التقارير

القراءة الاسرائيلية للمفاوضات النووية مع ايران

1776 08:10:47 2015-06-30

المفاوضات النووية: تراجع واشنطن ورضوخها وانتصار باهر للايرانيين
حسان ابراهيم
جددت "اسرائيل" رفضها للاتفاق النووي المتبلور بين ايران والدول الست في فيينا، واصفة الموقف الغربي بالمتراجع امام الايرانيين، الذين بات بإمكانهم اعلان انتصارهم وفرض ارادتهم على الاميركيين.
وحذر رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة الاحد، من "التراجع الملموس" من جانب الدول الكبرى، عن الخطوط الحمراء التي كانت قد وضعتها بنفسها حيال الاتفاق مع ايران، و قال انه "لا يوجد سبب لتسريع التوقيع على هذا الاتفاق السيء، بل ان الفرصة ما زالت سانحة للعدول عن هذه النية"، لافتا الى ان اتفاقا كهذا من شأنه ان يتيح لطهران تسليح نفسها بالسلاح النووي، ويمكّنها من الحصول على مبالغ طائلة لتمويل عدوانها".
ويأتي موقف نتنياهو بالامس ليؤكد من جديد استمرار المقاربة الاسرائيلية، التي بدت وكأنها استسلمت امام "الاتفاق المتبلور"، لكن من دون ان تتراجع عن رفضه علنا، مع توصيفه بالسيء والأسوأ، وإبداء ملاحظاتها وشروطها حوله، ما من شأنه ان يسهل المهمة اللاحقة لتل ابيب في الداخل الاميركي تحديدا، وبالأخص امام الكونغرس، للعمل على عرقلة التنفيذ ما بعد التوقيع عليه، بعد ان يباشر دراسته قبل اقراره.
 

المفاوضات النووية
المفاوضات النووية 

وضمن هذا الاطار تأتي الحملة التي يقودها اللوبي الاسرائيلي (الايباك) في الولايات المتحدة. التي وصّفها الاعلام العبري بانها تأكيد من نتنياهو على التشبث بموقفه الرافض للاتفاق، حتى مع ترجيح التوقيع عليه، وحسب موقع "واللاه" العبري، فان تقدير رئيس مجلس النواب الاميركي "في محادثة خاصة" ان فرصة ان يقوض الكونغرس الاتفاق النووي مع ايران منخفضة جدا، لا تنهي المحاولات الجارية للايباك، وتحديدا الدفع باتجاه اتفاق اكثر ملاءمة لاسرائيل.
واذا شغلت تل ابيب وإعلامها في اليومين الماضيين بإمكان تمديد فترة المفاوضات من عدمها، مع ترجيح الاولى على الثانية، الا ان الخبراء "الاسرائيليين" ومراسلي الاعلام العبري من الولايات المتحدة يؤكدون ان الاتفاق حاصل لا محالة، حتى وإن اضطر المفاوضون الى تمديد "التاريخ الهدف"، مع ترجيح إمكان التمديد لغاية 9 تموز، الامر الذي يتناسب مع المدة المتاحة للكونغرس لدراسة الاتفاق لحظة إنجازه.
والخشية الاسرائيلية يجري التعبير عنها باستخدام مصطلح "التراجع"، اي تراجع الاميركيين امام المفاوض الايراني، وتحديدا حول جملة من المطالب والشروط الموضوعة مسبقا، والتي عدت خطوطا حمراء من قبل الادارة الاميركية، وكانت اسرائيل تأمل ان تؤدي الى افشال الاتفاق في نهاية المطاف.
ذعر وقلق 
ويشير تقرير بث في القناة الثانية العبرية حول سير المفاوضات وما آلت اليه، الى رضوخ غربي واميركي تحديدا، للخطوط الحمراء التي اعلنها آية الله العظمى سماحة الامام علي الخامنئي، رغم محاولة تغليف الرضوخ بغلاف شفاف من الصرامة، اذ كما يؤكد مراسل القناة ومدير مكتبها في واشنطن، فقد عمدت الادارة الاميركية الى "مرونة" في موضوعين مركزيين في هذه المرحلة: "الأمر الأول هو التفاهم على رفع العقوبات عن ايران على ثلاث مراحل، تكون سريعة جدا، بمجرد التوقيع على الاتفاق، فيما الامر الثاني وهو حساس للغاية من ناحية اسرائيل، هو مسألة الابعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، حيث يوجد مقترح أميركي بأنهم سيكتفون بطريقةٍ ما بتقريرٍ مكتوب يقدّمه الإيرانيون، لكن لن يكون هناك ما يقوله الأميركيون طوال الوقت، اي انه لن تحصل زيارات المفتشين وغيرهم إلى المنشآت العسكرية الايرانية، كما لن تكون هناك مقابلات مع علماء نوويين ايرانيين".
ومن الرؤية الاسرائيلية، فان اصحاب القرار في تل ابيب يتعاملون مع هذه المعلومات بصورة أكثر حزما، ويقولون ان الأميركيين يتجاوزون يومياً الخطوط الحمراء التي رسموها بأنفسهم للمفاوضات مع إيران، وهذا ما بدا واضحا جدا في كلمة نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية يوم الاحد، وتحديدا ما يتعلق بالزيارات المفاجئة لمنشآت عسكرية ايرانية؛ والتحقيق في البعد العسكري للبرنامج النووي الإيراني؛ والبحث والتطوير لأجهزة الطرد المركزي المتطورة. 
ونقلت القناة الثانية العبرية عن مصدر أميركي وصفته بالرفيع جدا، تأكيده ان "واشنطن لا تصر على كل هذا"، رغم ان ذلك يعد تجاوزا لخطوط حمراء جوهرية في الاتفاق النووي. 
السؤال في تل ابيب، ولدى عدد من الخبراء كما يبدو من الكتابات ومن التقارير المبثوثة في قنوات التلفزة العبرية هو الآتي: ما الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله؟ تجيب القناة الثانية العبرية بالقول: القليل جداً جدا. وتصف الموقف الاسرائيلي بانه نوع من المشاهدة لا اكثر، شبيه بالمشاهدين لقنوات التلفزة ومسلسلاتها الذين لا يقدرون على فعل شيء في سيناريوهات المسلسلات. "فقدرة اسرائيل على فعل شيء محدودة جداً جداً". 
الا ان ذلك لا يلغي المواقف والتصريحات وعمليات الشجب والادانة، التي يقودها نتنياهو من خلال مهاجمة المفاوضات مباشرةً والرئيس الاميركي، باراك أوباما، اذ لديه قناعة بان ذلك فقط، لديه نوع من التأثير اضافة الى الضغط الجماهيري في الداخل الاميركي وكتابة مقالات ورسائل مفتوحة كما فعل مستشارو اوباما السابقون في ولايته الاولى، عبر رسائل الانتقاد لادارة المفاوضات مع ايران كما وردت قبل ايام في صحيفة نيويورك تايمز.
سؤال "تل ابيب" الكبير في هذه الايام هو إن كان الاتفاق سيوقع ام لا. الجواب، كما تعبر عنه وسائل الاعلام العبرية قد يكون في اشارة تصدر عن المفاوضات حول تمديدها، والمعادلة قد تكون الآتية: في حال قرر المتفاوضون تمديد الفترة لغاية 9 حزيران، فان الاتفاق سينجز مع تراجع كبير للولايات المتحدة ونجاح باهر للايرانيين وفرض ارادتهم على الغرب. لكن في حال التمديد لاشهر اضافية، فقد يكون لدى "اسرائيل" امل ما، لكنه غير تام بالمطلق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك