أوردت وكالة "فرانس برس" تقريراً اعتبرت فيه أنَّ تصرفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتهورة وحليفه الطائش محمد بن سلمان توسع نفوذ ايران في المنطقة وتعزز موقفها امام العالم.
ويطمح ترامب للتوصل إلى إقرار سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مراهناً على حليف أساسي له هو المملكة العربية السعودية، إلا أنّ التقرير رأى أنّ انعطافته (ترامب) بشأن القدس تهدِّد جهود مستشاره جاريد كوشنر قبل أن تسنح للأخير فرصة كشف نواياه.
وتنقل "فرانس برس" عن إيلان غولدنبرغ من "المركز لأجل أمن أميركي جديد" للبحوث قوله إنَّ "ترامب يقوِّض جهوده الخاصة للسلام"، موضحاً أنَّ "هذا القرار سيؤدِّي في أفضل السيناريوهات إلى نسف الوساطة الأميركية في أوج تحليقها"، و"في أسوأ السيناريوهات سيترافق مع تظاهرات معمّمة وأعمال شغب كبرى".
إلّا أنّه أكّد ثقته في أنّه "لا إسرائيل ولا وسطاء البيت الأبيض كانوا يطالبون بانقلابة مماثلة في المرحلة الراهنة".
فترامب الذي يواصل الإشادة بكفاءاته كمفاوض يؤكّد كذلك عزمه على إنعاش عملية السلام المتهالكة وحتى التوصل إلى إبرام "الاتفاق النّهائي". وللنجاح حيثما فشل جميع أسلافه شكل فريقاً صغيراً حول صهره جاريد كوشنر الذي يعمل بعيداً عن الأضواء منذ أشهر.
وكان ترامب أكّد "التزامه القوي التوسط من أجل سلام دائم"، مشدداً على أنّ الوضع النهائي للقدس رهن بالمفاوضات مع الفلسطينيين الذين يطالبون بشرق المدينة عاصمة للدولة التي يطمحون إليها.
لكن هذا لا يكفي، بحسب ما نقلت "فرانس برس"، عن دبلوماسيين ومراقبين في واشنطن سبق أن أبدوا التشكيك في فرص نجاح إدارة ترامب. فبعد الآن باتت أغلبية هؤلاء ترى أنّ فرصها في النجاح معدومة.
واعتبر غولدنبرغ أنّه كان أجدى بالرئيس الأميركي إعلان قراره "في إطار اقتراح للسلام الشامل"، مؤكّداً أنّه أخطأ في الظنّ أنّ الصدمة يمكن تخفيفها بدعمه بالحدّ الأدنى لحلّ "الدولتين" القاضي بتعايش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب.
وأوضح مصدر دبلوماسي من جهة أخرى أنّ "خطة السلام هذه لن تطرح على الطاولة قبل مطلع 2018 على أفضل تقدير".
وينقل التقرير عن اليوت ابراهامز من "مجلس العلاقات الخارجية" إشارته إلى "تغيير في النبرة بين حليفتي واشنطن (السعودية وإسرائيل) رغم عدم حصول أيّ تغيير رسمي حتى الآن".
والسبب بحسب دبلوماسي مقرّب من الملف وجود "تحركات تكتونية" في هذا "الشرق الأوسط الجديد" حيث يجب على أيّ تقارب أن "يبقى خلف الكواليس لأنّ كلّ ما سيقال علناً سيستخدم ضدّ إسرائيل أو السعودية".
ويرى التقرير أنّ الأميركيين واثقون من أنّ صعود ولي العهد السعودي النافذ يشكل منعطفاً، لكن الملك سلمان بن عبد العزيز نفسه حذّر ترامب بشأن القدس مندداً بـ"خطوة خطيرة تستفز مشاعر المسلمين كافة حول العالم".
ويبقى السؤال: هل جازفت الولايات المتحدة إذاً بخسارة رصيدها الرئيسي؟ أجاب ابراهامز قائلاً إنّ "على الحكومات العربية التعبير عن مخاوفها أمام الرأي العام لديها".
في المقابل، وفي حال اعتبرت الإدانات العربية "منافقة"، فستطرح "طهران نفسها مجدّداً بصورة الحامل الفعلي للقضية الفلسطينية"، على ما قالت بربارة سلافين من مجموعة "مجلس الأطلسي" للبحوث التي أضافت: "كلّ هذا سيعزز موقف إيران".
https://telegram.me/buratha