يحتفل الشعب الايراني كل عام بذكرى عودة الامام الخميني (رض) بعد 14 عاما قضاها في المنفى بتركيا والعراق وفرنسا (معظمها في النجف الاشرف) وبدء ايام عشرة الفجر التي انتهت بالاعلان عن انهيار النظام الملكي البائد في 11 شباط/فبراير 1979.
وسميت هذه الأيام ب"عشرة الفجر" حيث تشكل صفحة جديدة في تاريخ إيران وتشير بدايتها الى عودة الامام روح الله الخميني قائد الثورة الإسلامية ومفجرها الكبير من منفاه الى أرض الوطن وانتهت بانتصار الثورة والاعلان الرسمي عن انهيار النظام الملكي البائد.
وفي الأول من شباط/ فبراير 1979 عاد الامام الخميني (رض) إلى طهران من فرنسا بعد فرار آخر ملك في ايران محمد رضا بهلوي واحتفالا بعودته الظافرة توجّه نحو خمسة ملايين ايراني من سكان العاصمة طهران والمدن الايرانية الاخرى إلى مطار مهرآباد الدولي في غرب طهران لاستقبال الامام الخميني (رض) الذي عدّ بأنه الاضخم في التاريخ.
ورافق الامام الخميني (رض)، على متن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الفرنسية من طراز بوينغ 747، بعض أنصاره بالاضافة الى عدد كبير من الصحفيين، ورغم إغلاق السلطات التابعة للنظام الملكي الذي كان مايزال قائما مدرج المطار ماأدى الى تأجيل الرحلة لعدة مرات واطلاق التهديدات بإسقاطها ونصيحة المقربين بتأجيل عودته حتى إزالة المخاطر الاحتمالية الا ان الامام أصر على العودة، مؤكدا ضرورة الاسراع في انضمامه الى صفوف الشعب حتى إسقاط النظام، وهكذا تمّ له ماأراد وعاد بسلام وفشلت المؤامرة.
وفي الطائرة، ورغم القلق الذي كان يشعر به الكثير من ركابها من احتمال استهدافها من قبل قوات النظام الملكي، الا ان الإمام الخميني (رض) بدت عليه علامات الاطمئنان والسكينة حيث كان مبتسما وهادئا طيلة الرحلة ونهض لاداء الصلاة في الطائرة.
وبعد وصوله الى ارض المطار كانت لجنة الاستقبال التي شكلها أنصاره قد أعدت مراسم حافلة بدأت بكلمة ترحيبية ثم قرأ مجموعة من الشبان نشيدا يشيد بشخصية الامام الفريدة وقيادته الحازمة للثورة في مواجهة النظام الملكي فيما كانت صالة المطار مكتظة بالمستقبلين، ومن ثم خرج الامام الخميني من طهران لتحية الجماهير المليونية التي كانت بانتظاره اذ احتشدت منذ أيام في الشوارع والطرقات المؤدية الى ارض المطار.
وتوجّه الامام الخميني إلى مقبرة جنة الزهراء وألقى كلمة تاريخية ماتزال اصداءها حاضرة في ذاكرة الشعب واصبحت الكثير من عباراتها تجري مجرى الامثال على السنة الناس، ومن أبرز ماقاله انه سيوجه الصفعة الاخيرة للحكومة غير الشرعية وانه سيشكل حكومة ثورية بتأييد وتفويض من الشعب، داعيا الى مواصلة الانتفاضة والثورة حتى القضاء النهائي على النظام الملكي العميل للغرب وتشكيل حكومة تعتمد الاسلام.
وبعد عشرة أيام على عودته الظافرة وفي 11 شباط/ فبراير سيطر الثوار وانصار الامام الخميني على مؤسسة الاذاعة والتلفزيون في طهران ، آخر معقل للنظام الملكي البائد ،وأعلنوا انهيار النظام والانتصار النهائي للثورة الاسلامية.
واحتفالا بالمناسبة تقام في هذا اليوم من كل عام مراسم عند مرقده الطاهر يحضرها كبار المسؤولين وحشود غفيرة من المواطنين تخليدا لجهاد مفجر الثورة وقائدها الكبير الامام الخميني (رض).
..................
وكالة فارس
https://telegram.me/buratha