منذ بدء عملية تحرير الفلوجة، قبل 4 اسابيع، فقد داعش الارهابي كل سيطرته على المدينة باستثناء حي الجولان بالاضافة الى بلدة صغيرة تقع في الأطراف الجنوبية.
ويتوقع مقاتلون محليون يساندون القوات المشتركة، وجود معتقلين في المدينة أعدمهم التنظيم الارهابي خلال عمليات انسحابه لم يعثر عليهم بعد.
ودخلت القوات العراقية إلى وسط الفلوجة الجمعة، ورفعت علم البلاد فوق مجلس بلدية المدينة.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، يوم الجمعة الماضي، عن "تحرير الفلوجة من داعش الارهابي . واشار بالقول "ما زالت هناك بعض البؤر التي تحتاج الى تطهير في الساعات المقبلة".
وقال قائد عمليات الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي، الثلاثاء، بأن تحرير مركز المدينة يعني انتهاء المهمة عسكرياً. واضاف "ما يجري في هذا الوقت هو تطهير باقي الأحياء والأزقة، على ان يتم الانتهاء تماما في غضون أيام".
لكن الكولونيل كريستفور غارفير، المتحدث باسم التحالف الدولي، قال إن "القوات العراقية تسيطر على ثلث المدينة فيما لا تزال الاشتباكات دائرة في باقي المدينة". وحذر غارفير من أن "الجنود العراقيين سيواجهون مقاومة شديدة لدى مغادرتهم وسط المدينة".
وقال المسؤول الاميركي إن "خط الدفاع لدى (داعش) الارهابي حول المدينة ليس متماسكاً كما في داخلها"، متوقعاً أن يواجه الجيش العراقي أشرس المعارك هناك.
وأكد القادة العراقيون، يوم الثلاثاء، أنهم تمكنوا من طرد عناصر التنظيم الارهابي من منطقتين شمال المدينة. وأضافوا أن "معركة الفلوجة أودت بحياة 2500 مقاتل"، إلا أن العدد لم يمكن التأكد منه من مصدر آخر.
ودفعت معركة استعادة الفلوجة بالآلاف من المدنيين للفرار خارج المدينة، ما أدى إلى أزمة إنسانية نظراً لضعف الاستعداد لإيواء الموجات البشرية في المخيمات.
الانسحاب الى الجولان
وهرب أكثر من 80 الف شخص من المدينة منذ بداية عملية استعادة الفلوجة، بحسب سعدون الشعلان، قائممقام الفلوجة، الذي اكد بالقول "لم يبق في داخل الفلوجة من المدنيين سوى عوائل داعش التي ترفض الخروج وانسحبوا الى حي الجولان".
واشار الشعلان، في اتصال مع (المدى)، الى ان "حي الجولان أصبح آخر معاقل داعش في الفلوجة"، عازياً سبب تراجع المسلحين الى الحي الشمالي الى "ضيق أزقته وكثافة تواجد المنازل فيه".
وشهد حي الجولان، أحد أحياء المدينة القديمة، في سنوات الحرب ضد القاعدة أشرس المعارك، وتحول الى مركز لداعش بعد ظهور التنظيم نهاية 2013.
ووصلت قوات النخبة الى حي الجولان بعد ان سيطرت، خلال اليومين الماضيين، على حي الشرطة الواقع شمال شرقي المدينة، في وقت استعادت وحدات قيادة عمليات بغداد السيطرة على حي العسكري.
ودخلت القوات مؤخرا الى حي الجغيفي، شمال غربي المدينة، فيما لاتزال منطقة الحصي، وهي بلدة في اطراف المحور الجنوبي للخارجية للفلوجة بيد داعش، لكنها تشهد عمليات تطهير واسعة منذ امس، انطلاقاً من ناحية العامرية.
ولم تواجه قوات النخبة، كما كان متوقعاً، مصاعب في تفادي العبوات الناسفة والألغام، بحسب الشعلان، الذي يؤكد ان "العبوات كانت اقل بكثير من الرمادي. بعد انتهاء خطوط الصد في أطراف المدينة لم تعد هناك عبوات".
وكان تنظيم داعش الارهابي قد أحاط المدينة بثلاثة انواع من التحصينات، هي: الخنادق والأنفاق، والعبوات، والقناصة.
اعتقال متحدث البيعة !
في هذه الأثناء تستمر الجهات الأمنية بالتحقيق مع العوائل النازحة في أطراف الفلوجة. ويتم ادخال اسماء جميع الذكور في قاعدة معلومات جمعتها الجهات الاستخباراتية للتأكد من صلتهم بالمسلحين.
ويقول المسؤول المحلي ان "بعض المعتقلين لم تكن اسماؤهم ضمن قاعدة المعلومات لكن بعض النازحين شهدوا بانتماء هؤلاء لداعش".
بدوره يقول محمود الجميلي، العقيد السابق في الجيش العراقي والقيادي في الحشد العشائري: "اعتقلنا 225 متهماً في عامرية الفلوجة فقط، اثناء عمليات النزوح الى المدينة".
واكد الجميلي، في اتصال مع (المدى)، ان "بعض المعتقلين اعترفوا بارتباكهم جرائم قتل وإبادة جماعية، والانتماء الى داعش".
وكشف المسؤول الأمني ان "من بين المعتقلين الشيخ احمد درع، وهو الزعيم القبلي الذي تلا في حزيران العام الماضي، اعلان ماعرف ببيعة مجلس عشائر الفلوجة والكرمة لداعش".
وكانت مجموعة ممن وصفوا بشيوخ عشائر الفلوجة والكرمة، أعلنوا خلال تسجيل فيديو بثه التنظيم على مواقعه الكترونية، البيعة لزعيم التنظيم، وشنوا هجوما على ممثلي السُنة في الحكومة العراقية والبرلمان.
واكد الشيوخ، خلال مشاركتهم فيما سمي بـ"مؤتمر عشائري في الفلوجة"، مباركة انتصارات التنظيم، مشيدين بما وصفوها "وقفة أسود الوغى"، في إشارة إلى ما حققه مسلحو داعش.
وأثنى هؤلاء الشيوخ على خطاب البغدادي، الذي جاء موافقا لمطالب شيوخ ووجهاء عشائر الأنبار، بشأن "الصفح وفتح باب التوبة بوجه من ظلم نفسه".
في سجون التنظيم
الى ذلك كشف الجميلي عن تمكن القوات العراقية من فك أسر 600 مدني كانوا محتجزين لدى داعش في سجون سرّية.
ونقل القيادي في حشد الأنبار عن معتقلين لدى التنظيم اُفرج عنهم بأنهم "سمعوا نداءات المسلحين وقت دخول القوات العراقية، وكانت تطالب بإعدام 150 فلوجيا في سراديب تحت الارض قبل الانسحاب".
ويتوقع الجميلي ان تكون تلك السجون، التي أُعدم فيها المعتقلون، داخل المنطقة الصناعية وسط الفلوجة. كاشفاً عن قيام الطائرات الحربية بقصف عن طريق الخطأ لسجن يضم نساءً واطفالاً يحتجزهم داعش في حي نزّال، ما ادى لمقتل جميع الموقوفين بداخله.
ولفت الى ان بعض المعتقلين لدى داعش كانوا يحصلون على نصف رغيف وقنينة ماء واحدة يوميا، ويتم تعذيبهم بخنقهم بوضع اكياس بلاستيكية على وجوههم لانتزاع الاعترافات.
ويؤكد المسؤول الأمني ان "داعش أحرق المنازل قبل هروبه من وسط الفلوجة، فيما حملت نساؤه الذهب والأموال وتسربن مع النازحين".
ويقول الجميلي "أواجه صعوبة في اقناع باقي زعماء العشائر والمسؤولين بضرورة اعتقال نساء داعش الموجودات في المخيمات، نظرا لحساسية الأمر، والطابع القبلي للمدينة"، مشيرا الى "انهن في النهاية مجرمات ويجب اعتقالهن".
https://telegram.me/buratha
