التقارير

العراق وايران ودرس الحياة المشترك

1858 16:45:57 2016-01-25

علي هادي الركابي

الحديث عن تاريخ الاممم ,واجتيازها لنكباتها ، يحتاج دائما الى الفصل بين ماهو حقيقي ،وما هو عاطفي وغير واقعي . هذه الحقيقة تواجه دائما من يريد ان يكتب عن تاريخ ما ،حدث في بلد من البلدان ،يعتمد في تقييمه على ماحدث فعلا , وما عولج؟ ومن قبل من ؟وكيف؟ .لان تاريخ الشعوب وقادتها ،يجب ان يوخذ خارطة طريق ،لمن لايعرف شيئا عن المستقبل .

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979,وحدوث الحرب العراقية الايرانية ,تعرضت ايران الى هجوم عالمي من كل الاتجاهات ،وبكافة الوسائل ,ففرض عليها الحصار الاقتصادي الجائربكل وسائله القذرة ،كذلك توغلت القوات العراقية في داخل العمق الايراني بحوالي 100كم بطول 500 كم من المحمرة الى مهران وقصر شيرين ، واحتلت بمساعدة اموال العرب عشرات من المدن الايرانية مثل المحمرة ،الشوش ،ديزفول ،الخفاجية ،سربيل زهاب ،قصر شيرين وكثير من المدن الاخر في الشمال المتاخم بين العراق وايران .

في الداخل الايراني ،عانى الايرانيون ،من الاغتيالات لابرز قادة الثورة مثل بهشتي ومطهري ودستغيب وغيرهم ،وتفجيرات شملت ايران كلها ،حتى وصلت لرئيس الجمهوري ورئيس الوزراء محمد علي رجائي وجواد باهونروالكثيير من الوزراء في يوم مروع البس ايران سوادا لايام عدة .

سوء الاختيارالشعبي الايراني في الانتخابات ،واختيارهم الحسن بني صدر رئيسا ،زيد من الطين بلة ،ووضع الجمهورية الفتية ،وقائدها ،في موقف لايحسد عليه ،ووضع الثورة ورجالها في مستقبل مجهول ،وربما الضياع .

وضع الغرب ،العرب ،وصدام ،الامام الخميني في موقف صعب جدا ،فبين تحديات الداخل والخارج ،كان الاختبار الاصعب للثورة ولرعليها الاول في السير في طرقيين لاثالث لهما ،اما الرضوخ ،او النجاح .بدا الامام الخميني بالاصلاحات الحقيقية ووجد ان ثورته مخترقة ،وان الازمات بسب الفساد وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،فقام بتغيرات كثيرة ،شملت القضاء والجيش والتعليم والامن والاقتصاد والتجارة ووقانون الانتخاب والدستور ,واحال ما يقارب 6000 من كبار موظفي الدولة الفاسدين للقضاء ,ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،واستدعى ابناء الثورة و ابناء شهداءها ،في تشكيل الحرس الثوري والمخابرات والامن .

 بعد شهرين ظهرت النتائج واضحة ،تقدم كبير للقوات اليرانية في الجبهة ،وتحرير كل المدن المغتصبة ،انعاش الاقتصاد الداخلي ، وتحريك عجلة العمالة والصناعة ،والوصول الى مستوى الكتفاء الذاتي في الزراعة ،كذلك اختيار رئيس جديد للجمهورية متمثلا بالسيد الخامنائي ،واجتياز عقبة عدم الاختيار الصائب , تغيرت ايران كليا ،اصبحت تهاجم ,تصنع ،تزرع ،تنقل قضيتها الى الخارج ،اصبح لها صوت دولي ،كل ذلك حدث خلال اربع سنوات من 1979 الى 1984.

تغيرت ايران كثيرا ،وتعلمها الدرس لم يستمر طويلا خمس سنوات فقط ،انجزت المهمة بنجاح ووصلت بنجاح الى ماهي عليه الان ،بفضل الامام الخميني وطاعة الامة الايرانية له .

اما العراق ،فلازال يرواح في مكانه،والبعثيين والانتهازيين في مقدمة الركب في كل دوائر الدولة ،رغم مرور اكثر من ثلاث عشر سنة على التغيير .

لا لشي،فالقائد المرجع موجودا وهو نائب الامام المعصوم السيد السيستاني دام ظله ،الذي حدث ،ان الشعب لم يعرف ما يريد يوما ،وما يختار في السلطة من الشرفاء ،ولم ياخذ بنصائح ،وتوجيهات مرجعيته وترك خلف ظهره ،شرفاء القوم ،فختار مجموعة من السياسين السراق، ، لايفقهون شيئا في حب الوطن والمواطنة ،فسرقوا الجمل بما حمل ، وباعوا العراق ، وضاع التغيير ...فشتنان مابين ماحدث في ايران ،وحدث في العراق ...انها انتكاسة ...قيادة ...وخذلان شعب ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك