التقارير

جيوسياسيا الموقف: إيران ـ العراق ـ حزب الله ـ سوريا والقضية الفلسطينية

1950 2017-07-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم يستطع العرب تفهم أو فهم الدوافع الكامنة وراء موقف محور الممانعة الإيراني ـ العراقي مما يحصل ضد سوريا وحزب الله في لبنان..ليس لإنهم لم يقرأوا تلك الدوافع جيدا، لكن لأنهم لم يقرأوا الخارطة الجيوسياسية جيدا.. قراءة الخرائط الجيوسياسية عادة ما توفر مدارك مهمة تعين السياسي على صناعة موقف..

والسياسة العربية ليست من هذا النوع، فهي سياسة ترتبط بالزعامات لا بالشعوب، وهم غير مدركين أو على الأقل لا يرغبون إدراك حقيقة الترابط العقيدي بين أطراف الخارطة التي نعنيها..

إن قراءة وتقييم الحدث السوري يجب أن تتم من خلال قراءة خارطة المؤامرة الخارجية التي تنفذ بزخم عال ضد سوريا لإسقاط نظامها لأسباب معلومة، ترتبط أساسا بمحور الممانعة كمدخل للوصول إلى إيران التي تقض مضجع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة .سيما وأن الانتصار للقضية الفلسطينية، ودعم مقاومتها المسلحة، بمثابة الترمومتر الذي نقيس به مواقف الحكام و الشعوب. وفي هذا الصدد فأن الموقف السوري الإيراني وحزب الله، والموقف الشعبي العراقي، المصاحب بموقف رسمي مقنن تفرضه إعتبارات معلومة، كانت دوما وبثبات مواقف أكث جرأة من غيرها في التعامل مع قصية الحق العربي في فلسطين..

ولذا فإن الموقف المبدئي لأطراف الممانعة ذاتها من قضية الحرب التي يشنها الإرهاب العربي المتأسلم كوكيل عن الصهيونية العالمية، ينطلق من ذات الإعتبارت من القضية الفلسطينية..

فالذي عملت عليه الصهيونية طويلا هو أن تخرج الصراع العربي معها من دائرتها الى دائرة أخرى، اي أن توجه العرب وجهة أخرى في صراعهم معها، بأن تحول الصراع العربي الأسرائيلي الى صراع مع آخر..

وصادف أن يجد هذا التوجيه والتوجه أرضية صالحة في البيئة العربية التخاذلية التي ما فتئت تبحث عن أعذار وتبريرات لهزائمها المتكررة في الحروب الخاطفة التي خاضتها مع أسرائيل، والتي لو راجعنا التاريخ ومعطياته جيدا، لوجدنا أنها حروب "مرتبة" معروفة النتيجة سلفا..واستطاعت الصهيونية بمكرها وأدواتها العربية أن تخترع عدوا للعرب غيرها، وكان هذا العدو الأفتراضي هو إيران ما بعد الشاه.

 فالشاه كان حليفا للصهيونية، وإيران كانت أكبر دولة إسلامية أعترفت باسرائيل كدولة وككيان ومعها تركيا التي مازالت تحتفظ بسفارة كبيرة في تل أبيب، خلافا لما يروج له رئيس الوزراء التركي الأسلامي جدا..! بسقوط الشاه نشأ وضع جديد، فإيران الإسلام كنست الصهيونية وأذنابها من طهران، واعلنت بل وعملت على أن هدف تحقيق العدالة التي بني عليها نظامها، لا يتحقق إلا بأزالة الظلم ومسبباته من المنطقة، ووجدت أن أول مسببات الظلم وإمالة ميزان العدل نحو كفة الباطل، يتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب..

في الوضع الجديد وضعت الأنظمة الراديكالية في المنطقة العربية في إختبار لم تنجح به، وفشلت في أن تعبر عن عروبتها، في الوضع الجديد بدت الصورة وكأن جمهورية إيران الأسلامية أكثر عروبة من كثير من العرب في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وطبعا يقف ذات الموقف المحور الجيوسياسي الذي أشرنا اليه في بداية مقاربتنا هذه... وهو توصيف ليس غريب أذا نحينا العصبيات جانبا ونظرنا الى البعد الأسلامي . في الصراع مع أسرائيل فاتت على الكثيرين نقطة مهمة جدا، هي أن أسرائيل لم تقم على أساس قومي، فاليهود ليسوا قومية بمعنى القومية الأكاديمي، هم دين منغلق على نفسه، ومن المفترض أن يتم مقارعة الصهيونية بنفس أدواتها، القومية ليست أداة صالحة للصراع مع أسرائيل، وما دام العرب يقدمون الأنتماء القومي على الأنتماء الديني والعقائدي لن يفلحوا في صراعهم مع أسرائيل، بل أن الصراع غير قائم أساسا لأختلاف المنطلقات.. عصر القوميات أنتهى من العالم، وأسرائيل لن تخسر حربا مع دعاة القومية قطعا،

إسرائيل ستخسرها مع المسلمين وليس غيرهم، وفيما يبدو فإن المحور الذي نحن بصدده هو الذي تبقى للإسلام، أما غيره فقد نزعوا جلودهم وظهروا على حقيقتهم.....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك