفندق الرئيس في تلك المدينة !

وصلت طائرة البكر إلى مطار بغداد الدولي عند الساعة السابعة والدقيقة الخمسين، وجرى استقبال رسمي له حضره اركان النظام والوزراء، وسلم البكر عليهم فرداً فرداً، ثم توجه مع نائبه صدام حسين إلى سيارة كانت تنتظره على مدرج المطار، حيث اقلتهما وغادرا المطار معاً!

كان ناظم كزار يراقب ما يحدث في المطار من خلال شاشة التلفاز، غير ان تأخر طائرة البكر، وانتقال التلفاز إلى بث وقائع تخرج طلبة جامعة بغداد في ملعب الكشافة مما اثار الشكوك لدى كزار وجماعته بأن محاولتهم قد تم كشفها فحاول الفرار مع مجموعة معه باتجاه الحدود الإيرانية عن طريق منفذ زرباطية واخذ معه كرهائن كلاً من وزير الدفاع الفريق حماد شهاب ووزير الداخلية اللواء الركن سعدون غيدان اثناء الطريق ما بين الكوت ومنفذ زرباطية تصدت طائات مروحية لموكب كزار وحاولت اعاقته واثناء ذلك حاول وزير الدفاع حماد شهاب التملص أو الهرب من وثاقه لكنه لم يفلح عندما أطلق عليه الرصاص من جهة مجهولة أما وزير الداخلية سعدون غيدان الذي حاول الهرب بعد فك وثاقه فقد أصيب بإطلاقات في كتفه وظل هامدا على الأرض ،فاعتقد كزار انه لقي حتفه !!

لم يستطع كزار مقاومة سلاح المروحيات الكثيف ،وتم تطويق كزار وجماعته ،وقد جرح كزار قبل اعتقالهم ،ونقلت الطائرات كزار وجماعته إلى قصر النهاية ،حيث تجمع حوله عدد من قيادة البعث منهم : عزة الدوري ،وطه الجزراوي ،ونعيم حداد ،وغانم عبد الجليل ،ومحمد محجوب ..

في البداية بصق طه الجزراوي في وجه كزار ،ورفسه على صدره ،وانهال أعضاء القيادة بضرب كزار بأقدامهم ،وهو ملقى على الأرض وينزف بشدة ،فتح كزار عينيه ،وقال لهم : (تعرفون من أنا وبالعامية ( هاي تاليتهة ).وتعرفون جهودي في حماية الحزب والثورة ،وتعرفون صلتي الوثيقة ب صدام ،وأنا لم اخطأ ولم أخن) ..وقبلً أن يواصل كلامه هجم عليه سعدون شاكر وبرزان التكريتي يضربانه على وجهه ورأسه بإقدامهما ويحاولان إسكاته وتم كي جسده بالمكواة الكهربائية وتقطيع بطيء للحم جسده بالسكاكين الى إن خيلَ للجميع إن كزار لفظ أنفاسه الأخيرة لكنه فجأة فتح عينيه وقال : عرفتُ كل شيء عن صدام إلا شيئاً واحداً وهو الجهة التي تقف وراءه ! ولفظ أنفاسه الأخيرة وذلك يوم 2 تموز من عام 1973 وبذلك طويت صفحة رجل ولغ كثيراً في دماء العراقيين !وهكذا شرب كزار من نفس الكأس التي كان يسقي بها المعتقلين السياسيين فعذب بأسوأ واشد أنواع التعذيب تم تسليم جثته لاسرته ودفن في مقبرة وادي السلام في النجف ولحق بهِ أبوه الذي توفي بعده بفترة ليست بالطويلة !

اما قصر الرحاب (قصر النهاية) فقد تم هدمه نهاية عام 1973 ودعيت الصحافة والتلفاز لزيارة الأنقاض والكتابة وتسجيل وتصوير الافلام التلفازية والسينمائية التي توثق الحدث وتثبت اجراء الغائه والتركيز على ذكريات بعض المعتقلين على جدرانه !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك