راغب فقيه
على مدى التاريخ عرف الإسلام بسماحته ورسالته المسالمة لكافة الشعوب...الى ان ظهر الفكر الوهابي الذي بدأ ينشر ثقافته. كان آل سعود عرّابي هذا الفكر في شبه الجزيرة العربية حيث عملت هذه العائلة الحاكمة على تغذية الأفكار الوهابية والتكفيرية من أموال المسلمين، فتشكلت التنظيمات الارهابية من وحي هذا الفكر لتكفر كل من يخالفها وتبيح قتل كل معارض لها.
كانت السعودية ولا تزال الداعم الرئيس والسند الحق للجماعات التكفيرية في العالم، حيث غذى النظام السعودي شباب البلاد بالفكر الوهابي المتحجر، واستطاع من خلال ذلك خلق بيئة حاضنة جعلت من السعوديين طعمًا يقع في الشرك التكفيري!
لاحقاً وخدمةً لمصالحها، زُجت هذه الجماعات في مناطق النزاع في الشرق الاوسط حيث خلفت تدميرا وقتلاً وتشريدا، فبعد تنظيم "القاعدة" تمدد تنظيم "داعش" بدعم وتمويل سعودي في سوريا والعراق. لكن السعودية لم تدرك ان "طابخ السم آكله" وان هذه التنظيمات يمكن ان تخدم اهدافا تكتيكية وقتيَّة ولا يمكنها أن تخمد أهدافها الاستراتيجية او ذات المدى البعيد، فتشكل خطرا حقيقيا على السعودية نفسها!
""داعش" بالنسبة للسعودية كراكب الأسد يخيف به الخصوم ويخاف منه بالوقت نفسه" بهذه العبارة يشخص المعارض السعودي الدكتور فؤاد ابراهيم العلاقة الحالية بين التنظيم الارهابي والسعودية، مضيفاً ان السعودية تحاول توظيف الجماعات التكفيرية لخدمة مشروعها في الخصومة مع بعض الدول كالعراق واليمن ولبنان، وان التوظيف، حسب الدكتور ابراهيم، "لا يعني ان تجد تطابقًا بالمصالح بين التنظيمات الارهابية والسعودية، فالجماعات لها رؤية وايديولوجيا تهدف لإرساء "دولة الخلافة" في المناطق العربية وعلى رأسها الجزيرة العربية".
وفي وقت تتحين فيه التنظيمات الارهابية الفرصة للدخول الى السعودية - خاصة مع تدهور الاوضاع الامنية في بعض البلاد العربية وانتشار الحالة التكفيرية والإرهابية - أصبحت السعودية من الدول المرشحة لتكون الهدف المقبل لتلك التنظيماتوعلى راسها "داعش"، حيث يشير الدكتور ابراهيم الى ان "أبا بكر البغدادي حدد ان السعودية جزء من استراتيجية "داعش""، موضحاً ان "السعودية جزء أساس من المجموعة الرئيسة المستهدفة".
ويؤكد المعارض السعودي ان "أغلب المنتسبين لتنظيم داعش هم من السعوديين بسبب الايديولوجيا الوهابية التي ساهم النظام السعودي بنشرها في السعودية"، مشيراً الى ان "تنظيم "داعش" له بيئة حاضنة من الشعبية في السعودية وهذا ما يشكل خطرا على النظام السعودي من محاولة القيام بتفجيرات او اعمال امنية تهدف لخلق اجواء متوترة".
ويستبعد ايراهيم امكانية استهداف السعودية من قبل "القاعدة" في اليمن لان هناك التقاء مصالح بين السعودية الطامحة الى نشر الاقتتال بين الجيش اليمني و"القاعدة". ويرى في الوقت نفسه ان "السعودية والقاعدة في توافق حالي الى حين انتهاء العدوان على اليمن وبعد ذلك ممكن ان يشكل هذا التنظيم الارهابي خطرا على السعودية لتحقيق ما يعتقد به".
"السعودية اليوم باتت هدفاً رئيساً لتنظيم داعش"، هذا ما يؤكده الباحث الاستراتيجي الدكتور وفيق إبراهيم والذي يشدد في حديث لموقع "العهد" على ان "داعش صنيعة النظام السعودي الذي لن يستطيع الاستفادة طويلا من خدمات التنظيم".
ويرى الدكتور وفيق ابراهيم "ان هناك تلاق للمصالح في اليمن بين القاعدة والنظام السعودي" وان "داعش الذي يخدم السعودية مع خصومها ويقتل ويدمر ويجزر بالمدنيين سيصل الى السعودية في اطار هدفه الذي أعلنه ويعلنه دائما حول استراتيجية التنظيم في التمدد بالجزيرة العربية".
31/5/150428
https://telegram.me/buratha