التقارير

المنافذ الحدودية.. بين السيادة والفشل الإداري

2095 20:10:44 2015-12-04

سيف أكثم المظفر
أبنية شبه متهاوية، مطلية بألوان باهته أصابها الجرد، تتخللها شبابيك حديدية، يعلوها الصدأ من كل جانب، كأنها سجون، أينما تذهب يطوقك التراب، لا ارض تقيك ولا سماء، حتى العلم ممزق الإطراف، يشوبه الدخان والأتربة، قد تغيرت ملامحه الفقيرة، والتعرية الجوية إصابة كل شيء، حتى الضمائر المسئولين، فقد تعرت من الوطنية.
الحرس من الداخلية والدفاع، تكاد تميزهم من القيافة العسكرية المنضبطة، الملابس التي لم تستبدل على مدى عامين أو أكثر، والقوام العسكري الذي يعكس هيبة الدولة، حيث لا يقل وزن احدهم عن المائة وخمسون كيلو غرام؟! يستطيع الجري أسرع من النملة، وإما كابينة فحص الجواز، فحدث ولا حرج، أنها متطورة جدا، لا تملكها أسوء حدود دولة في العالم!
أسلاك شائكة، وصبات خراسانية، وشبه علم يرفف، يرسم ملامح الحدود بين الدولتين المتجاورتين، تحتوي على منافذ صغيرة أو كبيرة حسب مقدار التبادل التجاري والسياحي بين البلدين، ويعد الاهتمام بتلك المنافذ من السياسة الاقتصادية الناجحة للبلد، وكلما ازداد حجم الاستيراد والتصدير، سبقته عمليات تطويرية لتلك المنافذ يتناسب مع المساحة التجارية بين البلدين.
إن العراق وما يعانيه من تخبط سياسي وأداري وامني، اثر بشكل مباشر على طريقة إدارته للمنافذ الحدودية، ولم يتعلم من أخطاء الأمس، حتى عادة الكره مرة أخرى، بنفس الوتيرة، وبحلول ترقيعيية، لا تكاد تخلو من الفساد الإداري والمالي، تسبب بخرق سيادة الوطن، من قبل الزوار الإيرانيين، في أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام).
سيادة العراق هي خط احمر، وفوق كل الاعتبارات المذهبية والقومية والعرقية، وما حصل في منفذ زرباطية يدل على ضعف الدولة في إدارة حدودها، ولا توجد خطط مدروسة، لاستيعاب تلك الإعداد المتزايدة، ولا تملك نظرة مستقبلية لتطوير تلك المنافذ الاقتصادية، حيث تدر على البلد ملاين الدولارات سنويا.
وفي كل مرة تعتبرها القنوات -ذات النفس الطائفي- مادة دسمة تستهل بها عناوينها، للإثارة وشحن الطائفي، لا تعطي الأسباب الحقيقية لهذا الخرق، وتكتفي بإلقاء اللوم على الجانب الإيراني، المتعطش للزيارة، وهو قاطع ألاف الأمتار لعبور الحدود، حيث يصطدم بفشل إداري في المنافذ العراقية، يجعله يفترش الحدود لأكثر من 48 ساعة، ينتظر سمة الدخول.
هذا كله لا يعطي الحق للزائر الإيراني بالدخول عنوة، وباختراق الحدود والسيادة، ولكن الخلل ليس في الوافد إلى البلد، بقدر ما هو في الإدارة الحدودية الفاشلة، مع سبق الإصرار والترصد.
إن أسرع موقف دبلوماسي تتخذه حكومة المقبولية، هو احتجاجها على دخول أنفسنا الزوار الإيرانيين! ما يثير الاستهجان أكثر، أين احتجاج حكومتنا الرشيدة من اختراق تركيا للأجواء العراقية؟ أين احتجاج حكومة الأقوياء من فضيحة وثائق وكيليكس ودور وعلاقة السعودية بها؟ أين احتجاج حكومة الشراكة الحقيقية من تدخلات الأردن في الشأن الداخلي وأهانت العراقيين في مطاراتها ومنافذها الحدودية، والاعتداء على طلاب القوة الجوية؟
أين احتجاج حكومة الإصلاحات من هبوط الطائرتين المحملتين بالأسلحة والكواتم والأموال في مطار بغداد؟ أين احتجاج حكومتنا من قطر ودعمها للإرهاب وايوئها للبعثيين والدواعش ومن قناة الجزيرة؟ إلا تعد هذه الإعمال خرق لسيادة الوطن، فلماذا لم نسمع نفس الصرخات التي تصاعدت عفونتها الطائفية اليوم؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك