التقارير

النفط الداعشي والمخدرات الأفغانية

1692 10:00:46 2015-12-03

نشرت وزارة الدفاع الروسية شريط فيديو يظهر عبور شاحنات نفط تابعة لتنظيم "داعش" وهي تعبر الحدود السورية متجهة إلى تركيا.

الوزارة أوضحت، خلال مؤتمر صحفي حاشد، أن عائدات داعش من التجارة غير الشرعية بالنفط كانت تبلغ ٣ ملايين دولار يوميا قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا منذ شهرين، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة إلى مليون ونصف المليون دولار. في إشارة واضحة تعكس الأضرار البالغة التي أصابت ليس فقط داعش، بل أيضا جميع المتورطين والشركاء في هذه الجريمة.

ومع ذلك ترفض الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية المعلومات التي عرضتها روسيا من خلال وسائل الإعلام على الرأي العام العالمي والأوساط السياسية والعسكرية والقانونية الدولية. ما يظهر أيضا شكلا من أشكال التورط، أو في أحسن الأحوال التواطؤ.

وعلى الرغم من عرض الصور والمعلومات الروسية، إلا أن المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية أليسا سميث أعلنت، في مؤتمر صحفي الأربعاء ٢ ديسمبر الحالي، أن واشنطن "ترفض الفرضية التي تقول أن القيادة التركية متواطئة مع داعش في تهريب النفط، نحن لم نشاهد أي إثباتات تدعم هذه الاتهامات".

حالة من "الإنكار المَرَضي" تسيطر على واشنطن وحلف الناتو وأنقرة. ما يعطي انطباعا بأن هناك أهدافا أخرى تتجاوز أزمة القاذفة الروسية وتجارة النفط. ولا يتجاهل المراقبون هنا أن الولايات المتحدة وحلف الناتو ينويان التصعيد على أكثر من محور، سواء بإعلان الاستعداد لضم دول جديدة إلى حلف الناتو أو دعم تركيا في مواجهة روسيا، على الرغم من أن موسكو أكدت أكثر من مرة أنها لن ترد عسكريا على خطوة أنقرة بإسقاط القاذفة الروسية.

في الحقيقة، يبدو أن داعش بحاجة ملحة إلى شريان حياة رئيسي، متمثلا في النفط الذي يدر عليه ملايين الدولارات. ويبدو أيضا أن داعميه يعرفون ذلك جيدا. ولذلك وفروا له كل المسوغات اللازمة للثراء وتمويل خزينته، وتسليح عناصره لمواصلة "مهامه". وهو ما يذكرنا جيدا بنفس النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة وحلفائها في نشر زراعة المخدرات على نطاقات واسعة في أفغانستان كشريان رئيسي لتمويل المنظمات الإرهابية التي كانت تحارب القوات الحكومة الأفغانية والقوات السوفيتية.

إن الولايات المتحدة التي لعبت دورا مهما في توسيع رقعة المساحات المزروعة بالمخدرات في أفغانستان، عادت بقواتها إلى هذا البلد بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ لتجده أكبر مزرعة مخدرات في العالم. والمدهش أن هذه التجارة ازدادت رواجا وازدهارا طوال السنوات الأخيرة لتهدد أوروبا نفسها. غير أن واشنطن لا تعبأ كثيرا بذلك، إذ على الجماعات الإرهابية أن تمول نفسها بنفسها لتستطيع الحصول على أسلحة إضافية غير تلك التي تسقط عليها "بطريق الخطأ" من الطائرات الأمريكية وطائرات الدول الحليفة لواشنطن.

الآن يتم استخدام نفس السيناريو بمشاركة تركيا، عضو حلف الناتو، والتي وعدت واشنطن وبروكسل بدعمها، ليصبح النفط الداعشي معادلا تاريخيا واقتصاديا للمخدرات الأفغانية.

أشرف الصباغ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك