التقارير

اليأس يدفع لاجئين سوريين للعودة إلى ديارهم في مناطق الصراع

1397 09:03:10 2015-10-14

يولاند نيل
بي بي سي الحكمة – متابعة: لاجئون سوريون يبكون ويتعانقون أثناء توديعهم لبعضهم بعضا في شمال الأردن، وأطفال يساعدون آباءهم في حمل حقائب صغيرة ووضعها في حافلة تنتظرهم. هؤلاء اللاجئون إما لم يستطيعوا الذهاب إلى أوروبا أو لا يرغبون بذلك، وسيذهبون في رحلة مختلفة محفوفة بالمخاطر ليعودوا إلى ديارهم في منطقة الحرب. قالت سيدة، أم لثلاثة أطفال من درعا في جنوب سوريا : “ليس لدي أقارب هنا ولا أملك المال. الجميع بدأ في العودة. نحن متعبون”. وأضافت : “في سوريا سأجد أناسا أعرفهم وسأكون بينهم، سأكون بخير، مهما حدث”. تذكرة ذهاب قالت الأمم المتحدة إنها تشهد في خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعا يدعو إلى القلق في عودة اللاجئين إلى سوريا. ففي شهر يوليو/تموز، سجل متوسط العودة اليومية 66 لاجئا، لكن في أغسطس/آب تضاعف الرقم إلى نحو 129 لاجئا، ومنذ ذلك الوقت ظل متجاوزا 100 لاجئ يوميا. وثمة نحو 600 ألف لاجئ مسجلين في الأردن، معظمهم يعيشون في مناطق حضرية. وبعد أربع سنوات من حرب أهلية دامية، أصبحوا لا يملكون شيئا وتملكهم اليأس. فكل من يرغب في مغادرة الأردن إلى سوريا يتعين عليه التسجيل لركوب الحافلة في منطقة المغادرة في مخيم الزعتري للاجئين، كما يلجأ الكثيرون إلى الحصول على نصيحة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. نحو 86 في المئة من اللاجئين السوريين يعيشون في الأردن تحت خط الفقر (3.2 دولار يوميا). نحو 86 في المئة من اللاجئين السوريين يعيشون في الأردن تحت خط الفقر (3.2 دولار يوميا). وقال أحد موظفي الحماية ويدعى عمر : “أول شئ نخبرهم به هو أنه لا يوجد أمان في سوريا من وجهة نظر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ثانيا هو عدم استطاعة العودة إلى الأردن على الإطلاق. إنها تذكرة ذهاب فقط”. ويعاني اللاجئون السوريون في الأردن من تعثر مالي شديد. وتقول الأمم المتحدة إن 86 في المئة يعيشون حاليا تحت خط الفقر الأردني والذي يقدر بـ96 دولارا في الشهر. ولا تسمح الحكومة للكثيرين بالعمل بشكل قانوني ولم تعد توفر رعاية صحية مجانية. في مطلع الشهر الماضي حصل 229 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات على مساعدات أقل من برنامج الأغذية العالمي نتيجة عدم توافر تبرعات دولية. واضطرت الأسر إلى اتخاذ خيارات شديدة الصعوبة. “لا خيار” قرر أحد اللاجئين، ويدعى أبو أحمد، من حمص البقاء مع أمه المسنة في الأردن في حين أخذت زوجته طفليهما الصغار، إحداهما رضيعة، لتعود إلى والديها في دمشق الخاضعة لسيطرة النظام السوري. وقال : “الحياة صعبة جدا هنا. ابنتي الرضيعة مريضة بالفعل ولا أقدر على تحمل نفقات علاجها. في سوريا سيكون ذلك متاحا”. عاد نحو 4 الآف لاجئ إلى سوريا في شهر أغسطس/آب. عاد نحو 4 الآف لاجئ إلى سوريا في شهر أغسطس/آب. وأضاف : “نحن منقسمون لأننا لا نملك خيارا. بعض المواقف أقوى منا، وابنتي لها الأولوية. تستيقظ من نومها ليلا على حالة اختناق، وأنا لا أملك سيارة لأذهب بها إلى المستشفى كما لا أملك المال لشراء الدواء”. وتتذكر زوجته رحلة الخروج من سوريا وتصفها بـ”عذاب”، وتتابع أخبار القتال المستمر وهي تدرك مخاطر العودة. وقالت زوجته : “لسنا سعداء بالذهاب لكن الوضع هنا سئ للغاية. باهظ جدا. لا نحصل على قسائم صرف التعيينات الغذائية. ونضطر إلى شراء المياه التي نشربها”. وأضافت : “زوجي لا يستطيع العمل بشكل غير قانوني لعدة أيام في الشهر”. “أشد خطورة” تعتزم أسرة سورية أخرى تعيش في إربد الانقسام مؤقتا. الأب ويدعى خالد سيأخذ ابنته، آية، البالغة من العمر 19 عاما ويعود بها إلى مدينته درعا حتى تستطيع الانتهاء من دراستها في المرحلة الثانوية والالتحاق بالجامعة. و ستبقى زوجته مع أطفالهما الآخرين لعدة شهور. يقول خالد ""لا أنكر أني خائف جدا، لكنك تموت عندما ينفد الوقت". يقول خالد “”لا أنكر أني خائف جدا، لكنك تموت عندما ينفد الوقت”. كان خالد ميسور الحال في سوريا، لكن مدخراته نفدت حاليا، وهو يعتمد على أقاربه لسداد نفقات الإيجار والغذاء والمواصلات، حوالي 847 دولارا في الشهر. وأراني صورة لمنزله الكبير في درعا. والداه هناك وقالا له إن الوضع هادئ حاليا. وأضاف : ” كان الأمر فظيعا، قصف يومي وقنابل برميلية. الناس تموت، على مدار 20 يوما الماضية ثمة حديث عن هدنة”. سألت إن كان قلقا من أن يصبح الوضع عنيفا من جديد، فأجاب : “لا أنكر أني خائف جدا، لكنك تموت عندما ينفد الوقت. ليس لدينا حياة هنا”. وتختار الكثير من الأسر العودة إلى الصراع الذي لا يبشر بنهاية، بدلا من مواجهة الجوع وقسوة الحياة في الأردن.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك