التقارير

مواليد للاجئين بلا شهادة ميلاد ولا تأمين طبي في ألمانيا

1235 2016-09-21

 أعداد كبيرة من اللاجئين، لاسيما منهم من السورين والعراقيين، أتوا إلى ألمانيا لاعتبارات مختلفة من دون وثائق رسمية. أغلبهم فقدوا وثائقهم وشهاداتهم العلمية أثناء مغامراتهم الأليمة عبر البحر الأبيض المتوسط. هذا ما أثر سلبا على مواليدهم الجديدة في المهجر الألماني. كُثُرٌ هُم من لم يحصلوا على شهادة ميلاد وبالتالي لم يتمتعوا بحقوقهم المدنية ويعيشون على هامش المجتمع الألماني. تقدر الدوائر الرسمية البرلينية عدد هؤلاء بحوالي 400 رضيع يعودون إلى عائلات لاجئة. لا عناية طبية ولا مساعدة مالية من دون شهادة ميلاد “أنا مستاء جدا من الإدارة الألمانية ومن تصرفاتها معنا”. كانت هذه الكلمات الأولى التي تفوه بها السيد أحمد حينما التقته DW عربية في أحد المقاهي العربية التي يزورها في حي فيلمرسدورف البرليني. أحمد لاجئ سوري جاء بواسطة البحر مع عائلته -التي تتكون من أم وأربعة أطفال- إلى ألمانيا السنة المنقضية، وكالعديد من أبناء جلدته فرَّ هو الآخر من جحيم الحرب في موطنه من أجل حياة آمنة وأفضل في الغربة الألمانية. “رزقنا الله قبل حوالي ثلاثة أشهر هنا في ألمانيا اِبناً سميناه نبيل، بالرغم من ولادته في مستشفى برليني إلا أن الإدارة الألمانية لم تقبل منحه شهادة ميلاد، صحيح أني لا املك أي إثبات قانوني يؤكد أبوتي لابني الذي هو من صلبي، لكننا بحاجة ماسة للتسجيل حتى يتمتع بحقوقه ككل طفل هنا في ألمانيا”. الأب الحلبي الأصل يقص قصته لـ DW عربية مداعباً بأنامله الخشنة كأس الشاي على الطاولة، ملقياً بنظراته وكأنه يترجى المساعدة. إن الإشكالية، كما قال لنا رب العائلة السوري في حديثه، يتمثل في عدم امتلاك أفراد العائلة إلى هويات أو وثائق رسمية من سوريا أو من ألمانيا، فالعائلة لم يتم تسجيلها بعد في إدارات التسجيل المعنية. ولهذا السبب رفضت البلدية البرلينية منحه شهادة ميلاد ابنه الرضيع الجديد. نفس الإشكالية يعيشها أيضا صديقه وابن وطنه أيمن البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين ربيعا. أيمن يعيش هو الآخر في برلين بصحبة عائلته التي تتكون من زوجة وثلاثة أطفال، تتراوح أعمار أطفاله بين الشهرين وعشر سنوات. مسقط رأس الأطفال الثلاثة الأوائل مدينة دير الزور السورية، على عكس المولود البرليني الجديد الذي اختاروا له اسم طارق وولد هو الآخر في إحدى مستشفيات الحاضرة برلين. هذا ما علمناه من رب العائلة أيمن. استمر هذا الأخير يقص قصته مع البلدية المعنية التي رفضت تسليمه شهادة ميلاد مولوده الجديد. بينما كان الأب السوري يقص معضلته كان يدخن النرجيلة التي طغى على دخانها طعم البطيخ. وكان بين الفينة والأخرى يحرك الجمرات ذات اليمين وذات اليسار. ثم واصل يقول: “بالرغم من أن ابني طارق ولد في مستشفى بطريقة قانونية إلا أننا لم نتسلم أية وثيقة تثبت وجوده في هذا العالم. لقد تحولت لمرات عديدة برفقة أصدقاء يتقنون الألمانية إلى مبنى البلدية، إلا أن الموظفة كانت ترفض دوما مدنا بشهادة الميلاد والسبب كما قالت عدم امتلاكنا لوثائق سورية أو غيرها تترجم وجودنا في هذا العالم”. أيمن على غرار صديقه أحمد وكثير من اللاجئين سواء كانوا عرباً أو أفارقة أو أفغاناً، فقدوا شهاداتهم العلمية ودفاتر الميلاد العائلية وكل ما يثبت مواطنتهم في بلدانهم أثناء مغامراتهم في عرض البحر الأبيض المتوسط، حينما غادروا أوطانهم. وحول الأهمية التي تضطلع بها الأوراق الرسمية لدى أيمن، الأب النحيف الجسم: “جمعت كل ما نملكه من شهادات علمية ووثائق مدنية وكل ما هو ثمين في محفظة. وأثناء مغامرتنا بحرا في قارب مطاطي فقدنا كل ما كان بحوزتنا، وكانت المحفظة البنية من أهم الأشياء التي فقدناها حينما انقلب القارب المطاطي في عرض البحر ونحن في طريقنا من تركيا إلى اليونان”. “عليك أن تثبت للإدارة الألمانية أنك والد الرضيع وأنك حي ترزق “ وللاستفسار أكثر حول هذا الموضوع ذهبت DW عربية إلى إدارة مستشفى برليني يقع في حي “شبانداو”، حيث قالت السيدة لاديفيغ أن الإشكالية لا تقع على عاتق إدارة المستشفي، إذ أن هذه الأخيرة لا تصدر شهادات الميلاد ثم أضافت قائلة: “أتفهم غضب واستياء أولياء الأمور، إنهم لا يملكون ما يثبت أبوتهم للطفل كما أن المولود يعتبر غير موجود بالنسبة للدولة الألمانية. دورنا هنا كمستشفى يتمثل في إعلام بلدية الحي بولادة مولود جديد لا أكثر ولا أقل”. كما علمنا أيضا من خلال حديثنا مع الموظفة أن هذه الحالات لا تقتصر على برلين فحسب بل تطال بقية المقاطعات الألمانية الأخرى. كما تطرقت لاديفيغ في مجرى حديثها إلى سلبيات هذه الإشكالية ،حيث قالت: “وهكذا لا يسمح للمولود الجديد بالتمتع بالفحوص الوقائية الطبية في المستشفيات والتي هي ضرورية، لا لشيء إلا لأنه غير مؤمَّن صحياً ولأن ولي الأمر مجهول الهوية، هذا أمر فضيع”. السيدة لا ديفيغ متفهمة للوضع الصعب الذي يعيشه الأولياء ومواليدهم الجدد. وحول النسق الطبيعي للحصول على شهادة الميلاد تقول الموظفة: “المجرى القانوني لتسجيل الأطفال يتم كالآتي. حينما يولد مولود جديد تقوم إدارة المستشفى بإبلاغ إدارة البلدية المعنية، وفي ظرف زمني لا يتعدى الشهر تحصل العائلة على شهادة الميلاد بعد إظهار أوراقهم الرسمية مثل عقد الزواج أو شهادات الميلاد، وبشهادة الميلاد يتسنى لأولياء الأمور الحصول على الـتأمين الصحي للمولود فضلا عن الدعم المالي”. لذا بات من الضروري على أولياء الأمور التوجه إلى أطباء خواصّ متطوعين لضمان الفحوصات الوقائية الهامة لأبنائهم وبناتهم بطريقة غير قانونية، هذا ما أكده الأبوان السوريان. الوجهة التالية كانت بلدية شبانداو حيث التقت DW عربية بالسيدة شميد الموظفة في مكتب المواطنين في أروقة مبنى البلدية. شميد تقول في هذا الصدد: “بلغ عدد هذه الحالات في برلين لوحدها حوالي 400 حالة. لم يحصل المتضررون على شهادات ميلاد لأن العائلة لا تملك أية وثيقة تثبت صفتهم المدنية”. واستمرت شميد تقول إن إدارة البلدية تحتفظ بتقرير المستشفى الخاص بالمولود، وحينما يحصل أولياء الأمور على وثيقة أو هوية من الدوائر الألمانية “نقوم بدورنا مباشرة بإصدار شهادة الميلاد”، ومن خلالها يتمتع المولود الجديد بحقوق المواطنة، أي بالدعمين المالي والطبي كبقية الأطفال على الصعيد الاتحادي.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك