التقارير

السبب الحقيقي وراء هبوط سعر النفط عالميا!

2597 08:29:39 2015-12-31

سيف أكثم المظفر
أصبحت السياسة، ومفهومها الجيوسياسي، واضح لدى كثير من المتابعين للشأن السياسي، مع دخول مرحلة جديدة من الحروب الاقتصادية، وهبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها، تتصارع الدول المصدرة عالميا، لكسر شوكة خصومها، بزيادة التخمة النفطية لدى المنظمة العالمية "أوبك" وقد أشار كبار المتخصصين في هذا الشأن إن سبب الحقيقي وراء انخفاض سعر النفط هو سياسي.
ظاهريا؛ تراجع سعر النفط بهذا الشكل عائد إلى ما يقال وجود تخمة، نتيجة؛ لازدياد إنتاج النفط الصخري الأمريكي، وبعض تباطؤ الاقتصادي العالمي، لكن هذان السببان ليس هما السببين الرئيسيين، إذا نظرنا إلى ما بين عامي 2009 وعام 2011 كانت الظروف الاقتصادية أسوء بكثير عن ما هو عليه ألان، بالعكس هناك نمو اقتصادي عالمي، الصين مازالت تنموا 7.5% وأمريكا تعلن نموها 5% ، إذا صح كلامهما، القول عن وجود تباطؤ اقتصادي لا يسبب هذا الهبوط السريع لأسعار النفط.
على هذه الأسس الاقتصادية ليس هناك تبرير كافي لهذا الهبوط، إذ هناك جانب سياسي، من خلال قراءة الخبراء وجد هناك تواطؤ سعوديا أمريكا.. السعودية تريد إيذاء إيران بسبب برنامجها النووي، وتريد اضعف نفوذ طهران داخل منطقة الشرق الأوسط، أما الولايات المتحدة، وان كانت تتضرر صناعات النفط الأمريكية، جراء هذا الانخفاض، ألا من الأسبقية لديها هي إيذاء الاقتصاد الروسي وتشديد العقوبات عليها.
هذا التواطؤ والتفاهم الاقتصادي بين واشنطن والرياض، أدى إلى ما يحدث ألان، عادة في السابق، كانت منظمة "أوبك" عندما يكون هناك تخمة ولو بشكل بسيط، تخفض الإنتاج ولكن هذا لم يحدث؟ ونحن نسمع وزير النفط السعودي يقول: لن نخفض الإنتاج حتى لو وصل سعر إلى 20 دولار؟! ليس هناك منطقا اقتصاديا من قريب أو بعيد من هذا القول!
إذن هي سياسة، وتصفية حسابات من خلال ضرب اقتصاد الخصوم، أو ما يقال عنه، عملية تكسير عظام، بين دول الخليج بقيادة السعودية، متعاونة مع أميركا، ضد روسيا وإيران، لكن هم نسوا أنهم يلعبون في النار.. لان إيران في المستقبل قادرة على إيذاء صادرات السعودية إذا أغلقت مضيق "هرمز"، كذلك روسيا قادرة على إيذاء أمريكا ، عن طريق رفض قبول الدولار، كعملة لصادرتها، التي تبلغ 7 ملاين برميل في اليوم؟!
أما العراق في خضم هذه المعادلة، يكون هو الخاسر الأكبر، حيث لا يملك مقومات الاقتصاد البديل مثل الصناعة والزراعة التي تسد النقص الحاد في الموازنة العامة، جراء انخفاض أسعار النفط، ولا يملك أي ورقة ضغط، يمكن أن يؤثر بها على اتجاه هذه المعادلة، مع وجود عصابات داعش على أرضه، والحرب لقائمة ضدها، واستنزاف الموارد الاقتصادية والبشرية، بسبب حروب الكر والفر التي يخوضها العراق، يتطلب من ذوي الاختصاص والمخلصين من أبناء هذا الشعب، القفز على جراحات الوطن، الذي لم تسلم طائفة منه، والجلوس إلى طاولة الحوار، لإنقاذ ما تبقى من هذا الوطن الجريح..
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك