قبل عام من الان ، وبالتحديد في يوم 13 كانون الاول / ديسمبر 2015 ، ارتكب الجيش النيجيري مجزرة مروعة ضد اتباع اهل البيت عليهم السلام ، في مدينة زاريا التابعة لولاية كادونا شمال نيجيريا ، قُتل فيها اكثر من 350 شخصا وجرح اضعاف هذا العدد ، تحت ذريعة تضحك الثكلى ، وهي محاولة اتباع اهل البيت عليهم السلام ، اغتيال قائد الجيش النيجيري الذي صادف ان مر بالمنطقة التي كان اتباع اهل البيت يستعدون للاحتفال بالمولد النبوي الشريف!.
ولم يكتف الجيش النيجيري بقتل اتباع اهل البيت عليهم السلام ، المسالمين العزل ، بل اعتدى على مؤسس الحركة الاسلامية العلامة الشيخ إبراهيم الزكزاكي ، الذي اصيب بجروح بليغة واعتقلته هو وزوجته ، كما قتل الجيش اثنين من ابنائه ،وهدم منزله و حسينية “بقية الله ” ودمرهما بالكامل.
كما تم حظر الحركة الاسلامية ، وأعلنت حكومة ولاية كادونا أن أي شخص يدان بانتمائه الى الحركة قد يُحكم عليه بالسجن 7 سنوات أو بالغرامة أو بالعقوبتين معا.
حينها جندت الوهابية كل امكانياتها ونفوذها المادي والاعلامي لشن حرب نفسية وتحريضية على اتباع اهل البيت عليهم السلام ، متهمة اياهم ب”محاولة اغتيال قائد الجيش النيجيري” ، و “حصول تمرد شيعي” ، و”تاسيس دولة داخل دولة” ، و” تهديد الامن العام” ، و “حمل السلاح في وجه الجيش ” ، واعلنت عدد من الدول الخليجية عن دعمها وتاييدها ووقوفها الى جانب الجيش النيجيري في المجزرة التي ارتكبها ضد اتباع اهل البيت ، فيما لم تحصل نيجيريا عن اي دعم من هذه الدول وهي تتعرض يوميا لهجمات من جماعة “بوكوحرام” الوهابية التي تستهدف الجنود وطالبات المدارس والمدنيين العزل!!.
الان وبعد عام على المجزرة ،اصدرت محكمة في ابوجا ، يوم الجمعة 2 كانون الثاني / ديسمبر ، حكما بالإفراج الفوري عن العلامة الزكزاكي ، وتغريم الأجهزة الأمنية 25 مليون نايرا (74 الف يورو) تعويضا لأسرته عن الاعتقال غير القانوني ، وتوفير منزل له بدلا من منزله الذي دمرته الجرافات.
كما رفض قاضي المحكمة جابريل كولافولا ادعاءات ومزاعم الأجهزة الأمنية حول التهم الموجهة الى العلامة الزكزاكي ، مثل التخطيط لاغتيال قائد الجيش او حمل اتباع اهل البيت للسلاح ، وقال :”لم ترد أية تقارير أو شكاوى من أن الشيخ الزكزاكي يشكل ضررا للمنطقة التي يعيش فيها”.
وحذر القاضي بشأن حالة الشيخ الزكزاكي الصحية وقال : “إنه في حالة وفاته ، فإن من الممكن أن يتسبب ذلك في إيجاد توتر في البلاد، وأن يقتل العديد ممن لا ذنب لهم”.
رغم ان تلميح القاضي الى الحالة الصحية للشيخ الزكزاكي ، دليل قاطع على ان الاخبار التي تواردت عن تدهور الحالة الصحية للشيخ كانت صحيحة ، ويبدو ان الشيخ يعاني فعلا من وضع صحي متدهور ، بسبب الاصابات البليغة التي تعرض لها عند اعتقاله ، وتعرضه للتعذيب ، الا ان حكم المحكمة نزل على رؤوس رموز الوهابية والجماعات التي تعمل باجندات صهيونية في نيجيريا ، كالصاعقة ، فهو قد فضح كذب ودجل الوهابية والصهيونية ، اللتان حاولتا تشويه صورة الحركة الاسلامية والعلامة الزكزاكي واتباع اهل البيت عليهم السلام ، كما جاء انتصارا للدماء التي اريقت ظلما وعدوانا في “كربلاء نيجيريا” ، حيث انتصر الدم على السيف مرة اخرى.
*ماجد حاتمي
https://telegram.me/buratha