التقارير

السلام الفلسطيني: بين الوهم والكذب الإسرائيلي الأمريكي

1757 07:38:54 2014-04-06

الدكتور خيام محمد الزعبي-صحفي وباحث أكاديمي في العلاقات الدولية تسعى أمريكا لتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة حتى تعم الفوضى تمهيداً لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تسعى من خلاله لتأمين المصالح الإسرائيلية في المنطقة، واليوم تعيش أمريكا صدمة كبيرة بسبب القرار المفاجئ الذي تم إتخاذه من جانب القيادة الفلسطينية بتوقيع أكثر من عشر إتفاقيات دولية للضغط على إسرائيل للإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، إذ وضع الولايات المتحدة في موقف حرج تصارع خلاله بغية إعادة محادثات السلام إلى مسارها الصحيح، بعد أن إنحرفت وبدأت تدخل في مفترق طرق مسدودة. فالمشكلة هي أن إسرائيل تنتهج سياسة التفاوض من أجل التفاوض وكسب الوقت، والكل يعرف ذلك، بما في ذلك أمريكا، ومع ذلك فإن الدول الفاعلة ليست مستعدة لتحمل مسئولياتها في وضع حد للغطرسة الإسرائيلية، وتسعى عوضاً عن ذلك لإستجداء مزيداً من التنازلات من القيادات الفلسطينية. وفي سياق متصل إن طلبات الإنضمام لأكثر من خمسة عشر ميثاقاً وإتفاقاً دولياً التي قدمتها السلطة الفلسطينية مؤخراً للمبعوث الخاص للأمم المتحدة في الشرق الاوسط، ولمندوبي سويسرا وهولندا لدى السلطة الوطنية، تتعلق جميعها بحقوق الإنسان وقضايا إجتماعية، وهي خطوة قد لا تتأثر إسرائيل كثيراً بنتائجها، ولكن الإنضمام لبقية المنظمات الدولية من شأنه ان يثير قلق إسرائيل وفزع جنرالاتها ممن تلوثت أياديهم بدماء الفلسطينيين، فلم يكن من المستغرب وصول المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية الى طريق مسدود، فبعد ثمانية أشهر من اللقاءات وأكثر من عشرين زيارة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري الى المنطقة، لم يتم الكشف خلالها عن التوصل لأي اتفاق على اي بند، على العكس من ذلك إستغل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه المفاوضات ليضع بنوداً تعجيزية جديدة على غرار طلب الإعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وليفرض أمراً واقعاً على الأرض بتوسيع الإستيطان، وتسريع خطوات تهويد مدينة القدس المحتلة . فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين أن القضية تكمن في أن هذه المفاوضات لم تحقق أي تقدم تجاه السلام وأن الوضع الحالي لها أثبت أن هناك أزمة حقيقية مع الجانب الأمريكي الذي فشل في أن يلعب دور الوسيط النزيه ولذلك فإن المراجعة التي يتحدث عنها الوزير كيري لن تكون ذات جدوى ما لم تغير واشنطن إستراتيجيتها بشكل جذري وتمارس المزيد من الضغوط على إسرائيل. وفي إطار ذلك يمكنني القول إن الفلسطينيين الذين تحملوا الكثير من الخداع والكذب والتضليل الإسرائيلي فإنهم يتوجهون اليوم نحو المجتمع الدولي لنزع فتيل الأزمة بدلاً من الإستمرار في تجاهل مطالبهم المحقة والعادلة، وهي ليست مطالب فلسطينية فحسب بل عربية وإسلامية، فالمدينة المقدسة تخص كل العرب وكل المسلمين وسياسة فرض الأمر الواقع في المدينة المقدسة لن تكون مقبولة، ولابد من الوقوف بوجه سياسة قضم الأرض المقدسة وتهويدها بشكل حازم. وأخيراً ربما أستطيع القول إن المفاوضات التي إمتدت 21 عاماً بلا جدوى، وفي كل مرة يعود الطرفان إلى نقطة الصفر عبر طرح شروط جديدة لإبتزاز الطرف الفلسطيني وحمله على تقديم التنازلات، لذلك لا بد من التحرر من وهم هذه المفاوضات والعودة إلى المقاومة الشعبية وفتح معركة القانون الدولي والتوجه بدعاوى جرائم حرب ضد إسرائيل، والعمل الى تحقيق تغيير جذري في الإستراتيجية المتبعة حالياً بمفاوضات السلام والتي إنفردت بها الإدارة الأمريكية. 20/5/140406
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك