التقارير

متى يتعظ الواهمون ؟!.

2578 2018-07-11

حميد الموسوي

أخيرا فشل مؤتمر اسطنبول - الذي عقد في الاسبوع الماضي حسب رغبة بعض الافراد من الاحزاب السنية- وعاد الاخوة المتشاكسون خائبين واكثر تنافرا!. كان احد المصرين على عقده في تركيا اول المنشقين؛ اذ اعلن في اليوم الثاني براءته وعدم التزامه بكل ما يترشح عن المؤتمر من قرارات ثم وصف اعضاء المؤتمر باوصاف غير مهذبة؛ وهذا الشخص متطرف بطائفيته وفي الرابط شهادة من احد اعضاء المؤتمر بحقه .
فشل مؤتمر اسطنبول تموز 2018 كما فشل قبله مؤتمر اسطنبول اذار 2017 وكما فشلت مؤتمرات باريس والاردن والدوحة وغيرها لنفس الجهة مع تغيير في بعض الوجوه !. ومع كل اعلان عن نية عقد مؤتمر في خارج العراق كنا – ومعنا الكثيرون - ننادي الاشقاء : ان الحلول في الداخل وليست على طاولات المغرضين اصحاب المطامع والمصالح الخاصة ؛ ولكن دون جدوى .
لا يختلف اثنان - من داخل العراق وخارجه- على ان التدخلات الاقليمية والدولية بكل اشكالها تمثل السبب الرئيس فيما حصل ويحصل من اضطراب وتدهور وفساد وعدم استقرار سياسي وامني واقتصادي على الساحة العراقية منذ سقوط الصنم والى يومنا هذا. والتصريحات المعلنة على لسان الامين العام للجامعة العربية الحالي والسابق وقولهما بالحرف الواحد "هناك قوى اقليمية لا تريد نجاح العملية السياسية في العراق وتسعى الى زعزعة استقراره وتعمل على اضطراب الاوضاع في العراق" خير دليل وشاهد، ناهيك عن تحذيرات الامين العام للامم المتحدة وجميع مسؤولي المنظمات والهيئات الدولية من خطورة هذه التدخلات ودورها في اشاعة الفوضى والخراب والدمار في العراق، فضلا عن اعتراف المجرمين الذين يلقى القبض عليهم متلبسين باعمال التخريب والتفخيخ والقتل بان مخابرات الدولة الفلانية تجندهم وان الجهة الفلانية تدربهم وتسلحهم وان الجانب الفلاني يقدم لهم المال والسلاح والدعم اللوجستي، وأول من شخّص وضبط هذه التدخلات الجانب الامريكي لكنه غض النظر عن بعضها وسكت عن البعض الاخر وعالج بعضها بضعف مقصود لتمرير اهداف معروفة.
لا شك ولا ريب ان لكل طرف من هذه الاطراف مصلحته في هذا التدخل، ولكل جهة اهدافها، وجميع هذه الجهات والاطراف لا يعنيها خراب العراق وذبح شعبه بل تسعى جاهدة لذلك وتبذل المليارات في سبيل اسقاط العملية الديمقراطية في العراق طالما كان في هذه التجربة شيئا من خطورة انتقال عدواها الى شعوبهم وتهديد عروشهم وكراسيهم. فاذا كان لاعداء العراق اهدافهم واغراضهم، واذا كان لدول الجوار مصالحهم ومطامعهم واذا كان أولاء واولئك لا يعنيهم خراب العراق وابادة شعبه بل قد يسعدهم ويفرحهم؛ فما بال بعض ابنائه يهيئون الاسباب لتلك التدخلات ويفتحون الابواب المشرعة لدخول الارهاب بكل اشكاله المعلنة والمخفية؟!.
وما عذر من يستعينون بالاجانب ويستعدونهم على وطنهم وشعبهم ؟!.
واذا كان بعض هؤلاء التوابع يلتقون بالجهات الخارجية وربما المعادية في الخفاء ويستعينون باموالها وضغوطاتها تحت جنح الظلام ومن خلال وسطاء، فقد تطور الامر وبلغت الجرأة بهم في الآونة الاخيرة ان يرفعوا عقيرتهم بالشكوى ويستعينوا بالاجانب بغض النظر عن جنسياتهم ويستعدوهم على تجربتهم وشعبهم ووطنهم جهارا نهارا بمجرد تضرر جانب من مصالحهم او تقاطع القوانين مع اطماعهم. كان الأولى والأجدى بأي عراقي - وبعد ان لمس ورأى الخراب الذي احدثته التدخلات الاقليمية بشكل خاص والاجنبية بشكل عام- ان لا يفكر في اللجوء الى تلك الجهات مهما كان نوع المشكلة وكبر حجم الاضرار؛ فالذين استعانوا بالاجنبي طلبا لمنافع شخصية وفئوية اساؤوا الى انفسهم قبل ان يسيؤوا الى اوطانهم وشعوبهم، فقد كانوا بالامس القريب يكيلون الشتائم والتخوين الى الاخرين ويتهمونهم زورا ويهتانا بالعمالة للاجنبي ويرمونهم بالتعاون مع اطراف اقليمية وتنفيذ اجندتها. وبذلك كشفوا عن مطامع واغراض شخصية لا تمت للوطنية بصلة ولا تهمها مصلحة العراق ومستقبل اجياله وعلى رأي المثل العربي:
(رمتني بدائها وانسلّت). 
ان مرور خمسة عشر عاما على التجربة الديمقراطية العراقية فترة كافية لفرز الغث من السمين وكشف المخلصين الحريصين على انجاح العملية السياسية واستقرار العراق وتشخيص النفعيين والوصوليين والانتهازيين والمندسين، كما انها فرصة طويلة امام العراقيين اكسبتهم الوعي السياسي والثقافة الديمقراطية فصار من السهل عليهم معرفة ما يراد بهم كما قويت عندهم الارادة لعزل العابثين بمقدرات العراق الساعين لافشال تجربته الجديدة؛ وهي فرصة لدعم واسناد كل صوت وطني مخلص هدفه بناء العراق الديمقراطي الجديد وخدمة شعبه المحروم.
كم تمنى العراقيون ان توصد الابواب بوجه التدخلات والمشاريع المشبوهه والاجندة الطارئة والوافدة ايا كانت جهاتها ومصادرها؟.
نقولها بثقة:
لا خير في من يعين الآخرين على اختراق بيته وايذاء اهله. وان من عجز عن ايجاد الحلول عند ابناء وطنه اورفض قبولها منهم لا يجدها في حقائب الاعداء والمغرضين وسيزداد خسارة وخذلانا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك