التقارير

جيوسياسيا الموقف: إيران ـ العراق ـ حزب الله ـ سوريا والقضية الفلسطينية

1678 2017-07-07

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لم يستطع العرب تفهم أو فهم الدوافع الكامنة وراء موقف محور الممانعة الإيراني ـ العراقي مما يحصل ضد سوريا وحزب الله في لبنان..ليس لإنهم لم يقرأوا تلك الدوافع جيدا، لكن لأنهم لم يقرأوا الخارطة الجيوسياسية جيدا.. قراءة الخرائط الجيوسياسية عادة ما توفر مدارك مهمة تعين السياسي على صناعة موقف..

والسياسة العربية ليست من هذا النوع، فهي سياسة ترتبط بالزعامات لا بالشعوب، وهم غير مدركين أو على الأقل لا يرغبون إدراك حقيقة الترابط العقيدي بين أطراف الخارطة التي نعنيها..

إن قراءة وتقييم الحدث السوري يجب أن تتم من خلال قراءة خارطة المؤامرة الخارجية التي تنفذ بزخم عال ضد سوريا لإسقاط نظامها لأسباب معلومة، ترتبط أساسا بمحور الممانعة كمدخل للوصول إلى إيران التي تقض مضجع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة .سيما وأن الانتصار للقضية الفلسطينية، ودعم مقاومتها المسلحة، بمثابة الترمومتر الذي نقيس به مواقف الحكام و الشعوب. وفي هذا الصدد فأن الموقف السوري الإيراني وحزب الله، والموقف الشعبي العراقي، المصاحب بموقف رسمي مقنن تفرضه إعتبارات معلومة، كانت دوما وبثبات مواقف أكث جرأة من غيرها في التعامل مع قصية الحق العربي في فلسطين..

ولذا فإن الموقف المبدئي لأطراف الممانعة ذاتها من قضية الحرب التي يشنها الإرهاب العربي المتأسلم كوكيل عن الصهيونية العالمية، ينطلق من ذات الإعتبارت من القضية الفلسطينية..

فالذي عملت عليه الصهيونية طويلا هو أن تخرج الصراع العربي معها من دائرتها الى دائرة أخرى، اي أن توجه العرب وجهة أخرى في صراعهم معها، بأن تحول الصراع العربي الأسرائيلي الى صراع مع آخر..

وصادف أن يجد هذا التوجيه والتوجه أرضية صالحة في البيئة العربية التخاذلية التي ما فتئت تبحث عن أعذار وتبريرات لهزائمها المتكررة في الحروب الخاطفة التي خاضتها مع أسرائيل، والتي لو راجعنا التاريخ ومعطياته جيدا، لوجدنا أنها حروب "مرتبة" معروفة النتيجة سلفا..واستطاعت الصهيونية بمكرها وأدواتها العربية أن تخترع عدوا للعرب غيرها، وكان هذا العدو الأفتراضي هو إيران ما بعد الشاه.

 فالشاه كان حليفا للصهيونية، وإيران كانت أكبر دولة إسلامية أعترفت باسرائيل كدولة وككيان ومعها تركيا التي مازالت تحتفظ بسفارة كبيرة في تل أبيب، خلافا لما يروج له رئيس الوزراء التركي الأسلامي جدا..! بسقوط الشاه نشأ وضع جديد، فإيران الإسلام كنست الصهيونية وأذنابها من طهران، واعلنت بل وعملت على أن هدف تحقيق العدالة التي بني عليها نظامها، لا يتحقق إلا بأزالة الظلم ومسبباته من المنطقة، ووجدت أن أول مسببات الظلم وإمالة ميزان العدل نحو كفة الباطل، يتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب..

في الوضع الجديد وضعت الأنظمة الراديكالية في المنطقة العربية في إختبار لم تنجح به، وفشلت في أن تعبر عن عروبتها، في الوضع الجديد بدت الصورة وكأن جمهورية إيران الأسلامية أكثر عروبة من كثير من العرب في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وطبعا يقف ذات الموقف المحور الجيوسياسي الذي أشرنا اليه في بداية مقاربتنا هذه... وهو توصيف ليس غريب أذا نحينا العصبيات جانبا ونظرنا الى البعد الأسلامي . في الصراع مع أسرائيل فاتت على الكثيرين نقطة مهمة جدا، هي أن أسرائيل لم تقم على أساس قومي، فاليهود ليسوا قومية بمعنى القومية الأكاديمي، هم دين منغلق على نفسه، ومن المفترض أن يتم مقارعة الصهيونية بنفس أدواتها، القومية ليست أداة صالحة للصراع مع أسرائيل، وما دام العرب يقدمون الأنتماء القومي على الأنتماء الديني والعقائدي لن يفلحوا في صراعهم مع أسرائيل، بل أن الصراع غير قائم أساسا لأختلاف المنطلقات.. عصر القوميات أنتهى من العالم، وأسرائيل لن تخسر حربا مع دعاة القومية قطعا،

إسرائيل ستخسرها مع المسلمين وليس غيرهم، وفيما يبدو فإن المحور الذي نحن بصدده هو الذي تبقى للإسلام، أما غيره فقد نزعوا جلودهم وظهروا على حقيقتهم.....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك